نازحو “إدلب” ينتظرون عيد العودة إلى منازلهم

القاطنون في “مركز الإيواء” يجترعون مرارة الذكريات، وينتظرون العودة لمنازلهم.
سناك سوري – حسام الشب
منذ ثلاث سنوات، غادر “عيد الأضحى” بطقوسه وأفراحه وجوه أهالي محافظة “إدلب”، الذين هُجروا إلى محافظة “حماة”، وأقاموا في مراكز “الإيواء” تاركين منازلهم وذكرياتهم، وهم اليوم يترقبون العيد بفارغ الصبر لكن عيدهم ليس الذي تحتفل فيه الناس اليوم إنه بالعودة إلى منازلهم التي فارقوها مرغمين.
عندما كانوا في بيوتهم، كانت البهجة تختلف بشكل كلي عن هنا: «في “إدلب” كنا نُحس بنبض القلب، ونشعر بأن الروح تتنفس عشقها لتلك المدينة». هي كلمات بدأ بها الشاب “خالد بزي” حديثه لـ سناك سوري، وهو الذي أصيب خلال الحرب وبقى بلا علاج مقيماً في مركزٍ للإيواء في مدينة “حماة”.
وعلى الرغم من إصابته، إلا أنه بدا متفائلاً بعودته إلى بيته ليعيش هناك فرحة العيد الحقيقية، وأضاف: «هذه الحرب التي أجبرتنا على النزوح أخذت الفرحة من قلوبنا، ولدينا حسرة في القلب ووجع وألم وحزن، حتى أننا بتّنا نرى هذا الحزن في عيون الأطفال، وإن لم يكن هناك عيد فهم حزانى دائماً، بسبب النقص الذي يعيشونه هنا، فهم فقدوا البسمة والفرح».
اقرأ أيضاً خطة حكومية للتنمية البشرية في مناطق سورية خالية من البشر
يجمع من التقيناهم أن عيدهم يكون بالعودة إلى إدلب، يقول العم “مصطفى حاج حميدي” بدا عليه الاستياء من الحالة التي يعيشها، وقال: «نحن لا يوجد لدينا عيد، فعيدنا في بلدنا فقط. الوضع سيء هنا، وعندما كنا في “إدلب” كنا نحتفل بالعيد، وكانت أحوالنا مختلفة، فأطفالنا لم تعرف معنى العيد في هذه المراكز لغياب العناية والاهتمام، حتى أن ثياب العيد أغلب الأطفال محرومين منها بسبب غلاء الأسعار، ومعظمنا لا يملك ثمن “جرابات”، هنا نعيش الذل، ولا مكان للعيد».
أما “جمال حميدان” فقد بدا متفائلاً بعض الشيء، وأطلق على هذا العيد اسم “عيد العودة” لأمله بقرب العودة إلى “إدلب”وعيش أفراح العيد القادمة في منزله وبين أهله.
وأضاف: «نحن كوافدين نعاني من نقص في كافة المواد والمستلزمات، لا سيما مع حلول “عيد الأضحى”، أطفالنا بحاجة للثياب الجديدة، وبعض الحاجيات كالألعاب. كنا نهيئ لأطفالنا كل شيء جديد، أما هنا في “مركز الإيواء” في “حماة” فنحن منذ أربع سنوات نعاني من ارتفاع الأسعار، وواقع مزري».
لا أحد من الكبار يهتم بالمناسبات والأعياد، وباتت هذه المصطلحات عبئاً ثقيلاً على قلوبهم، غير أن وجود الأطفال يلقي على كاهلهم هموم الحياة كلها، ولكنهم يحاولون تسلية أنفسهم بمتابعة الأحداث اليومية في “إدلب” لعل وعسى يحصلوا على بارقة أمل بالعودة.
اقرأ أيضاً يحدث في سوريا: طلبات للم الشمل بانتظار الموافقات الأمنية