السويداء: اعتراض واسع على دعوات الفصل بين الجنسين في المدارس!
“صعب” لـ سناك سوري: الاستهجان الشعبي بمثابة استفتاء عام يؤخذ به
سناك سوري _ السويداء
أثار البيان الذي أصدره المكتب الإعلامي لمشيخة العقل في “السويداء” أمس جدلاً واسعاً حول قضية المدارس المختلطة في المحافظة.
حيث ذكر البيان أن بعض أهالي الطلاب في المرحلة الثانوية طلبوا من مشيخة العقل التدخل لدى وزارة التربية لمنع تحويل جميع المدارس الثانوية في المدينة إلى مدارس مختلطة، مشيرين إلا أنه لم يبقَ سوى ثانوية واحدة في المدينة غير مختلطة وربما يتم تحويلها في العام المقبل حسب تعبيرهم.
وأوضح البيان أن وفد الأهالي قدّم “دراسات اجتماعية” حول ما سمّوه “مساوئ” الاختلاط بين الجنسين ودعوا إلى الإبقاء على الخيارات المتاحة لمن لا يريد تسجيل ابنته أو ابنه في مدارس مختلطة مع وجود جزء من المجتمع وخاصة رجال الدين لا يتقبلون الموضوع وقد يمتنعون عن إرسال أولادهم إلى المدرسة بسبب الاختلاط.
ناشطون مدنيون عبّروا عن وقوفهم إلى جانب خيار الاختلاط ورفضهم لدعوات الفصل بين الجنسين في المدارس، فيما استغربت مصادر محلية في “السويداء” طرح مثل هذه الدعوات في المحافظة معتبرين أن بيئة “السويداء” معروفة بانفتاحها أن معظم مدارس المحافظة مختلطة منذ عشرات السنين ولم يسبق لأحد أن اعترض على الاختلاط.
واعتبر الناشط المدني “شادي صعب” في حديثه لـ “سناك سوري” أن سياسة الفصل بين الجنسين تتعارض في جوهرها مع حقوق الإنسان وتنشئ جيلاً مضطرباً نفسياً وغيرَ سويّ لأنه ينظر إلى الجنس الآخر بعين الريبة والشك على حد تعبيره.
وأشار “صعب” إلى أن العلاقات القائمة على التمييز والفصل بين الجنسين سواءً في المدارس أو العمل أو الأوساط العامة هي علاقات منقوصة تتعارض مع قيم المساواة وتمس المرأة والرجل بذات الدرجة.
اقرأ أيضاً:سوريا: ثانوية ريفية تحقق نسبة نجاح 100% بينما تغرق مدارس الريف بالأزمات
وردّاً على الدعوات التي وردت في البيان الصادر أمس اعتبر “صعب” أن الاستهجان الشعبي لأبناء المحافظة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لهذه الدعوات يعتبر بمثابة استفتاء حي يؤخذ به، مؤكداً من جانب آخر على احترام خيارات بعض الشرائح المحافظة بالإبقاء على خيار المدارس ذات اللون الواحد التي تراعي خصوصيتهم.
حيث أوضح “صعب” أنه من الأفضل الإبقاء على مدرسة أو مدرستين دون اختلاط لضم الفتيات من الفئة المحافظة خوفاً من فقدانهم فرصة التعليم خاصة وأنهم ينتمون لفئة عمرية حساسة غير قادرة بعد على اتخاذ قرارات مصيرية حول المستقبل والتعليم في ظل مجتمع أبوي قائم على التمييز بين الجنسين وحرمان الفتيات من حقوقهن وفق “صعب”.
بدورها قالت الباحثة المختصة في مجال التربية والمجتمع “إباء ياسين” لـ “سناك سوري” أنه من الضروري للمدرسة بدورها أحد وسائل التربية والتنشئة والإعداد للمستقبل أن تساعد على الاختلاط بين الجنسين نظراً لأهمية تعرّف كل طرف على الآخر وتأثيره على مستقبل الطلاب.
ورأت “ياسين” أن من إيجابيات الاختلاط بين الجنسين في المدارس تبادل بعض الصفات بين الطرفين من خلال التعامل مع بعضهم، موضّحة أن الذكور على سبيل المثال قد ينالوا صفات كالليونة من الأنثى ويساهم تعاملهم مع الإناث في ضبط سلوكهم والتصرف بلباقة فيما قد تكتسب الأنثى بعض القوة من تعاملها مع الذكور، مشيرةً إلى أن الاختلاط في هذه المرحلة العمرية يكسب الطلاب مهارات تواصل راقية بين بعضهم ولا يبقي الطرف الآخر مجهولاً بالنسبة لهم.
من جهة أخرى ذكرت “ياسين” أن الاختلاط يسهّل النضج والنمو المتوازن والمهارات الاجتماعية مع الأخذ بعين الاعتبار أن الاختلاط داخل المدرسة يجب أن يكون مدروساً ومراقَباً ومنضبطاً مع وجود توعية وإرشاد للطلاب من كادر المدرسة.
كما أوضحت “ياسين” أن التعليم المختلط يزيد من دافعية التعلم لدى الطلاب عبر سعي كلٍّ منهم للظهور بشكل لائق أمام زملائه.
يذكر أن عدد كبير من أهالي “السويداء” عبر وسائل التواصل الاجتماعي دافع عن فكرة المدارس المختلطة مع إتاحة خيار المدارس المنفصلة لمن يرفضها.
اقرأ أيضاً:شيخ يثير جدلاً واسعاً في “سوريا” بين “ريتا” و”الحفر”!