كانت الساعة قد تجاوزت الـ12 بعد منتصف الليل بقليل، حين اهتزّ البناء بقوة مع أصوات انفجارات عنيفة وصراخ صادر من الركاب في معبر الدبوسية الحدودي مع لبنان بسبب عدوان إسرائيلي. حين ترك “علي” 24 عاماً كل شيء راكضاً باتجاه منزله القريب ليطمئن على والديه وأشقائه، لقد كانوا بخير لكن لم يبق شيء على شيء في المنزل. النوافذ مدمرة والأبواب وكأن إعصاراً دخل إلى المنزل.
سناك سوري-خاص
ركض “علي” للخارج مجدداً، الشارع الصغير والوحيد في قرية “الدبوسية” الحدودية كان مكتظاً بالجيران والأقارب رغم برودة الجو. كلّهم خرجوا من منازلهم خوفاً، بينما استمرت عينا الشاب تبحثان عن عائلته حتى وصل إلى بيت عمه وهناك اطمأن قلبه كذلك قلب عائلته عليه.
يقول الشاب لـ”سناك سوري”، إن الأطفال كانوا بحالة ذعر واضحة، وكلّهم متعلقين بأمهاتهم. بينما شملت الأضرار كل منازل القرية تقريباً، وتفاوتت حدتها بين أضرار جسيمة تضمنت تهدّم أسقف وجدران في المنازل القريبة من الأمانة. وبين أضرار متوسطة شملت تحطم النوافذ والأبواب في المنازل الأخرى الأكثر بعداً عن مكان حدوث العدوان في معبر الدبوسية الحدودي مع لبنان.
لا يعتقد “علي” أنه سينسى لحظات الرعب التي عاشها بانتظار أن يسمع شيئاً عن عائلته ويطمئن قلبه عليها. ويحمد الله أن الأضرار اقتصرت على الماديات، وأضاف لـ”سناك سوري”، أن الأرض المزروعة بمحصول الكوسا التي تعود لابن عمه تدمرت هي الأخرى، مع العديد من المحاصيل الأخرى في القرية.
وأفاد مصدر عسكري في بيان نشرته سانا الرسمية، عن عدوان إسرائيلي استهدف المعابر الحدودية بين سوريا ولبنان بريف حمص الغربي. هما معبرا العريضة والدبوسية.
وأضاف المصدر أن العدوان الإسرائيلي على الدبوسية والعريضة أدى إلى «ارتقاء ستة أشخاص بينهم عسكريان اثنان والباقي مدنيون وإصابة اثني عشر آخرين بجروح منهم أطفال ونساء. وعاملون بالهلال الأحمر العربي السوري ووقوع أضرار مادية كبيرة».
في غضون ذلك، قالت وزارة الصحة السورية إن العدوان الإسرائيلي أدى لإصابة 3 عناصر من منظومة الإسعاف والطوارئ الذي استهدف معبر العريضة. فجر اليوم الأربعاء، إضافة إلى تضرر سيارة إسعاف.
بدورها أعلنت منظمة الهلال الأمر السوري، عن استشهاد أحد متطوعيها وإصابة عدد من المتطوعين نتيجة العدوان. وأضافت في بيان لها أن العدوان أدى كذلك إلى تضرر عدد من سيارات الإسعاف ونقاط عملها، مشددة «على ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني وتحييد العاملين الإنسانيين وحمايتهم لضمان استمرار الخدمات المنقذة للحياة». وقالت إنها سحبت طواقمها من المعابر الحدودية مع لبنان ضماناً لسلامتهم.
وكانت وزارة الدفاع السورية أعلنت تعرّض نقاط عبور على الحدود السورية اللبنانية في منطقة “القصير” بريف “حمص” لعدوان إسرائيلي جوي أول أمس أسفر عن إصابة مدنيين اثنين بجروح ووقوع خسائر مادية.
بينما شهد الأسبوع الماضي عدواناً لقوات الاحتلال استهدف عدداً من الأبنية في مدينة “تدمر” قالت وزارة الدفاع السورية أنه أودى بحياة 36 شخصاً وإصابة أكثر من 50 بجروح وإلحاق أضرار مادية كبيرة في الأبنية المستهدفة.
وقالت نائب المبعوث الأممي إلى “سوريا” “نجاة رشدي” أمام مجلس الأمن الدولي. أن الهجوم على “تدمر” قد يكون الأكثر فتكاً هذا العام. وأعربت عن قلقها من تصاعد العنف في البلاد.
يذكر أن الهدنة بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي دخلت حيز التنفيذ منذ الرابعة فجراً. وتقضي بوقف العمليات القتالية لمدة 60 يوماً.