مدير الأرصاد الجوية يكشف حقيقة تعرض “سوريا” لحرب مناخية
هل تقف الولايات المتحدة وراء تغير المناخ في بلادنا؟
سناك سوري – غرام عزيز
تستغرب “أم علي” سبعون عاماً من تقلبات الطقس التي نشهدها خلال الأيام الحالية، وتؤكد أنها لاتذكر خلال سنوات حياتها وجود مثل هذا الطقس على الرغم من أنهم كانوا يشهدون مايعرف بريّة الحصيدة التي كانوا يتحضرون لها حتى لاتتسبب بالأذى لمحاصيلهم الزراعية وخاصة القمح.
مواطنون ومزارعون أكدوا خلال لقاءاتنا بهم أن مايشهده الطقس الحالي أمر غير اعتيادي ومنهم من قال “شكلو صار معقول تشتي بآب وتتلج الدنيا كمان”، مؤكدين أن الطقس الحالي جعلهم في حيرة بين الشتاء والصيف وهو أمر لم يسبق لهم أن عايشوه خلال 50 سنة مضت على الأقل.
وعلى الرغم من أن المطر شكل نعمة كبيرة ينتظرها المزارعون في كل عام إلا أن تساقطه في غير وقته شكل ضربة قاضية للكثير من المحاصيل الزراعية حسب رأي المهندس الزراعي “علي صقر” الذي قال:«للأمطار الحالية تأثير معاكس جداً عى المحاصيل الزراعية والأشجار المثمرة مثل التفاح والإجاص والدراق إضافة للكرمة والزيتون الذي هو بالأصل في موسم المعاومة العام الحالي لكن الهواء أدى إلى تساقط الثمار بشكل أكبر وبالتالي تعرض المحصول للانعدام وتدنت نسبة الحمل بشكل كبير ».
وأضاف:«من المعروف أن الطقس الغائم يخلق أمراضاً مختلفة ومتنوعة لكل شجرة ويساهم بانتشار ذبابة الثمار التي تقضي على الثمرة في حال الحمل، مؤكداً أن الأمطار الحالية تسببت بضرر لمحصول القمح الذي تعرض للمطر بعد الحصيدة كما أن المحاصيل الحقلية الأخرى أصابها الغمر ومنها ماتعرض للانجراف».
تقلبات المناخ ومايحدث من هطولات مطرية أثار حفيظة الكثيرين الذين تحدثوا عن حرب مناخية وتحكم دول كبرى حتى بالمناخ وهو مانفاه بشكل قطعي مدير الأرصاد الجوية في محافظة “طرطوس” “عهد اسمندر” خلال لقائه مع سناك سوري حيث قال:«تواصلت مع الهيئة المصرية للأرصاد الجوية كونها أكبر هيئة ذات تواصل عالمي ولكنهم نفوا نفياً قاطعاً وجود شيء علمي يثبت فرضية الحرب المناخية وتحكم الولايات المتحدة الأمريكية بالمناخ في “سوريا” فالبلدان يقعان على نفس خطوط العرض وفي كل عام تجتاح الولايات المتحدة فيضانات وأعاصير تكلفها مليارات الدولارات وخسائر بالأرواح والممتلكات ولم يتمكنوا من إيقافها وحرفها عن مسارها متسائلاً كيف يمكن لهم إذاً إنشاء أعاصير وتوجيهها إلى مناطق محددة».
“اسمندر” تحدث عن وجود مايسمى بالاستمطار وهو مشروع مكلف وكبير جداً كان ينفذ في “سوريا” بالمناطق الداخلية قبل الحرب لكن تم إلغاؤه لعدم جدواه الاقتصادية، موضحاً أنه عبارة عن تكثيف الغيوم بأملاح يونيديد الفضة بهدف إنشاء نويّات تكاثف بعدد كبير جداً حتى تتكاثف عليها قطرات الماء وتتشكل الهطولات المطرية، مؤكداً أن أي محاولة للاستمطار في المنطقة الساحلية يمكن أن تؤدي إلى تساقط حبات برد كبيرة جداً وغير طبيعية».
ووفقاً لخبير الأرصاد فإن تشكل المطر يحتاج لشروط يمكن أن يهطل في حال توفرت بأي شهر من السنة ونحن حالياً تحت تأثير منخفض موسمي هندي حار ضعيف على السطح وليس له امتداد بالأعلى أي أن الحرارة لا تكون عالية لكن نسبة الرطوبة المرتفعة تصل حتى 75 % وهو مايعطي إحساس الحرارة في المنطقة، موضحاً أن المنخفض حالياً موجود بالطبقات العليا ولدينا تيارات باردة تؤدي لحالة عدم استقرار وهطولات مطرية قد تكون غزيرة في بعض المناطق.
اقرأ أيضاً : بعد ناموسيات نهر “بردى”.. قاتلات حشرية فريدة من نوعها على نهر “الروضة”