أخر الأخبارالرئيسيةانتخابات مجلس الشعبتقارير

بعد أن اعتمده البعث لأول مرة في انتخابات البرلمان .. ما هو الاستئناس الحزبي؟

ديمقراطية للقواعد تقتصر على الاستئناس برأيها .. والقرار للقيادة

لا يكفي أن تكون عضواً في حزب “البعث” وأن تكون قد حصدت آلاف أصوات الناخبين في دورات سابقة وحتى أن تنجح في الاستئناس الحزبي لتضمن وجود اسمك في قوائم مرشحي الحزب للبرلمان.

سناك سوري _ هبة الكل

وبينما تزايد تداول المصطلح في الفترة الأخيرة بالتزامن مع قرب موعد انتخابات مجلس الشعب المقررة في 15 تموز القادم فقد تساءل كثيرون عن معناه.

ما هو الاستئناس الحزبي؟

لم يكن مصطلح الاستئناس الحزبي جديداً في تاريخ “البعث” وقد سبق أن استخدم كوسيلة لاختيار مرشحي الحزب خلال انتخابات الإدارة المحلية عام 2022.

تقوم عملية الاستئناس على فكرة إجراء انتخابات داخل صفوف حزب “البعث” على كافة مستويات قواعده. ويختار خلالها أعضاء الحزب مرشحيهم للانتخابات.

ونص قرار الاعتماد على الاستئناس الحزبي عام 2020 على أن يختار البعثيون ضعف العدد المطلوب في كل فرع من المحافظة. بمعنى أن الحزب إذا أراد ترشيح 5 أشخاص عن مدينة ما يقوم الحزبيون باختيار 10 مرشحين. وتحال نتائج هذه الانتخابات إلى قيادة الحزب لتختار بدورها المرشحين الـ 5 النهائيين. علماً أنها غير مقيّدة بخيارات القواعد فقد تختار اسماً من خارج الأسماء الناجحة في “الاستئناس”.

ويعني ذلك أن عملية الاستئناس الحزبي وإن كانت توحي بممارسة ديمقراطية يشارك فيها كل أعضاء الحزب من أدنى القواعد إلى أعلاها. فإنها في نهاية المطاف تقدّم رأياً يمكن وصفه بـ”الاستشاري” فالقرار الأول والأخير يعود للقيادة.

شروط الاستئناس الحزبي

وعن آلية الاستئناس. يخضع المرشح لفترة من الاختبار يُكشف بها عن مدى تأهيله لتمثيل القاعدة البعثية ابتداءً ثم الشريحة الاجتماعية التي يعبر عنها وعن مسؤولياته تجاهها في عضوية مجلس الشعب. الأمر الذي يدفع المرشحين إلى الاعتماد بداية على شعبيتهم بين رفاقهم في الحزب قبل حضورهم الشعبي عموماً فالتواجد على قوائم الحزب يضمن بنسبة كبيرة جداً الوصول للبرلمان.

ولخّص أحد المرشحين ذلك بالقول لصحيفة “الوطن” التي لم تكشف عن اسمه « إنني أعرف رفاقي على مستوى الشعب والفرع، وهم يعرفونني جيداً. ولست بحاجة أن يعرفني المواطنون على مستوى المحافظة في عملية الاستئناس».

وقد حددت القيادة المركزية لحزب البعث عدداً من الشروط التي تحكم آلية الاستئناس الحزبي لمرشحي مجلس الشعب ومنها 4 سنوات مثبتة على الأقل أمضاها المرشح في العضوية العاملة. ولم يعاقب بالعقوبات الحزبية أو الرقابية أو القضائية. وألّا يكون متخلفاً هو أو أحد أبنائه عن تأدية الخدمة العسكرية الإلزامية أو الاحتياطية. وألّا يجمع بين المهمة المنظماتية أو النقابية على مستوى المحافظة وبين عضوية مجلس الشعب من جهة أخرى.

من جهة أخرى فإن “الاستئناس الحزبي” لا يفرض كوتا شبابية واضحة ومعلنة. بينما اهتم بعض المرشحين للاستئناس أن يعلنوا عن أنفسهم تحت اسم مرشح الشباب أو ممثل فئة الشباب. في حين يؤثر غياب حصة واضحة لجيل الشباب على معدل أعمار مرشحي الحزب لاحقاً وبالتالي أعضاء المجلس بعد ذلك.

الوعي السياسي والعقائدي

مؤخراً أصدرت القيادة المركزية لحزب “البعث” قراراً بشطب 19 نائباً حالياً من قوائم المرشحين للاستئناس الحزبي. مع تخفيض مستوى عضويتهم العاملة لمدة عام. وذلك بسبب عدم القدرة على رفع مستوى الوعي العقائدي والتنظيمي والسياسي بحسب ما ورد في القرار.

ويوحي القرار بأن المرشحين المقبلين لحزب البعث في الانتخابات القادمة سيتمتعون بقدرٍ كافٍ من الوعي السياسي والعقائدي والتنظيمي. فهل سيلمس السوريون هذا الوعي في أداء نوابهم في البرلمان المقبل؟.

زمالة سناك سوري 2024

زر الذهاب إلى الأعلى