رحلة كارتونية .. ما أصل حكايات كابتن ماجد وساسوكي وساندي بل؟
شخصيات كارتونية عايشت طفولة الكثيرين .. من أين جاءت قصصها؟
سناك سوري – دارين يوسف
هل تذكرون أفلام الكارتون في مراحل الطفولة خلال الثمانينات والتسعينات، الفترة الذهبية التي كانت حلقة واحدة أو اثنتين من فلمين مختلفين كفيلة بخلق متعة عقلية وعاطفية وجرعة محفزة للخيال طوال ساعات اليوم.
سلسلة من الأفلام الجميلة التي أمتعت الكبار وملأت عالم الصغار بالخيال والأحلام الوردية، أفلاماً كانت بعيدة عن الواقع في الشكل لكن كان لها صلات وروابط خفية مع واقعنا من خلال الرسائل غير المباشرة التي كانت موجهة عبرها مثل القيم الصالحة والأخلاق والسلوكيات الحسنة في موقف ما والروابط العائلية كنبذ الكذب والغش والشر بأنواعه، وتفضيل الخير كالصدق والمحبة والتعاون بين الأصدقاء والأخوة.
اقرأ أيضاً: عن برامج الأطفال التي شكلت وجدان طفولتنا
أنت الآن تعود في ذكرياتك إلى زمن الطفولة وتطالعك صور من متابعتك لأفلام منها “الكابتن ماجد” و”سالي” و”ريمي” و”هايدي” و”فلونة” و”بيل وسباستيان”، و”ساندي بل”، وأيضاً “لبنة السريعة”، “جورجي”، “مغامرات بسيط”، “الشجعان الثلاثة”، “الرجل الحديدي”، “الكابتن رابح”، “ساسوكي”، “عدنان ولينا”، “ماوكلي”، وأفلامٍ أخرى بإمكانك استعادتها
من أفلام الرياضة “الكابتن ماجد” الذي عُرض على عدة أجزاء أو سلسلة “مانغا” واسمه الياباني الأصلي “تسوباسا أوزورا” صدرت بنسختها اليابانية لأول مرة عام 1981 وبالدبلجة العربية عام 1983 وسميت “الكابتن ماجد” تكريماً للاعب كرة القدم السعودي “ماجد عبد الله”.
وفي 1988 صدرت مجلة الأطفال “ماجد” التي نشرت قصصاً قصيرة من “المانغا” والكومكس المتعلق بالرياضة كما نشرت قصصاً من هذه السلسلة تحت اسم “الكابتن ماجد والحذاء القديم”.
وتميزت سلسلة “الكابتن ماجد” بتأدية بطل الحكاية ركلات وضربات خارقة وخيالية خلال المباريات لا يمكن أن توجد على أرض الواقع كالضربة التي تبقى من خلالها الكرة معلقة بالسماء لفترة طويلة متحديةً بذلك قانون الجاذبية الأرضية.
أيضاً من أفلام الرياضة التي حفزت الطموح لتعلم كرة القدم عند معظم أطفال الوطن العربي مسلسل “الكابتن رابح” وهو كرتون ياباني عرض للمرة الأولى عام 1991 ويروي قصة يافع ياباني قدم إلى إيطاليا مع والده من أجل تحقيق حلمه وممارسة كرة القدم، واسمه الحقيقي “هيكارو يوشكيكاوا” وسُمي في العالم العربي “رابح” تكريماً للاعب الجزائري “رابح ماجر” أول لاعب عربي حقق لقب دوري أبطال أوروبا.
من كرة القدم إلى فنون النينجا في مسلسل “ساسوكي” و كان محارب النينجا “ساروتوبي ساسوكي “أحد أبطال “سانادا العشرة” مجموعة المحاربين الأسطوريين الذين عملوا تحت إمرة “الساموراي” خلال فترة المقاطعات المتحاربة في “اليابان” وساهموا في معارك قلعة “أوساكا” ويُعتقد أنه مات في الحملة الصيفية لحصار “أوساكا” عام 1615.
