يوميات مواطن

المياه تطوف في “تدمر” ليس بسبب العاصفة وإنما “تعفيش الحنفيات”

عدسات الكاميرات التي كانت بالآلاف تصور الاحتفالات والدبكة … لم يجد المواطنين أياً منها يصور معاناتهم

سناك سوري – تدمر

على عكس الاحتفالات الطنانة الرنانة التي شهدها مسرح تدمر، لم تغري مطالب أهالي “تدمر” وشكاويهم ومعاناتهم كاميرات ومراسلي مختلف الوسائل الإعلامية لمتابعة ماوصلت إليه أحوالهم جراء نقص الخدمات في المدينة.

تدمر التي كانت يوماً عنواناً لكل وسائل الإعلام المتهافتة لتمجيد الحفل الذي استضافته في إطار الاستعراض الإعلامي، لم تجد من يكترث لحال أهلها من وسائل الإعلام هذه التي أغفلت انقطاع المياه والكهرباء عنها منذ سنوات وهجرة أهلها في ظل غياب أبسط مقومات الحياة لعودتهم.

يقول “فالح زيتون” لـ سناك سوري هجرت من منزلي مرتين في المرة الأولى عدت إليه وكان بحالة جيدة ومع اجتياح داعش للمرة الثانية “تدمر” نزحت ومرة أخرة عُدت إليها بعد طرد التنظيم الإرهابي لأجد منزلي ومنازل الغالبية الساحقة من التدمريين من دون نوافذ وأبواب وحتى صنابير المياه. “يمكن المعفشين خافوا مايرجعوا الأهالي فأخدوا حتى الأبواب حتى لاتبقى وحدها في الصحراء”.

مضى حتى الآن عام ونصف تقريباً على عودة “تدمر” إلى سيطرة الحكومة السورية، وخلال هذا الفترة عاد بعض الأهالي الذين اضطروا لمغادرتها من جديد بسبب غياب النقطة الطبية التابعة للهلال الأحمر التي غادرت المدينة إضافة إلى قلة توزيع المعونات عليهم من قبل المنظمات، ناهيك عن دمار المدارس وعدم تأهيلها وإعادة الطلاب إليها.

الأهالي وخلال اجتماع ناقش مشكلاتهم الخدمية في حمص قبل أيام طالبوا بالإسراع في إعادة تأهيل البنى التحتية من ماء وكهرباء واتصالات، وترميم المباني المتضررة والإسراع بإنهاء معاناة سكان مخيم “الركبان” البالغ عددهم 15000 شخصاً، مؤكدين ضرورة إعفائهم من رسوم الكهرباء و الهاتف والمياه خلال الفترة الماضية، “يمكن هي مابتظبط مع الحكومة العدادات عمتعد والمواطن لازم يدفع لعدادات الحكومة سواء استفاد أم لم يستفيد، ويحق للمواطنين الأعزاء الدفع ثم الاعتراض”.

الحكومة وعلى مايبدو استجابت لموضوع المياه تحديداً وأعادت الروح إليها، لكن المفاجأة كانت أن المياه سالت في الشوراع بسبب غياب صنابير المياه التي تم تعفيشها، بينما تقول المصادر إن الكهرباء وصلت أمس إلى حدود تدمر مع زيارة محافظ حمص للمدينة المنسية.

وفيما يبدو أن خدمات الحكومة وتصريحاتها الإعلامية حول إعادة الإعمار لا يمكنها الوصول بالسرعة ذاتها لكل الأماكن التي عادت تحت سيطرتها، فقد جاءت مطالب المواطنين أسرع هذه المرة من التصريحات خاصة فيما يتعلق بتقدير أضرار المنازل والمباني السكنية ليتم ترميمها و عودة سكانها بأسرع وقت، إضافة إلى العمل على تأمين مادة المازوت لمحطة الوقود وللفرن الآلي كي يتنعم السكان بخبز الحكومة الذي وعدت الحكومة بأن يكون أول الواصلين إلى مناطق سيطرتها في مختلف مناطق الغوطة، علماً أن الخبز متوفر نسبياً في المدينة حالياً.

إذا أحصينا أزمات سكان تدمر ومعاناتهم قد لا تتسع لها الصفحات لذلك يبدو أنه علينا إحصاء ماقدمته لها الحكومة بعد استعادة السيطرة عليها، فهي لا تحتاج سوى لسطر واحد “دبكة ونخ وشعارات”.

يذكر أن الأهالي الذين تم تصويرهم أمس على أنهم عائدون إلى مدينتهم  “تدمر” جاؤوا مع المحافظ خلال زيارته إليها تفقدوا منازلهم وتصوروا وغادروها معه.

اقرأ أيضاً : مسؤول سوري: خلال عام واحد سنتجاوز آثار الحرب!..مارأيكم؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى