زي بابا نويل فرصة عمل للأطفال واليافعين.. حين يكون بابا نويل طفلاً أيضاً
زيد 12 عاماً يرتدي زي بابا نويل ويضطر لتقديم هدية لأطفال بعمره أو أصغر بقليل
يعبر “مجد” 13 عاماً، عن فرحته بالحديث للأطفال الذين يركضون حوله يشدون ملابسه ويطلبون صورة معه ولا يعبأ كثيراً بساعات الوقوف الطويلة. التي يمضيها على هذه الحالة ومثله أطفال ومراهقون وجدوا في فترة الأعياد فرصة للعمل مقابل مبالغ يحتاجونها في مدينة السويداء.
سناك سوري-رهان حبيب
“مجد” اتفق مع أحد أصحاب محلات الأطفال على ارتداء زي بابا نويل لعدة ساعات ليبيع البالونات، ويدعو الأطفال للحصول على هدية رأس السنة. وهي عادة تتبعها محال الألعاب حيث الأهل يختارون الهدية ويدفعون ثمنها ثم تقدمها المحلات من خلال أطفال آخرين يرتدون زي بابا نويل.
يقول “مجد” لـ”سناك سوري”، إنه يجد في هذا العمل ممتعاً رغم الأجواء الباردة والبقاء خارج المنزل لوقت متأخر وبأجور غير مجزية.
“مجد” عمل قبل أيام من العطلة وخلالها وهو طالب في الصف الثامن للحصول على مبلغ جيد من المال لمصروفه وقال أنه سيجد بعض الوقت للدراسة قبل الامتحان. ولا مشكلة إن عمل في هذه الفترة ليحصل على مصروف جيد وفق حديثه.
ويضيف أنه ليس للعمل تعرفة محددة، فالعام الفائت عمل لأسبوعين وفي ليلة العيد حصل على 25 ألف ليرة، أما بالنسبة للعام الحالي توقع ألا تقل الأجور. عن خمسة آلاف لليوم الواحد إن حصل عليها دفعة واحدة فإنها فرصة جيدة من وجهة نظره.
الطفل يبدأ العمل من فترة الظهيرة وحتى السابعة مساءً يلتقي أطفال وعائلات ومطلوب منه أن يسلم على المارة ويحمل البالونات. وإن كانوا أكثر من طفل فقد يمضون وقتاً جيداً كما حدثنا “إياد” طفل ارتدى زي سبونش بوب وأضاف أن «الوقت طويل وفي كل يوم يجتمع الأطفال حولنا. نحاول أن نخلق أجواء الفرح، نقرع الجرس، نرقص ونلاعبهم ولايخلوا المكان من الأطفال طوال النهار».
“إياد” البالغ من العمر 12 عاماً في حال التعب يرتاح بجانب المحل وليس داخله كي لا يعرقلوا حركة البيع وهذه شروط العمل وفق حديثه.
في المدينة أقبل أطفال مثل “مجد” و “إياد” على العمل في عدة متاجر يتراكضون بين السيارات ويقطعون الطريق عدة مرات لعباً مع الأطفال أو هرباً من فضولهم كما حدثنا “زيد” الذي يجد في سلوك الأطفال كثير من الفضول والإزعاج لكن العمل يفرض عليه مسايرتهم كما قال.
ويضيف “زيد” 12 عاماً: «الأطفال يتعاملون معي بصفة بابا نويل وفي أحيان كثيرة يكونون بعمري أو أصغر بعام أو عامين. واضطر لاستيعابهم فأنا أقوم بعمل وأتقاضى عليه أجر. وقد تعودت في كل عام على هذا العمل لأنني في الصباح أعمل في سوبر ماركت وللحصول على دخل أفضل أعمل في هذا الموسم».
آخر مرة حصل “زيد” فيها على هدية من بابا نويل كانت من ست سنوات لأنه ومنذ أن بدأ العمل أصبح يشتري بعض السكاكر والبسكويت لأخته الصغيرة في ليلة العيد بعد وفاة والده منذ أربعة أعوام كما قال.
ولا يجد الطفل غرابة في سلوك المارة أو حتى تأفف السائقين فالجميع مستعجل وهو ومن يعملون مثله عليهم تنبيه المارة لمحلات الأطفال. والدعاية للألعاب وبيع البالونات والغزلة وكل ما يطلبه المتجر.
ويضيف: «نبيع البالونات الملونة للأطفال الصغار وقد يشتريها الأهل بعد أن نعرضها على الطفل لكن هذا العام وبّخني بعض الأهالي لأبتعد من طريقهم وامتثلت كي لا أتعرض للأذى».