الحياة حلوة بس نفهمها.. هل حقاً هي كذلك؟
أمهات وآباء يفقدون لذة الحياة.. ما هي مفردات السعادة في حياتنا اليوم؟
سناك سوري – رهان حبيب
تدندن “صباح” أغنية طالما بدأت بها الصباح مع عائلتها، « الحياة حلوة بس نفهمها الحياة غنوة محلا ألحانها»، وتتوقف عند “ارقصوا”، وتقول: «ياحسرة لارقص ولافرح ولاحتى جمعات حلوة حتى وجوه الناس لم تعد حلوة».
تذكرت السيدة الخمسينية كيف كانت تستيقظ مع بزوغ الشمس تلملم ألبسة تحتاج الغسل وأخرى توضبها وكاسات وفناجبن كانت نتاج سهرة أولاد يدرسون، لتنجز كل ذلك وتحضر المتة بعد أن تتجول في الغرف تغني لتوقظ الأولاد وتعيد ماكان أجمل الأيام، وهي تتوجع من ألم حلّ في ظهرها جعلها تتحضر ببطء ليوم عمل جديد.
“صباح” تعيد على مسامع زميلات العمل ماشعرت به، لتقول الأولى “أي فرح بعد أن بتنا نسابق الفجر لنركض إلى المعتمد لنحصل على ربطة الخبز”، والثانية “لمن نشتري الخبز لأولادنا الذين غادروا إلى بلاد بعيدة، حتى أننا لانشترك بالتوقيت هم يفطرون بالوقت الذي ننام به، والله أعلم متى سنلتقي على مائدة الفطور من جديد”.
اقرأ أيضاً: غاز وبنزين ومازوت.. الرفاهية الهشة تنتهي في حياة هيام!
شعورها وزميلاتها الحزين، بات حديثاً شبه يومي، يتضمن الكثير من شعور الحسرة على الماضي الذي كان في حينه مقبولاً نوعا ما، بخلاف اليوم حيث أصبح ذلك المقبول نوعا ما ترفاً بعيد المنال.
الماضي الذي يأخذ جماله من ذكريات سهولة الحصول على الحاجيات واجتماع العائلة والأهل وحالة عامة كان أكبر الهموم فيها تربية الأولاد، وانتظار تخرجهم وزواجهم، فكيف ستقنع أماً لاتجد ونيساً لها في المنزل بأن الحاضر أجمل وكيف سيرتاح الطالب عندما يخبره والده أنه درس الجامعة، وتخرج في ظل راتب والده الموظف عندما استعان بقرض طلابي لم يزد عن ٤٠٠ ليرة شهرياً، بينما ذلك المبلغ لم يعد يكفي اليوم حتى أجرة تاكسي؟!.
شعور الحزن لم يقتصر على كبار السن لأنه يرافق آباء وأمهات شباب اقترنت رعايتهم لأولادهم بالخوف من العجز في مرحلة قادمة عن الإيفاء بمتطلبات أبسط مقومات الحياة، مع ارتفاع سقف التنبؤات بزيادة صعوبة الوضع وضيق يسلب ما تبقى من راحة وهدوء.
اقرأ أيضاً: محفظة هيام لم تسعفها للاحتفال باليوم العالمي للكتاب