الرئيسيةشباب ومجتمع

التلفاز رفاهية كبار السن الضائعة مع التقنين

ساعة واحدة من الكهرباء لا تكفي متابعة التلفاز.. ما هي بدائل كبار السن للتسلية؟

نجح تقنين الكهرباء القاسي المفروض على السوريين، في كسر الصورة النمطية لجلوس كبار السن خلف التلفاز بوصفه وسيلة التسلية الأنسب لهم. يتابعون من خلاله الأخبار أو المسلسلات وما يحبونه من البرامج. وبات غالبيتهم يلجؤون إلى الموبايلات لتبديد وقتهم، رغم كلفتها العالية خصوصاً بعد ارتفاع أجور الإنترنت مؤخراً.

سناك سوري-رهان حبيب

اعتاد الستيني المتقاعد “أنيس العلي” من السويداء، الجلوس على أريكة في غرفة خاصة بمنزله لمتابعة محطته المفضلة. التي لا يرغب تبديلها كما قال لـ”سناك سوري”، وأضاف أن التلفاز مايزال حتى اليوم وسيلته الوحيدة للتسلية بعد التقاعد رغم ظروف التقنين. وارتفاع سعر البطاريات حيث حصل على شاشة بقياس مناسب ليتمكن من تشغيلها على البطارية خلال فترة التقنين.

أحياناً يضطر الستيني المتقاعد للاستيقاظ مبكراً مع قدوم الكهرباء لمتابعة أحد البرامج، ثم ينام في فترة التقنين. يقول ويضيف: «في حال نفاذ الشحن أضبط المنبه لأستيقظ في الرابعة أو الثالثة فجراً لأنتقل إلى غرفتي. وأتابع إعادة أحد البرامج الاقتصادية الحوارية والمحلية التي أهتم بها تبعاً لعملي السابق كرئيس نقابة عمال لعدة سنوات ولا أجد في ذلك صعوبة. فالنهار بشعور المتقاعد طويل يكفي للنوم والراحة، وتنظيم كثير من الأعمال والتسلية وبدون التلفاز أشعر بالملل».

في حال نفاذ الشحن أضبط المنبه لأستيقظ في الرابعة أو الثالثة فجراً لأنتقل إلى غرفتي. وأتابع إعادة أحد البرامج الاقتصادية الحوارية والمحلية المتقاعد أنيس العلي

رفاهية لا تتوفر للجميع

توضح “نهال” 78 عاماً موظفة متقاعدة تسكن مع ابنتها أن متابعة التلفاز رفاهية لا تتوفر لكل المسنين فهناك كلفة مالية كبيرة يعجز عنها الغالبية. تتمثل بالبطارية وأجهزة التوصيل التي يحتاجها التلفاز للعمل على البطارية بفترة التقنين.

تقول إنها قبل أن تبلغ الخمسين من العمر، كانت تستغرب جلوس والدة زوجها منذ الـ6 صباحاً لمتابعة التلفاز. وتضيف أنها اليوم تعيش مشاعرها لأن ساعات النوم تقل كلما كبرنا عاماً جديداً «وأنا اليوم أستيقظ قبل الخامسة وإذا كان وقت التقنين مناسب. أنتقل لغرفة الجلوس وأتابع ما تيسّر ضمن ساعة محددة فلا إمكانية لدي للحصول على البطارية المناسبة».

تحاول “نهال” جاهدة استغلال ساعات قدوم الكهرباء لمتابعة التلفاز، وتقول إنه وسيلة مرغوبة لا يمكن لكبار السن التخلي عنها. وتضيف أنها تجد صعوبة في التعامل مع الموبايل ولم تستطع الانسجام معه.

متابعة التلفاز رفاهية لا تتوفر لكل المسنين فهناك كلفة مالية كبيرة يعجز عنها الغالبية

الموبايل تعويض مقبول

لكنّ جارتها “انتصار” 66 عاماً معلمة متقاعدة، وجدت في الموبايل تعويضاً مقبولاً عن التلفاز، لتتابع من خلاله الأخبار وتحظى ببعض التسلية.

تضيف أنها حاولت التأقلم مع الموبايل صغير الحجم قياساً بالشاشة، واستخدمت النظارات الطبية لساعات أطول. وتؤكد أنه ليس بديلاً عن التلفاز لكنه أفضل من انتظار عودة الكهرباء التي لا تأتي أحياناً لأكثر من نصف ساعة بفترة الوصل الواحدة وفي مواعيد مختلفة غير محددة.

السيدة التي تعيش بمفردها تجد بعض الصعوبة في القيام ليلاً من سريرها لمتابعة التلفاز حين قدوم الكهرباء. لذا يكون تصفح الموبايل وهي على سريرها أكثر سهولة، وربما تستسلم للنوم ثم تعود له دون أن تغادر السرير.

إلا أن “مهنا” 87 عاماً الذي يعيش مع عائلة ابنه المؤلفة من زوجة و3 أحفاد. لم يتمكن من شراء تلفزيون خاص في غرفته لذا فإن وقت عودة الكهرباء من نصيب حفيده الصغير ويجد صعوبة في حرمانه من هذا الوقت.

يقول «أصبحت أتابع معه نضحك معاً حتى وإن لم تكن برامجي المفضلة. وفي النهاية هي ساعة لا أكثر وأسعار الأجهزة اليوم مرتفعة ولن أشتري تلفزيوناً آخر لساعة أو نصف ساعة مشاهدة».

زر الذهاب إلى الأعلى