أخر الأخبارإقرأ أيضاحكي شارع

روسيا متفائلة بحذر حول اللجنة الدستورية وهيئة التفاوض تنتظر 25 حزيران

اجتماعات حول اللجنة الدستورية تعقد الآن في جنيف … ما هي أبرز المستجدات حول هذه اللجنة؟

سناك سوري – دمشق

فيما لم يتضح حتى اللحظة ما تمخضت عنه اجتماعات “جنيف” بين الدول الثلاث الضامنة لـ”أستانة” والمبعوث الأممي “ستيفان دي مستورا” حول “اللجنة الدستورية” السورية المنعقدة أمس واليوم، أعلن مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى “سوريا”، “ألكسندر لافرينتييف”، أمس أن “روسيا” متفائلة بحذر حول تشكيل اللجنة عقب اليوم الأول من المشاورات الثنائية.

ونقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن “لافرينتييف” قوله: “نحن تحدثنا بشكل جيد وبناء مع “ستيفان دي ميستورا”، وناقشنا القضايا التي ستكون على جدول الأعمال غداً، كما تحدثنا مع الأتراك، ويمكننا التعبير عن تفاؤل حذر».

ووسط تجاذبات كثيرة من الأطراف كافة حول “اللجنة الدستورية” من حيث التمثيل والنسب والأسماء، والدول الراعية، يبدو التفاؤل الروسي الحذر منطقياً في ظل غياب “الولايات المتحدة” عن الواجهة الإعلامية، ولعبها بهذه الورقة لصالح المواقف على الأرض في “الجنوب السوري” و”التنف”.

وكان “نصر الحريري” رئيس “هيئة التفاوض” السورية المعارضة قد نفى عبر “تويتر” تسليم “الهيئة” لأسماء مرشحيها لمبعوث “الأمم المتحدة” خلافاً لما أعلن عنه سابقاً، أعلنت “منصة موسكو” عن تسليم ثلاثة مجموعات معارضة قوائمها لـ”ديمستورا” يوم أمس الاثنين، بانتظار اجتماع “هيئة التفاوض” في “الرياض” في 25 حزيران الحالي.

وقال “الحريري” في تغريدته: «ما يتم تناقله من أن المعارضة سلمت قائمة مرشحين للجنة الدستورية غير صحيح. “هيئة التفاوض” لديها اجتماع في الخامس والعشرين من هذا الشهر في “الرياض”، وتقوم بجولة اتصالات داخلية سورية، ودولية لاتخاذ القرار المناسب فيما يتعلق بـ”اللجنة الدستورية” وبقية التطورات».

كما أعاد “الحريري” التذكير ببيان جنيف 1 وقرار مجلس الأمن رقم ٢٢٥٤ مشيراً إلى أن أي محاولة لحرف العملية السياسية عن هذا الاتجاه لن تكون مقبولة بالنسبة لهم.

اقرأ أيضاً “الحريري” ينتظر الاستراتيجية الأميركية حول سوريا ويؤكد وجود خلافات كبيرة حول “اللجنة الدستورية”

وأكد “مهند دليقان” المتحدث باسم “منصة موسكو” لوكالة “سبوتنيك” الروسية: «إن المجموعات الثلاث التي شاركت في “مؤتمر الحوار الوطني” في “سوتشي” أكدت قائمة المرشحين المشتركة لـ”الجنة الدستورية”، وسلمتها اليوم لـ”دي ميستورا”. وأن القائمة ستكون منفصلة عن المعارضة السورية الموحدة (هيئة التفاوض) التي ستجتمع في “الرياض”».

وتابع “دليقان” لنفس الوكالة: «أنه كلما تم تقديم المزيد من القوائم إلى “دي مستورا” كان ذلك أفضل، سيكون لديه حرية اختيار المرشحين لـ”الجنة الدستورية”». وهو ما يؤكد وجود انقسام حقيقي في صفوف المعارضة بشأن التمثيل، حيث يتمسك المشاركون في “سوتشي” بحصتهم كاملة دون انتقاص، وبعيداً عن “هيئة التفاوض” التي رفضت حضور المؤتمر.

اقرأ أيضاً هيثم مناع: اللجنة الدستورية تضم 30 شخصاً لم يحضروا “سوتشي”

وعلى الرغم من تفاؤل “دي مستورا” الذي أكد قبل أيام: «وجود نقاط تقاطع حقيقية لإحراز تقدم في المسار السياسي الذي دعا إليه مجلس الأمن في القرار 2254 للوصول إلى مسار سوري بقيادة سوريين وتسهيل أممي»، إلا أنه حرص على خفض سقف توقع حصول اختراق جوهري في القريب العاجل، انطلاقاً من الواقعية السياسية والظروف الموضوعية التي تتحكم بالملف السوري.
وتبرز المشكلة الأكبر في الخلاف بين “دمشق”، و”دي مستورا” الذي وصل لطريق مسدود في غالبية مفاصل الملف السوري، وأهم ما يواجه تشكيل اللجنة الدستورية «إصرار المبعوث الدولي على حصر انتقاء أعضاء “المجتمع المدني” بنفسه، وهو أمر مرفوض من “دمشق” وحلفائها، وبخاصة بعد الاتهامات الصريحة والواضحة للمبعوث الدولي في عدم نزاهته وخروجه عن سياق تسيره للمحادثات». كما ذكرت صحيفة “الوطن” السورية القريبة من الحكومة.
وتبقى نسب المشاركة بين الأقطاب الثلاثة مشكلة حقيقية قد تنسف اللجنة من أساسها، حيث تصر “دمشق” على نسبتها المرتفعة عن “المعارضة” بسبب تسيدها للساحة السورية من جديد، وسيطرتها على غالبية الأراضي السورية كما قال وزير الخارجية “وليد المعلم”، وعدم السماح للمبعوث الأممي بالربح السياسي بعد فشل الجانب العسكري.

إلا أن مراقبين يعولون على “روسيا” التي على مايبدو تريد للجنة الدستورية أن تمضي في عملها، بدليل أنها دفعت الحكومة في دمشق للموافقة عليها رغم كل محاولاتها السابقة لتجاهلها، حتى أن وزير الخارجية السوري قال إن مكان اجتماعاتها غير مهم رغم أنه سابقاً كان يعتبر أن أي بحث بموضوع الدستور يجب أن يجري في دمشق لأنه أمر سيادي، وهذا مايعزوه مراقبون للضغط الروسي والرغبة في إنجاح عمل هذه اللجنة وكسب ورقة من خلالها في الملف السوري.

التحالفات الدولية المشكلة بشأن “سوريا” تبدو شديدة التعقيد، ما يدفع الأمور للتصعيد السياسي والعسكري، خاصة في “الجنوب السوري” الذي بدأ يشهد تحركات عسكرية كثيفة تنبئ بالخلاف “الروسي – الأمريكي” الذي سوف ينعكس سياسياً في “جنيف” على كافة الأطراف، والأيام القادمة ليست مفرحة للسوريين.

اقرأ أيضاً جنيف: بدء اجتماعات دولية لمناقشة اللجنة الدستورية بعيداً عن السوريين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى