“أبو فراس الحمداني” لاجئ في “النرويج”
حكاية أبو فراس الحمداني مع شبيبة الثورة في حلب؟
سناك سوري – محمد العمر
لا يمكن لاسم ” أبي فراس الحمداني” ألّا يقترن بمدينة “حلب” التي عاش فيها و قاتل لأجلها و أُسِرَ لأجلها، الشاعر التاريخي للمدينة تلقى طعنة أولى حين سمته مذيعة سورية ” أب فارس المحمداني”! لم يعرف الشاعر و الفارس الكبير أننا بمثل هذا نعامل رموزنا التاريخيين!
لكن مشهد اسمه على لوحة لإحدى المدارس الابتدائية في حي “قاضي عسكر” في “حلب” كان ليعوضه عن هفوة المذيعة، ولربما ارتضى من أحفاد مدينته أنهم بنوا مدرسة للعلم مسمّاةً باسمه كي لا يخطئ جيل لاحقٌ بلفظه ولا يجهل تاريخه، لولا أن المدرسة مهدّمة و مهجورة و لم يتحرك شيء من أنقاضها رغم مرور عامين على خروج الفصائل الإسلامية من الأحياء الشرقية لـ “حلب”.
و يزداد الأمر سوءاً فمدرسة “شبيبة الثورة” الملاصقة لمدرسة “أبي فراس الحمداني” عادت ببناء جديد بعد تعرضها هي الأخرى للدمار، لكن حظوظ شبيبة الثورة كانت أكبر من “أبي فراس”!و لا تنبع هذه الحظوظ في إعادة الإعمار من إجراءات الحكومة السورية ولا من نشاطات مديرية التربية بـ “حلب” بل من هبة قدمها ” المجلس النرويجي للاجئين Nrc”!
بينما لم يحظَ اسم الشاعر الكبير باهتمام وزارة حكومية أو مديرية محلية ولا بهبات منظمة أجنبية و بقيت اللوحة التي تحمل اسمه مشوهة كعنوان للخراب من خلفها. كان الأجدر أن تزال هذه اللوحة كي لا نتذكر أننا نرمي أسماءنا الكبرى في أنقاض الخراب و نبقي رموز “حلب” التاريخيين ضحايا للإهمال.
سيحمل “الحارث بن سعيد” المعروف بأبي فراس الحمداني ما لديه من شعر و فروسية و يمضي نحو “النرويج” لاجئاً لعل أحداً يهتم لأمره و يقدّر مكانته، بينما سنبقى في بلاد تترك رموزها للنسيان و الإهمال بانتظار الغرباء ليعمّروا ما هدمناه في بلادنا.
اقرأ أيضاً: مذيع “حمصود شو” الذي انتقد مذيعة السورية وقع بذات الفخ أيضاً.