انتعاش نشاط الخارجية السورية .. وملف اللاجئين أولوية _ بانوراما الأسبوع
دمشق تطالب بدعم مشاريع التعافي المبكّر لتأمين بيئة لعودة اللاجئين
فتحت الأشهر الماضية الباب أمام نشاط واسع للدبلوماسية السورية لا سيما مع العودة إلى الجامعة العربية وانفتاح دول المنطقة على “دمشق”.
سناك سوري _ دمشق
وخلال الأسبوع التقى وزير الخارجية “فيصل المقداد” وفداً من رؤساء الكنائس المسيحية في “أستراليا”. واعتبر أن الزيارة تعطي الفرصة لأعضاء الوفد للاطلاع على الواقع عن قرب في “سوريا”.
ورأى “المقداد” أن وحدة السوريين هي التي واجهت المؤامرات التي تعرّض لها وطنهم وخاصة آثار الحرب على الإرهاب. معرباً عن ترحيبه بكل المبادرات التي تهدف إلى ربط المغتربين بوطنهم وبقيمه الحضارية والإنسانية.
زيارة وزير الخارجية الأردني
أما يوم الاثنين الماضي فشهد زيارة وزير الخارجية الأردني “أيمن الصفدي” والتقى بالرئيس “بشار الأسد”. لبحث ملف عودة اللاجئين والعلاقات الثنائية. حيث أكّد الرئيس “الأسد” أن العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى مدنهم وقراهم أولوية بالنسبة للدولة السورية. مع ضرورة تأمين البنية الأساسية لهذه العودة.
وأشار الرئيس “الأسد” إلى أهمية مشاريع التعافي المبكر التي تمكّن العائدين من استعادة دورة حياتهم الطبيعية. مبيناً أن كل الإجراءات التي اتخذتها الدولة السورية سواءً على المستوى التشريعي أو القانوني أو على مستوى المصالحات تسهم في توفير البيئة الأفضل لعودة اللاجئين.
“الصفدي” عقد اجتماعاً منفصلاً مع “المقداد” أعقبه مؤتمر صحفي قال فيه الوزير السوري أن بلاده تتشاور مع “الأردن” حول الكثير من القضايا بما في ذلك قضية اللاجئين وأفضل السبل الكفيلة لعودتهم إلى “سوريا”.
وأضاف “المقداد” أن كل سوري في أي دولة بالعالم يملك الحق بالعودة إلى بلده وهو مرحّب به. وسيتم التعامل معه بإطار القانون والسيادة. إلا أن عودة اللاجئين بحاجة لتأمين مستلزمات أساسية مثل البنى التحتية والتعليم والصحة والمياه.
الوزير الأردني قال خلال المؤتمر أنه بحث مع “المقداد” الجهد العام فيما يتعلق بالتوصل لحل سياسي للأزمة السورية ويعالج تبعاتها الإنسانية والأمنية والسياسية. ويضمن وحدة “سوريا” وسلامتها الإقليمية ويحقق طموحات الشعب السوري. ويخلصها من الإرهاب ويهيئ الظروف التي تسمح بالعودة الطوعية للاجئين السوريين.
الملف الهام الآخر الذي أشار إليه “الصفدي” تمحور حول مكافحة تهريب المخدرات. حيث قال أنه سيتم عقد اجتماع للجنة المعنية بمعالجة قضية تهريب المخدرات. معتبراً أنه تحدٍّ كبير وخطر حقيقي لا بد من التعاون في مواجهته. مضيفاً أن بلاده ترى أن هذا التهديد يتصاعد وتقوم بكل ما يلزم لحماية أمنها الوطني من هذا الخطر.
اتصال مع لافروف
وفي إطار أنشطة الخارجية أيضاً. بحث الوزير “المقداد” مع نظيره الروسي “سيرغي لافروف” في اتصال هاتفي العلاقات الثنائية والتشاور السياسي وتنسيق المواقف وتبادل الدعم في “الأمم المتحدة” والمحافل الدولية.
بدوره أعرب “لافروف” عن ترحيب بلاده بالأجواء الإيجابية في المنطقة العربية. واستئناف مشاركة “سوريا” في اجتماعات جامعة الدول العربية. مؤكداً دعم “موسكو” لكل الجهود الداعمة لاستقرار المنطقة العربية. ولزيادة التعاون بين دولها في مواجهة التحديات المشتركة.
مؤتمر عدم الانحياز
إلى “أذربيجان” توجّه الوزير “المقداد” للمشاركة في اجتماع وزراء خارجية دول عدم الانحياز الذي بدأ أعماله الأربعاء.
وقال “المقداد” خلال كلمته في المؤتمر. إنه وفي الوقت الذي تعمل فيه “سوريا” على تجاوز الحرب الظالمة التي تعرضت لها على مدى السنوات الماضية. فإنها تتطلع لدعم دول عدم الانحياز القوي للجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة السورية للارتقاء بالوضع الإنساني ودفع عجلة الاقتصاد وتحقيق التعافي المبكر بما يسهم في توفير الخدمات الحيوية الضرورية لعودة كريمة للاجئين والمهجرين إلى مناطقهم الأصلية.
وعلى هامش المؤتمر. التقى “المقداد” نظيره الجزائري “أحمد عطاف” وبحث معه علاقات البلدين. كما التقى بنائب وزير الخارجية الروسي “سيرغي فيرشينين” وشارك في احتفالية أقامها وزير الخارجية الفنزويلي.
لا شك أن هناك انتعاش ملموس في أنشطة الخارجية السورية. مع وجود ملفات رئيسية تحتل القسم الأكبر من اللقاءات والاجتماعات والبيانات. ويبدو أن ملف اللاجئين ينال الأولوية بالنسبة لـ”دمشق” التي تربطه بشكل رئيسي بمشاريع التعافي المبكر والدعوة إلى دعمها من أجل تأمين بيئة قابلة للحياة لضم اللاجئين العائدين.