“ساروتوبي” تعني باليابانية (قفزة القرد) وسُمي كذلك لقدرته على القفز على الأشجار والتنقل على الأغصان كالقرود حيث نشأ في منطقة غابات “أوكي غاهارا” تحت أقدام “جبل فوجي” وكان كارتون “ساسوكي” يظهر كل هذه الملامح الشخصية والجغرافية، كما كان يعرض من خلال أحداثه صراع الخير والشر مع استخدام لرياضة النينجا وأدوات سحرية وخيالية منها ما كان يسميها ساسوكي “قوة النار”، “قوة الماء” و”قوة الرياح” لتخدمه في معاركه.
من أفلام الكرتون الرياضية إلى الأفلام التي تروي قصصاً إنسانية لا تخلو من الصراع على البقاء، والصداقة، والحب، والعلاقات العائلية، منها “سالي”، وهو مسلسل رسوم متحركة (أنمي) ذو عُمق إنساني أنتجته استديوهات “نيبون” عام 1985 وهو مأخوذ من رواية “الأميرة الصغيرة” المقتبسة من قصة واقعية واسم “سالي” الحقيقي هو “سارة كريو” كما ورد في الرواية للكاتبة الإنكليزية “فرانسيس هودسون برنيت” عام 1888.
و”سالي” فتاة من أب ثري إنكليزي في “الهند” وأم فرنسية، تبدأ “سالي” الثرية والمدللة بحضور الدروس في مدرسة داخلية بـ”لندن” وتبدأ المأساة حين يُتوفى والدها وتُفلس عائلتها لتتحول إلى فتاة فقيرة ويتيمة وتقوم الآنسة “منشن”، بجعل “سالي” خادمة، تحيل حياتها جحيماً، وتقوم “سالي” بمساعدة أصدقائها بتجاوز الصعوبات، وتتخلص من محنتها بعد أن ترث والدها وتعود إلى موقعها الطبيعي في المجتمع وتسامح كل من أساء إليها.
اقرأ أيضاً: سوري فقد حلمه بالجامعة فبدأ حلمّ مساعدة الأطفال على التعليم
من القصص المؤثرة الخالدة في الذاكرة قصة “ساندي بل” الفتاة الشقية التي تخسر والدها وتقع في غرام الشاب “مارك” الثري الذي يعمل رساماً حيث يُفلس في وقت لاحق وتعيش “ساندي” صراعاً طبقياً مع فتاة أخرى ثرية ومغرومة بالرسام تدعى “كيتي”، تتصاعد الأحداث في حياة “ساندي” بعد رحيل “مارك” وعملها كمراسلة صحفية عند صديق والدها بالتبني ثم بحثها المستمر عن والدتها المفقودة التي التقتها أخيراً وتزامنت مع عودة “مارك” إليها.
طبعاً لاننسى مسلسلات وبرامج أخرى كان لها أثراً لطيفاً ومحبباً في نفوسنا وذاكرتنا منها مسلسل الحكايات السوري “كان يا ما كان” وبرنامج المسابقات الياباني “الحصن”، وبرنامج “بريد الأطفال” على التلفزيون السوري، وغيرها.
تجدر الإشارة هنا إلى أن أول فيلم رسوم متحركة صامت أنتج في العالم هو “نيمو الصغير” عام 1911 للرسام الأميركي “وينسر مكاي” تلاه أفلام لـ”والت ديزني” بدايةً مع فيلم قصير “أليس في بلاد العجائب” عام 1923 و”ميكي ماوس” 1928 ثم الأكثر شهرة “توم وجيري” عام 1940 واستمر انتاج سلسلة “توم وجيري” حتى عام 1967 والفيلم حائز على جائزة الأوسكار العالمية لسبع مرات ويروي صراعاً بين الفأر “جيري” والهر “توم” ضمن مقالب طريفة ومضحكة.
يعود الفضل في خلق عالم الرسوم المتحركة إلى”والتر إلياس” أو “والت ديزني” وهو رجل أعمال أميركي ومنتج ومخرج وسيناريست ومختص بالرسوم المتحركة ويُعد “ديزني” شخصية محورية في تاريخ سينما الرسوم المتحركة اشتهر بشخصيات مثل “ميكي ماوس” و”بطوط” وأسس مع أخوه “روي وليفر ديزني” شركة “والت ديزني” باعتبارهما قطبي الريادة في “هوليود”.
اقرأ أيضاً: أفاتار… صور شخصية تغزو فيسبوك السوريين … حملة تغيير