الرئيسيةسناك ساخر

الحكومة تكافح الفساد على ألا يتجاوز 100 ليرة

الفساد أبو 100 ظاهر وأبو ملايين مو مبين

سناك سوري – سناء علي

لم تستطع الحكومة تحمل تراجع ترتيب سوريا إلى المرتبة 178 من أصل 180 بين الدول المكافحة للفساد، حسب تقرير منظمة الشفافية الدولية، فاستنفرت على أعلى الدرجات، وصممت على تغيير الترتيب، ونزلت إلى الميدان بكامل عدتها وعديدها تبحث عن الفساد تلبية لرغبة شعبها الذي يئن منه ليل نهار، بينما هي لا تراه.

ولكن وبما أن الشعوب دائما على حق فإنها ستكافح الفساد أينما لمحته عيناها (شرط ألا يتجاوز سقفه المئة ليرة، أكتر من هيك ما عنا)، لتزف يوم أمس خبراً ساراً لهذا الشعب، فقد وجدت ضالتها، وأمسكت برقبة الفساد، رجل ثمانيني يبيع الخبز على قارعة الطريق بأسعار خيالية وصلت حتى 100 ليرة للربطة الواحدة. (الآن ستنام الحكومة قريرة العين وسيرضى الشعب عنها بعدما خلصته من رأس الفساد، بعد أن سبق لها منذ عدة أشهر بكشف رجل الفساد المتمثلة برجل مسن آخر يتقاضى مبلغ خمسين ليرة زيادة ، صارت الحكومة مرجعة 150 ليرة للشعب).

ولكن الشعب (النقاق، ما ببين فيه شو ما عملت الحكومة)، استقبل الخبر العظيم بغضب أعظم، متضامنا مع الرجل المسن، مطالباٌ بإطلاق سراحه، وساخراٌ من هذا العمل المؤزر. (لسان حال الحكومة يقول شو بدكن أكتر من هيك، بتنقوا مشان نكافح الفساد، ولما منعاقب فاسد بتنقوا لأن عاقبناه!).

وفي إطلالة سريعة على الحادثة سيكون أي مواطن أمام العصف الذهني التالي: قد يقول قائل إن الرجل الثمانيني يخالف القانون مهما يكن حجم هذه المخالفة، (وسرقة البيضة مثل سرقة الجمل)، لذلك وجبت معاقبته، وهنا يتساءل مواطن، ولماذا كل العمليات التي يسرق فيه الجمل تبقى طي الكتمان، أو تضيع بين أدراج المكاتب،( هل بينت الحكومة على سبيل المثال ماذا حل بحادثة المليارات في وزارة الاتصالات؟ هل تم كشف ملابسات القصة؟)، علاوة على ذلك، لماذا تم تصوير الرجل بتلك الطريقة المذلة؟ دون احترام سنه على أقل تقدير،( بكل الجرائم الكبيرة والصغيرة يشار إلى الفاعلين بأحرف من أسمائهم بقصد حفظ الكرامات)، لو كان شخصا (مدعوم شوي صغيرة كنتو عملتو هيك… بتتذكروا قصة الجمارك قبل كم سنة مثلاً).

وفي سؤال وجودي آخر (ينط إلى عقل المواطن غصبا عنو)، ما هي المبالغ التي أعادتها الحكومة للخزينة من خلال هذه العمليات ( 150 ليرة، هل هذا ما يهدد اقتصاد البلاد؟ حبذا لو تسترجعون قسما صغيرا من أموال بعض المسؤولين الذين تكتفون بإعفائهم من مناصبهم في حالة ثبات فسادهم، ساعتها منشوف الخزينة شو بصير فيها؟ وإذا صعبة القصة، يا ريت بس توقفوا الهدر، أو عالقليلة تحصلوا الضرائب من الشركات الكبيرة التي تتهرب من الضرائب، بدل ما تدفع الشركات للدولة هديك الحسبة، عم تدفع رشاوي، مبلغ بسيط من هديك الحسبة ودار ما دخلك شر).
وبعد أن يكون المواطن قد تعب من تشغيل ذهنه بالقصة وتذكر  أنه بحاجة لربطة خبز، يقرر أن ينسى الأمر ويذهب إلى الفرن، ليتفاجأ بطوابير الناس الواقفة على الفرن مقدرأ أنه سيتأخر لا محالة إذا انتظر دوره،(لسا عندو طابور الغاز والمازوت وووو)، وعندها يلمح رجلا مسناُ يبيع خبزاٌ بهامش ربح بسيط، يحسبها المواطن في عقله ( بدفع خمسين ليرة، أحسن ما انطر ساعتين، بفيد مواطن فقير متلي وبستفيد)، دون أن يشعر أن هذا البائع يشكل خطراُ على معيشته.

اقرأ أيضاً خبير قانوني يعترض: هل بيع الخبز جريمة؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى