سبعينية تزرع الأشجار مع أبنائها وأحفادها لمواجهة القطع الجائر

أبناء السنديان يزرعون السويداء بالأخضر
سناك سوري – رهان حبيب
تتشارك السبعينية “سمرة أبو خير” مع أولادها وأحفادها في مبادرة “أبناء السنديان”، منذ انطلاقتها عام 2016 في “السويداء” بهدف الحفاظ على البيئة وما تبقى من الأشجار الحراجية في المنطقة.
تقول “أبو خير” وهي معلمة متقاعدة إنها خرجت مع أولادها وأحفادها في عدة أنشطة شملت عدة مناطق من المحافظة، وتشعر بمتعة كبيرة وهي تدندن باللغة العامية اللحن الخاص الذي ولد مع ولادة المجموعة حسب قولها وهو “يالله تنطلع أبناء السنديان .. يالله تنطلع نغرس ونزرع .. نغرس ونزرع محبة وسنديان”.
متعة العمل وتعلم مهارة الزراعة اكتسبها اليافع “زيد عامر” من طلاب الصف السادس الذي خرج بصحبة أسرته للمشاركة في إحدى حملات التشجير التي أقامها متطوعو المبادرة، فيما يؤكد والده “سامر” أن المشاركة الجماعية مع أشخاص لم يكن على معرفة شخصية بهم سابقاً عززت لدى العائلة أهمية العمل الجماعي والوعي لدى الأطفال بشكل خاص «بأهمية مانقوم به من عمل في سبيل مواجهة التعديات على البيئة».
اقرأ أيضاً:سوريا: سائقون يزرعون الكراج بالأشجار والورود بمبادرة خاصة منهم
المبادرة جاءت عام 2016 بعد أن وضع أحد مؤسسيها المهندس “وليد شعيب” صورة لأشجار مقطوعة على صفحته في فيسبوك يقول “شعيب” لـ سناك سوري: «كانت ردة فعلنا الأولى أنا والأصدقاء القيام بعمل لمواجهة ذلك بشكل حضاري واقعي، واتفقنا على الدعوة لحملة تشجير أولى كانت بتاريخ ٢٠ كانون أول ٢٠١٦ أي منذ ثلاثة أعوام، وكان الإقبال كبيراً ومحفزاً من مختلف شرائح المجتمع ما شجعنا على الاستمرار».

انطلقت الحملة الأولى بالتنسيق بين المهتمين، والحصول على أشجار للغرس بمجهود المجموعة، يضيف “شعيب”: «كانت رحلتنا الأولى إلى مكان الغرس في موقع “عبدمار” جنوب صلخد، بدعم من شركة “التوفيق” التي قدمت لنا بولمانات بالمجان للوصول إلى المكان، حيث حمل الرفاق والأهل معدات العمل وزواداتهم، ويومها اتفقنا على مواعيد جديدة لمتابعة العمل وبدأنا بالتواصل من خلال مجموعة خاصة على الفيسبوك والتي تحمل اسم “ابناء السنديان” وتجاوز عدد متابعيها حتى اليوم 14 ألفاً».
من هم “أبناء السنديان”
يعرف “شعيب” أعضاء المجموعة بأنهم ممن أحبوا الأرض، هدفهم زرع الشجر والحب والخير والجمال وقد اختاروا يوم الجمعة للعمل علماً أنه في كل أسبوع هناك متطوعون ومشاركون جدد، والدعوة مفتوحة للجميع للمشاركة.
عشرات الآلاف من الغراس تم زرعها ودائرة الحراج شريك
خلال سنوات عمل المجموعة تم غرس 70 ألف شجرة في مواقع مختلفة منها “عبد مار” جنوب “صلخد” و”سد العين” و”عريقة”، إلى جانب تنفيذ حملات للغرس تكريماً لضحايا الهلال الأحمر عام 2017، (متطوعان في الهلال الأحمر فقدا حياتهما بحادث سيارة خلال محاولة إنقاذ أهالي بموسم الثلج في السويداء)، وقد شاركهم في حملاتهم دائرة الحراج في مديرية زراعة “السويداء”، وهنا يوضح “شعيب” أن الغاية القيام بعمل منظم للزراعة ليكون وفقاً لخطط دائرة الحراج التي كانت تؤمن الغراس التي يزرعها الفريق ومن ثم تتابع المديرية مع الفريق رعاية الغراس حتى التأكد من نموها.

دائرة الحراج في مديرية زراعة “السويداء” تدعم أي خطوة من المجتمع المحلي لتكريس محبة الشجرة وزراعتها وحمايتها حسب ما أكده رئيس الدائرة “أنس أبو فخر” في حديثه مع سناك سوري، ويضيف: «كان من الواجب دعم مجموعة “أبناء السنديان” وقد تقاسمنا معهم الأدوار كانت مهمتنا تأمين مستلزمات العمل من خلال الخطة السنوية لنا، لتأمين الغراس مجاناً و تأمين سقاية هذه الغراس المزروعة صيفاً، والعمل لتجهيز المواقع والحفر، ليقوموا بالغرس بالطرق الصحيحة وهم مؤهلون لذلك».
يذكر أن الغابات السورية تعرضت لكثير من القطع الجائر في مختلف المحافظات إضافة للحرائق التي أصابتها والتي ماتزال أسبابها غير واضحة، في ظل محاولات المجتمع المدني تعويض الضرر الذي لحق بالمساحات الخضراء وزارعة ماتيسر من الأشجار.
اقرأ أيضاً:مبادرة في “حمص” لتأهيل الحدائق وتحويلها إلى مساحة آمنة