الرئيسيةسناك ساخر

اليوم العالمي للطيور المهاجرة.. نيالها ما بدها جواز سفر ومنصة

في طفولتنا كنا نحلم بالطيران... وفي شبابنا أصبحنا نغار من الطيور

في اليوم العالمي للطيور المهاجرة، نحتفل بانتقالها السلس فوق رؤوسنا. في حين نبقى نحن البشر معلقين بأكثر الأحلام انتشاراً بين الشباب هنا “الهجرة”.(على شي طير مهاجر ياخدني معو).

سناك سوري-نور سليمان

هجرة الطيور وهجرة الشباب السوري قد تتشابهان في بعض الجوانب. يمكن القول إن الطيور تختار الهجرة لتفادي الظروف القاسية مثل البرد القارس أو نقص الموارد. وللسبب ذاته يسافر الشباب السوري بحثاً عن واقع أفضل. الفارق بينهما أن جواز سفر الشاب السوري لا يساعده كثيراً  بينما الطيور:«ما شالله عليها الطيور ما حدا بيوقفها عالحدود ولا بتغرق بالبحر، تعوا نتنكر بتوب طائر اللقلق».

الهجرة تمنح تجارباً وفرصاً جديدة، سواء للطيور في استكشاف بيئات جديدة أو للشباب السوري في بناء حياة أفضل لأنفسهم ولعائلاتهم. (حتى الطير وقت لاقى الوضع سيء هاجر مافي غير نحن والشجر باقيين).

وبينما تدرك الطيور المهاجرة وجهتها وتسير نحوها بثقة دون عوائق. يحلم ملايين الشبان هنا بالهجرة لكنهم لايعرفون وجهتهم بدقة. بل يتفقون مع عبارة “سفرني على أي بلد” في شارة مسلسل “ضبوا الشناتي”.

الطيور المهاجرة منا تلك التي نجحت بالهجرة، إنما غادرت أسراباً بعد بدء فصل الحرب وفصل الغلاء وفصول انقطاع الكهرباء والماء. (وشو بدكن فصول ناقصة بتلاقوها عنا).

تخيل مثلاً أن حلم أحد الشبان الذين صادفتهم قبل أيام براتب بطالة وكورسات اللغة المجانية والسكن في الكامب بلا مقابل. وهو يقبل فقدان العلاقات الاجتماعية.

تخيلوا أن حلم شاب في العشرين من العمر أن يرتاح من الواقع. أن يجد مكاناً يحتضن ملامحه الهرمة وتتوفر فيه احتياجاته الأساسية. أن حلمه الراحة من الانتظار بعد سنين طويلة من الحرب.

لقد أصبحت عقول الآلاف وربما الملايين مثل الطيور المهاجرة تقريباً “مبرمجة على الهجرة”. لكن مع فارق أن دورة الهجرة مستمرة طالما “فصول العالم الخارجي والداخلي الناقصة ماعم تتركلنا مجال نتنفس”. وأنها هجرة بلا عودة في أغلب وربما كل الأحوال. إلا أولئك الذين يهاجرون مكرهين إلى دول الجوار ولا يتمكنون من الهجرة التالية بعدها. فهم غالباً محكومون بالعودة هرباً من التضييق والعنصرية. ويتمنون أيضاً لو كانوا مثل الطيور في تلك البلاد الشقيقة والصديقة والشريكة في المأساة التي يعيشونها ضمن بلادها.

في اليوم العالمي للطيور المهاجرة، وبكل يوم آخر حين يسقط عليك “براز أحدها”. لا تنظر إليه على أنه فأل حسن، بالعكس “فوق كل مصايبك رح تغسل القميص يلي ما بتملك غيرو وخايف عليه من نسمة الهوا”.

زر الذهاب إلى الأعلى