اجتماع في فيينا يكشف معلومات تذكر للمرة الأولى
سناك سوري – فيينا
شهدت العاصمة النمساوية فيينا حواراً من نوع آخر غير ذلك الذي يتابع السوريون أخباره على شاشات التلفزة ويحمل عنوان “جنيف 9″، حيث اجتمع وفد الهيئة العليا للتفاوض المعارض مع عدد من المعارضين السوريين المقيمين في “فيينا”، وقدموا خلاله معلومات وآراء نسمعها للمرة الأولى خلال سنوات الصراع، وأدلوا بتصريحات تلمح إلى مايجري في كواليس الهيئة ومايجري في كواليس التفاوض ولقاءات المعارضة مع الدول الداعمة.
المفاجأة كانت بتصريحات “بسمة قضماني” التي رصدها سناك سوري والتي تحدثت خلالها لأول مرة عن “الانتخابات” كخيار للخروج من الصراع في سوريا، وقالت “قضماني”:«إن النظام لن يتنازل والتنازل بالنسبة له أمر غير واقعي، ومنذ ست سنوات ونحن نفاوضه بينما هو لا يفاوض أبداً، وما نفعله نحن والعالم دون أن ندري هو أننا نشكل “لبنة” للبديل عنه».
وأضافت “قضماني”:«الانتخابات مطروحة كآلية للتغيير في سوريا، وهي معركتنا الكبرى التي ربما نضطر أن نخوضها».
المُعارِضة السورية البارزة رأت أن النساء هن من سيرجحن كفة الثورة في الانتخابات مشيرة إلى أنهن يشكل أكثر من نصف المجتمع ومؤكدةً على النضال من أجل تصويتهن حتى في المخيمات، وتصويت كل امرأة وكل رجل له ارتباط بمستقبل سوريا.
“قضماني” تعرضت للمقاطعة من قبل بعض الحاضرين إلا أنها ردت بحزم وقالت «علينا أن نتعلم الاستماع لبعضنا البعض» ومن ثم تابعت حديثها قائلة:«لن يكون هناك دستور لسوريا دون أن يكون دستور رجال ونساء، ولن يكون هناك سلام دون نساء سوريا اللواتي يصنعن السلام القادم».
اقرأ أيضاً: مصدر في هيئة التفاوض لـ سناك سوري: أردوغان أوصانا بحضور سوتشي
“نصر الحريري” رئيس هيئة التفاوض حاول استغلال اللقاء لحشد المزيد من التأييد للهيئة وحث المعارضين على الاستمرار في دعمها قائلاً:«نكون أقوياء عندما نكون مع بعضنا البعض ومن خلفنا شارع يدعمنا، ونكون ضعفاء عندما يقف ضدنا عدونا وخصمنا وأهلنا أيضاً»، في إشارة للضغط الذي تتعرض له الهيئة حول مؤتمر سوتشي وتخوينها في حال قبلت الذهاب إليه وهو ضغط بدأ منذ تشكيلها عقب مؤتمر الرياض 2 واعتبارها قدمت تنازلات فيه.موقع سناك سوري.
“الحريري” دعا لضرورة ضمان مصالح الدول المعنية في الملف السوري، وقال:«علينا أن ندفع الدول لتبني الحل في سوريا وفق مصالحها ومصالحنا، أن نقاطع مصالحنا ومصالحها».
وختم رئيس هيئة التفاوض حديثه بالقول:«من الواضح إن هناك مبادرات حالية للتسوية تبدو جدية أكثر من السابق».
المعارض البارز “حسن عبد العظيم” دعا من فيينا السوريين في الداخل خصوصاً الرستن والغوطة .. إلخ للصمود وقال:«اصمدوا لا تيأسوا» وكررها ثلاث مرات، وأضاف:« نحن معارضة مؤقتة لا أحد انتخبنا، ونحتاج دعمكم للانتصار في المعركة السياسية».
“عبد العظيم” وهو رئيس هيئة التنسيق أشاد بالهيئة التي هو عضو فيها وقال:«بعد الرياض 2 أنهينا الانقسام في المعارضة، ونشعر الآن أن الجميع يتحدثون برؤية واحدة وحزب واحد، ولم يعد النظام قادرا على القول من سأحاور “منصة الرياض أو موسكو، أو القاهرة”، فقد أصبحنا الآن معارضة موحدة ووفرنا كل ظروف الحوار والكرة في ملعب النظام الآن».
