الرئيسيةشباب ومجتمع

المقاهي بدل دور العرض .. السينما إحدى ضحايا الحرب في حمص

شباب حمص يجمعون على ضرورة إدراج السينما بخطة إعادة الإعمار

يستقبل مقهى “شكسبير” (طليطلة سابقاً) رواده الشباب كل خميس لحضور عرض سينمائي جديد بعد أن غيّبت الحرب دور السينما عن مدينة “حمص”.

سناك سوري _ حلا منصور

المقهى المطل على ساحة الساعة الجديدة تحوّل إلى بديل عن دور السينما التي ذهبت ضحية سنوات الحرب في “حمص”.

يستذكر ابن مدينة “حمص” والمدير السابق للمسرح العمالي في “سوريا” “عبد الكريم عمرين” فترة ستينيات وسبعينيات القرن الماضي. حين كانت كل الأيام للسينما وكان عدد صالات العرض في المدينة يفوق العشر صالات.

وأضاف “عمرين” في حديثه لـ سناك سوري: «كان اجتماع الأصدقاء لحضور أفلام سينما الزهراء العالميّة التي تغيّر اسمها فيما بعد إلى سينما الكندي طقساً اجتماعيّاً وعائليّاً. يجمع الناس ويُمتعهم ويحّرضهم على الحوار والنقاشات وتبادل الآراء حول السينما والحياة والفيلم المعروض».

مقهى شكسبير في حمص
مقهى شكسبير في حمص

واعتبر “عمرين” أن تلك الأجواء تسهم في تنشيط الطاقات الحواريّة لدى الإنسان وتعمّق معرفته بأفكار الآخرين وأذواقهم. مبيناً أن كل هذا تغيّر اليوم. وأن السينما في “حمص” تعاني كغيرها من القطاعات الثقافيّة والفنيّة. كما أن الطقوس الاجتماعيّة والثقافية التي كانت تُصاحب مشاهدة الأفلام فيما مضى انحسرت بشكل واضح.

ولفت إلى أنّ الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعصف بالبلاد جعلت الحديث عن الذهاب إلى مقهى أو دار سينما لمشاهدة فيلم نوعاً من الرفاهيّة لمواطنين يعانون لتأمين لقمة العيش.

ماذا قال الشباب؟

استطلع سناك سوري آراء 21 شاباً وشابة من “حمص” وقد أجمعوا على تأييد إدراج صالات السينما في خطة إعادة إعمار المدينة. ما يظهر تلهّف الجيل الشاب للفن ودور السينما في حياته الثقافية والفنية.

“نور” 23 عاماً قالت لـ سناك سوري في حضورها الثاني لفيلم مع أصدقائها في مقهى “شكسبير”. أنّ حضور الفيلم بشكل جماعي وبأجواء مختلفة عن المنزل. أمر يستهويها وتجد فيه جوّاً من المتعة والألفة. وستستمرُّ بقصد المقاهي لمشاهدة الأفلام إلى أن تُفتتح صالات السينما في مدينة حمص أسوةً بغيرها من المدن السوريّة.

أمّا “بسمة” 19عاماً فوصفت نفسها بأنها مهتمّة بالأفلام والسينما بشكل كبير.مشيرة إلى أهمية أن يقصد الشباب دور السينما لمشاهدة أفلام تعرّفهم على ثقافات متنوّعة. وبالتالي فهم العالم والتأثير على تفكيرهم بطريقة إيجابيّة. كما أن مشاهدة فيلم يحكي قصّة كفاح ونجاح يشكّل بالنسبة لها حافزاً وإلهام.

وجود صالات سينما علامة حضارية .. كيف سيتم تضمينها في خطّة إعادة الإعمار؟

يصف المخرج السينمائي “عيسى عمران” لـ سناك سوري الدور الثقافي والاجتماعي الذي تلعبه السينما في المجتمع بالرائد. ويرى أنّ بناء دور السينما يقارب في أهمّيته بناء المدارس والمستشفيات. لأنّها تغذّي العقل مثلها مثل المدارس وتُشفي النفس مثلها مثل المستشفيات.

اقرأ أيضاً:بين صالة مفروشات وركن سيارات .. دُور السينما السورية تغيب عن روادها

وأكد “عمران” على أنّ وجود دور سينما في مدينة تعرّضت للتدمير كمدينة “حمص” هو حاجة مُلحّة، وبناء العشرات من الدور أمر طبيعي، فالجيل الحالي يشاهد الأفلام بواسطة الهاتف المحمول. فكيف في حال توفر العرض له بدار مريحة ومتطورة؟ معتبراً أنه يجب وضع بناء دور سينما ضمن أولويات لجنة إعادة الإعمار في محافظة “حمص”. وفتح الباب للشركات العامّة والخاصّة لتقديم عروض. وتقديم تسهيلات للشركات التي ترسى عليها العقود ومنحها القروض وإعفائها أو تقسيط ضرائبها على مدد زمنيّة طويلة.

أمّا عن شكل دور السينما التي ستُبنى فقال “عمران” إنَّ دور السينما يجب أن تكون عصريّة وتواكب أحدث تقنيات العرض الرقميّة وميزاتها الفائقة في العالم. من شاشات عرض رقميّة عالية الدقة. إلى ميزات العرض الثلاثي الأبعاد. ورأى أن من المهم أن تحتوي دور السينما ميزة الشاشات المتعددة. التي اسُتخدمت لعرض أضخم الأفلام إنتاجيّاً.

وأضاف «كل هذا سيجعل الشباب يشعرون بالانتماء لدور السينما كما المقاهي التي يقصدونها بشكل يومي. مع فرق أنّ دور السينما تقدّم لهم الأفكار حول الحياة والمجتمع بطريقة ممتعة».

الجمهور الحمصي بحسب “عمران” ذوّاق ووفي ويعرف ما هي الأفلام التي يتهافت لمشاهدتها، كما أن دور السينما المستقبليّة ستجدُ روّادها المخلصين على مدى فترات العرض. لافتاً إلى أن هذه التطلعات خلال الفترة الحالية لا تزال نظرية وصعبة وأن من الجيد حالياً إعادة ترميم داري السينما المهملتين في “حمص”. إلى أن تتحقق أمنيات الحمصيين بعودة السينما إلى مدينتهم.

اقرأ أيضاً:عمرو حاتم علي يُعيد إغراء إلى السينما

زر الذهاب إلى الأعلى