حجر أساس مستشفى جرمانا الذي لم يبنّ بعد بحاجة لترميم!
هل تحيي حكومة “خميس” عظام مستشفى (حكومة الحلقي) من جديد، بعد أن تم دفن مخططاته في أدراجها الغنية بالجثث المشابهة؟
سناك سوري-دمشق
لم يجد أهالي مدينة جرمانا في ريف دمشق، غير السخرية مما وصل إليه مشروع مستشفى جرمانا الحكومي الذي وضع حجر أساسه رئيس الحكومة السابق “وائل الحلقي” في 21 تشرين الثاني عام 2015، بقيمة تقديرية وصلت إلى 7 مليار ليرة، وعلى أرض مساحتها خمسة آلاف وخمسمائة متر مربع قدمتها إحدى عائلات “جرمانا”، حيث بات حجر الأساس اليوم بحاجة لترميم بينما المستشفى لم يبنّ بعد، وهي مفارقة اعتدنا عليها مع حكوماتنا المتعاقبة.
ونعى الأهالي أنفسهم ومرضاهم الكثر بعد تواتر المعلومات عن إلغاء فكرة إنشاء المستشفى، وتحويله إلى عيادات شاملة، وهو ما استدعى تأليف وفد كبير لمقابلة محافظ ريف دمشق الذي وعد بالمتابعة لدى الجهات الوصائية، للعدول عن هذا القرار.
وكان رئيس المجلس البلدي في المدينة قد أكد لوسائل إعلام محلية نهاية العام الماضي عن حاجة المدينة الماسة للمستشفى الحكومي الذي سيخدّم شريحة واسعة من سكان البلدة والوافدين، والذين ناهز عددهم المليون، وأن المشروع مدرج على خطة وزارة الأشغال العامة والإسكان، ووفقاً لحديثه مع صحيفة الوطن المحلية فقد تم التعاقد عليه بين وزارة الأشغال العامة والإسكان وبين مؤسسة الإنشاءات العسكرية لبناء المستشفى وإنشائه وتجهيزه ميكانيكياً وكهربائياً.
اقرأ أيضاً: في جرمانا مخالفة قانونية حسب الأصول ولا تزعج إلا المواطن!
غير أن وزارة الصحة تراجعت عن رأيها بأن المشروع حيوي لأهالي المدينة، وأشارت في رد لها لرئاسة مجلس الوزراء أنه لا حاجة لتنفيذ مستشفى حكومي في مدينة جرمانا! (مشي حالن لاقو مكان للدفن)، واقترحت إعادة المشروع ليكون عيادات شاملة.
وعلم “سناك سوري” أنه بتاريخ 22 كانون الثاني 2018، تمت مباركة هذا الاقتراح من قبل الأمين العام لرئاسة مجلس الوزراء، وأعطى تعليماته لإجراء العقد على أساس عيادات شاملة.
والشيء الذي يطالب به الأهالي الذين وصل عددهم بإحصائيات غير رسمية إلى ما يعادل مليوني نسمة، هو تخفيف الألم عن المرضى، ومعالجة الجرحى الذين يسقطون نتيجة قذائف الهاون التي بلغ عددها حتى الآن ما يقارب 8 آلاف قذيفة منذ بدء الأحداث الدامية في سورية، ومصدرها البلدات والقرى المحيطة بالمدينة، فالوقت المقدر للوصول إلى المتشفيات العامة طويل، ويمكن أن يموت الجريح النازف قبل أن يصل.
فهل تحيي حكومة “خميس” عظام مستشفى (حكومة الحلقي) من جديد، بعد أن تم دفن مخططاته في أدراجها الغنية بالجثث المشابهة؟.
اقرأ أيضاً: “الفساد ضرب أطنابو في جرمانا” والمحافظة “رفعت العشرة”!