الرئيسيةيوميات مواطن

استثمار بمئات المليارات لفندق 5 نجوم .. فرصة عمل لشاب تكلّف أكثر من مليار!

تشجيع حكومي لاستثمارات الرفاهية .. والنجوم تغيب عن معيشة السوريين

أعلنت “هيئة الاستثمار السورية” عن منح إجازة استثمار لفندق سياحي من سويّة 5 نجوم في منطقة “يعفور” بريف “دمشق”. بينما تغيب النجوم عن سويّة معيشة المواطن السوري.

سناك سوري _ دمشق

وقال بيان الهيئة. إن الطاقة الإنتاجية للفندق ومتمماته تصل إلى 83 غرفة و126 سريراً و2517 كرسياً. وقد تجاوزت تكلفته التقديرية 468.5 مليار ليرة على أن يوفّر 448 فرصة عمل. ( يعني كل فرصة عمل وحدة بتكلف أكتر من مليار .. يا ترى أديه الرواتب؟).

وتعد هذه البيانات محبطة لجيل الشباب بشكل كبير يقول “فداء” 24 عاماً وهو خريج معهد فندقي، إنه يفقد الأمل من العثور على فرصة عمل في فندق. ويضيف:«أنا من محافظة دير الزور والتي مازال الدمار يسيطر على أجزاء واسعة منها وقد خرجت الفنادق فيها عن الخدمة. وإذا كانت تكلفة فندق واحد 468 مليار ليرة وهو يوفر 448 فرصة عمل. أي أن خلق فرصة عمل لي يكلف مليار ليرة سورية. فهل يوجد في سوريا رؤوس أموال لديهم قدرات مالية على إنشاء فنادق أو ترميم ماهو مدمر بهكذا ميزانيا ضخمة. لا أظن ذلك». ويختم أنه في محافظة دير الزور لا يوجد أي فندق حاليا وبالتالي فإن حلمه بالحصول على فرصة عمل باختصاصه يتقلص جداً.

الهيئة قالت في بيانها أن الفندق يستهدف السيّاح الأجانب والسوريين المغتربين. وأضافت إليهم السوريين المحليين كما سمّتهم. علماً أن الغالبية الساحقة من سوريي الداخل لا يرتادون فنادق الخمس نجوم ولا الأربع نجوم ولا يفكّرون بالنجوم. جراء انشغالهم بالسرافيس والتقنين وسعر الخبز والمحروقات وشحّ الرواتب وغيرها. من القضايا التي لا تهم المستهدفين من المشروع الجديد.

وتابع البيان أن الفندق يحتضن ضيوفه في جو من الطبيعة الخلابة والأشجار العالية المظلّلة. والممرات الساحرة الطويلة مع المرافق الرياضية والصحية الفخمة والمسطحات المائية والمسابح الضخمة. وهي ميزات ترفيهية لا يبدو أن المواطن السوري حالياً بحاجة ماسّة لها. مقابل حاجته لمشاريع صناعية وزراعية تؤمن له احتياجاته من السلع وتساعد في وقف حالة التدهور الاقتصادي المستمرة منذ سنوات.

ولا يقف الأمر عند هذا الحد. فالفندق يضم أيضاً نادياً رياضياً وكتلة مطاعم محيطة به. وصالة أفراح ومناسبات تؤمن متطلبات روادها بجودة عالية. ( هي في حال بقي عنا أفراح ومناسبات).

اللافت كان ختام البيان الذي اعتبرت فيه الهيئة أن هذه الاستثمارات السياحية (تقصد الخمس نجوم). الأسرع نمواً وعائداً لكونها من “أهم” مصادر الدخل الوطني بما توفره من فرص عمل. وتحريك لعجلة قطاعات أخرى ومساهمتها في عملية تدفق النقد الخارجي والإيرادات إلى البلاد.

لكن الهيئة لم توضح كيف لهذه المشاريع أن تكون الأسرع في النمو والعائدات. في وقتٍ لا يزال فيه السائحون الأجانب يرون في “سوريا” بلداً غير آمن بشكل كلي مع استمرار الحرب وإن تراجعت وتيرتها وتواصل الغارات الإسرائيلية التي تضرب مناطق مختلفة بين الحين والآخر. وهي نظرة تنطبق كذلك على كثير من السوريين المغتربين الذين يفكّرون ملياً قبل قرار زيارة البلاد.

أما عن السوريين المحليين. فكم عدد الذين يمكنهم الاستجمام في فندق 5 نجوم لكي يتم إنفاق مئات مليارات الليرات لتلبية طلبهم. لا سيما مع وجود العديد من فنادق الـ 5 نجوم في البلاد والتي لا نعرف أي نجوم يرتادونها وكيف يتدبرون أمرهم وهم يعيشون معنا في ذات البلاد والظروف؟.

زر الذهاب إلى الأعلى