“محمد العمار” قصة السوري الذي يهرب من الحرب فتتبعه!
“العمار” الذي لم يعرف الحرية أبداً وصل إلى قناعة: «الآن كل ما أريده هو إصلاح منزلي وأن أعيش وأموت هناك».
سناك سوري-متابعات
الحرب تلاحق المواطن السوري وتتبعه في كل مكان يلجأ إليه هرباً منها، هذه الحقيقة تختصر مسيرة “محمد العمار” الذي عاد إلى منزله بريف إدلب الشرقي بعد أن غادره في شهر كانون الثاني المنصرم مع زوجته وأطفاله الخمسة هرباً من الاشتباكات بين فصائل المعارضة والقوات الحكومية.
“العمار” تفقد منزله بقرية أبو الظهور بضوء جواله، ورغم ضعف الضوء المنبثق منه إلا أن الدمار كان أبلغ من أن يخبئه الظلام، غرفة واحدة من المنزل تعرضت للهدم جراء الحرب، لكن باقي الغرف كانت خاوية تماماً، لقد اختفى أثاث المنزل بالكامل.
أكثر من 1500 نازح رافقوا “العمار” إلى منازلهم من جديد، وهم الذين كانوا ينتظرون فتح المعبر للعودة، وبحسب موقع “سوريا على طول” فإن المعبر يبدأ من بلدة “تل طوقان”، ويشرف عليه عناصر من “فيلق الشام” في البلدة.
اقرأ أيضاً: 250 ألف ليرة أتاوة على السيارات المارة من “إدلب” إلى “حماة”
ويصف “العمار” رحلة العودة بأنها «كانت طويلة حيث أمضينا ساعات ننتظر التفتيش الأمني»، فالتفتيش لا ينتهي بحاجز “فيلق الشام” فعند الوصول إلى الأراضي الخاضعة لسيطرة الحكومة يلاقيهم حاجز للقوات الحكومية والروس الذين يقومون بتفتيش كافة السيارات والوثائق وهو مايستغرق وقتاً طويلاً.
وبينما قالت شبكة “شام” إن القوات الحكومية ألقت القبض على العديد من الشبان أثناء عبورهم، قال “العمار”: «لم أر أي نازح تم اعتقاله»، أما النازح “شاهين أبو مرعي” وهو أحد العائدين إلى منزله في قرية “تل الضمان” فقد قال إنه قرر العودة برفقة زوجته تاركاً أبنائه بمناطق سيطرة المعارضة، ويضيف: «إذا لم يكن هناك أي اعتقالات لأداء الخدمة العسكرية، سأخبرهم بأن يعودوا».
ليس هناك إحصائية دقيقة لعدد النازحين العائدين إلى منازلهم منذ فتح المعبر مطلع الأسبوع الفائت، إلا أن صحفي يدعى “خالد الخلف” قام بعدة زيارات للمعبر أكد أن حوالي الـ800 عائلة عادت منذ إعادة فتح المعبر، بينما قال التلفزيون الرسمي إن عشرات العائلات عادت إلى منازلها، أما “فيلق الشام” فلم يعطِ أي معلومات حول الأمر.
اقرأ أيضاً: المواطن الإدلبي ضحية الحرب وجشع التجار مجدداً
وبحسب وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية “جان إيغلاند” فإن حوالي 270 ألف مدني فروا في كانون الأول والثاني الفائتين جراء الاشتباك بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة بريف إدلب الشرقي وشمال شرق حماة.
ولم تجد العائلات النازحة مكاناً تلجأ إليه سوى المخيمات العشوائية على طول الحدود السورية التركية، حيث أمضى “العمار” شهرين كاملين مع عائلته في إحدى الخيم بالمنطقة المذكورة.
يقول “العمار” إنه لم يكد يسمع بفتح المعبر حتى حزم أمتعته وتوجه مع عائلته عائداً إلى منزله، ويضيف: «أشعر بالتوتر بسبب قرار العودة”، لكن سوء الأحوال المعيشية في إدلب، ونقص المساعدات للنازحين، والإقتتال بين قوات المعارضة، دفعته للعودة إلى الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة».
يتابع: «لقد عشت في ظل النظام وفي مناطق المعارضة، لم يتغير الوضع حقاً… بصراحة لم نشعر بالحرية، الشيء الوحيد الذي تغير هو من كان يحكمنا».
وأمام هذا الواقع الذي يعيشه أغلب السوريين اليوم ختم حديثه بالقول: «الآن كل ما أريده هو إصلاح منزلي وأن أعيش وأموت هناك».
اقرأ أيضاً: اقتتال “الهيئة” و”الجبهة” يرفع سعر الغاز 8000 ليرة!