“عبد العظيم” أشاد بـ الجيش الحر وقال:«إنه نواة “الجيش الوطني وهو قوتنا الأساسية كمعارضة».
اقرأ أيضاً: ديميستورا متفائل والروس يضغطون من أجل سوتشي ..الجولة التاسعة تنطلق اليوم
الفنان السوري “جمال سليمان” عضو منصة القاهرة أجرى مراجعة خاصة وقال في حديثه الذي رصده موقع سناك سوري:«نحن فتحنا دكاكين وكل واحد فينا اعتبر نفسه وطني وغيره لاء، وسوري وغيره لاء، ورؤيته صحيحة وغيره لاء، وعولنا على العالم وقسنا على ماجرى في العراق خطأً.»
وأضاف:«السفير الفرنسي والأميركي ذهبا إلى حماه وجعلا البعض يظن أن أميركا ستحارب معنا من خندق إلى خندق».
“سليمان” وهو عضو الهيئة العليا للتفاوض رأى أن “النظام” اعتمد مبدأ “الآخرون سيئون”، وقال:«النظام بقي متماسكاً ومسيطراً على الجيش وأجهزة الأمن ومعه جزء لابأس به من الشعب السوري، وهو جزء من كل الطوائف، وقد خاض هذه المعركة على استراتيجية أنني لست جديداً، واعتمد مبدأ الآخرون سيئون، لذلك العالم سيختاروه لأنه أقل سوءاً».
وتابع حديثه بالقول:«النظام يفاوض شياطين الأرض ولكنه لايفاوض سوريين، إنه يعتبر السوريين غنمة في الحظيرة، أن تأتي به ليفاوض السوريين مثل شرب العلقم بالنسبة له».
“سليمان” أكد الاستمرار في العملية التفاوضية معتبراً إياها طريق الحل السياسي العادل، وقد وصف هذا الحل أنه «الانتقال السياسي نحو الدولة الديمقراطية اللااستبدادية».
الاجتماع شهد غزلاً نادراً بين المعارضة المسلحة ومنصتي القاهرة وموسكو وهيئة التنسيق، حيث وصفهم قائد جيش اليرموك وعضو هيئة التفاوض “بشار الزعبي” بأنهم أخوة ومناضلين ووطنيين.
“الزعبي” بين وجود خلافات داخل الهيئة بين التيارين العسكري والسياسي لكنه وصفها بخلافات ديمقراطية قائلاً: «كفصائل لم نشارك في اجتماع موسكو (مع لافروف قبل أيام) لكن السياسيين ذهبوا فقط، وهذا الذهاب جاء نتيجة الديمقراطية التي أنتجت قرار زيارة موسكو».
قائد جيش اليرموك سابقاً رأى أن الذهاب إلى موسكو لايعطي روسيا شرعية واستشهد بذهاب موسى إلى فرعون وأضاف:«نحن نذهب إلى روسيا لكي نفاوضها كأصحاب حق، وعندما تعترف روسيا بنا في المفاوضات بعد أن كانت تعتبرنا إرهابيين فهذا مكسب لنا».
وحول “سوتشي” قال “الزعبي”:«كفصائل نرفض الذهاب لكننا ملتزمون بقرار الهيئة».
“الزعبي” كان قد بدأ حديثه بأن الحل السياسي استراتيجي لكنه ليس الوحيد وقال:« لن نترك السلاح حتى تتحرر كل سوريا من النظام».
القائد العسكري كشف أنه كان يدعو الفصائل لخرق الهدنة ووقف اطلاق النار في سوريا، وقال:«لادخل لنا كهيئة أو ائتلاف بمفاوضات أستانا، لكن فيما يتعلق بالهدن وقف التصعيد، في الحروب لاينجح وقف اطلاق النار من المرة الأولى، وفي سوريا حصل خرق لإطلاق النار من النظام ومن الثوار أيضاً، وقد كنت أقول للثوار لا تتركوا النظام يخرق الهدنة لوحده اخرقوها أنتم أيضاً».
وختم “الزعبي” حديثه بالقول:« إن المشكلة الكبرى تكمن في أن المجتمع الدولي أوقف تسليح الثوار».
اقرأ أيضاً: هيئة التفاوض تقبل دعوة روسيا قبل أسبوع من موعد سوتشي