ركبت الحرارة مؤخّراً موجة الارتفاع لتنضمّ إلى قافلة المرتفِعات التي تفتك بالمواطن في بلاد “الآه يا نيالي”. وتزامناً مع الحرارة المرتفعة يفعّل قطاع الكهرباء استراتيجية “كلما ساء الجو، زاد القطع”. لإثبات قدرة الصامدين على الثبات والتسليم بأنّ “الحرارة والكهرباء” خطان متوازيان لا يلتقيان.
سناك سوري- عرقان المكهرب
في السياق أشار مدير كهربائي أن ارتفاع درجات الحرارة الشديد زاد ساعات تقنين الكهرباء ليصل إلى (8) ساعات قطع مقابل ساعة وصل وحيدة. وأكّد الأخ المسؤول أن الكميات الواردة أقلّ من المعتاد بسبب ارتفاع درجات الحرارة. (اعتراف واضح وصريح بإنّو علاج الأمور بشكل عكسي، يعني إذا وجعتك عينك، لا تخاف عنا دوا كتير منيح لآلام المفاصل).
لكن تمهّل عزيزي المواطن الصامد (حاجة تسقّ وتنِقّ). قبل عدّة أيّام رضي الله عن أهل مدينة فأرضاهم بساعة ونصف الساعة من الكهرباء. (الحمد لله وأخيراً شي إيجابي). وما إن بدأت موجة الحرارة بالزحف إلى البلاد حتى هربت الكهرباء من المنازل. وتركت وراءها شعباً يتعرق ولا يجد ما يبرّد به عرقه من مصادر التهوية. (يعني على مبدأ حضرت الملائكة فهربت الشياطين). بينما في المقلب الآخر تمنّع كأس الماء عن التعرق في الثلاجة واكتفى بالغليان في خزانات المياه. (بتفتح الحنفية بتنزل الميّ مغلية وجاهزة لتعمل فنجان قهوة وهيك وفرت عليك إسراف بالغاز).
ليل وشوب ورطوبة وعتم
قبل سنواتٍ أطلق الفنان “وائل كفوري” أغنية تقول كلماتها: “ليل ورعد وبرد وريح الدنيا برا مجنونة، تلج مكوّم ما بيزيح صرتي عندي مسجونة”. وما بين تاريخ إطلاق الأغنية واليوم تغيّرت المعطيات ما استدعى “مواطن مشوّب” إلى تأليف كلمات جديدة على طريقته وسط ليل حارّ خال من الكهرباء والنور.
لتصبح: “ليل وشوب ورطوبة وعتم.. الدنيا جوّا وبرا شعلانة .. كهربا ما في والمحطات كلها عطلانة”. ولدى سؤال المواطن المشوب عن الإجراءات المتبعة من قبله لتجاوز الأزمة بينما تغادرنا موجة الحرارة. أكّد سعيه المستمر والدؤوب لملء الدلاء (جمع دلو) بالمياه حالما تحلّ عليه ضيفاً مباركاً. لتبليل قطعة قماشية من أجل استخدامها فيما بعد للتبريد.
فيما فضّل “مواطن معصّب” عدم الإجابة والاكتفاء بـ “توووت ..” حفاظاً على سلامته الجسدية والنفسية من عواقب التعبير عن الرأي.
وأنتم أخبرونا ما هي استراتيجياتكم للتعامل مع موجة الحرارة التي تزور البلاد ؟!
