أخر الأخبارالرئيسيةتقارير

حراك في السويداء ومعارك في الجزيرة وأمل في دمشق _ بانوراما الأسبوع

الهجري يحذّر من حرف مسار الحراك .. والمقداد يؤكد مواجهة واشنطن بالصمود

تابع السوريون على مدى أيام الأسبوع الماضي استمرار الاحتجاجات في “السويداء”، بينما كانت مناطق دير الزور تشتعل بالمعارك بين “قسد” ومقاتلين من العشائر في حين تصدّرت زيارة وزير الخارجية الإيراني “حسين أمير عبد اللهيان” إلى “دمشق” مشهد التطورات السياسية.

سناك سوري _ دمشق

وبعد أن انطلق الحراك على وقع مطالب معيشية رافضة لقرار رفع أسعار المحروقات. فقد اتخذ مساره يوماً بعد يوم طابعاً آخر. وظهرت شعارات سياسية في ساحاته مبتعدةً عن الوقوف عند حد مطالب تحسين الواقع المعيشي.

ففي ساحة “السير” وسط السويداء والتي صارت موقعاً رئيسياً للاحتجاجات اليومية. بدأت لافتات المطالبة بتطبيق قرار مجلس الأمن 2254 بالظهور. إلى جانب مطالبات بخروج القوات الأجنبية من البلاد. وترافقت مع شعارات مناهضة للسلطات السورية وصلت في بعض الأحيان للمطالبة بـ”إسقاط النظام”. على غرار ما جرى في بداية أحداث آذار 2011.

العلم السوري هو الراية المعترف بها. ونحن اليوم لا نخرج عن قرار القيادة السورية التي تمثّل كامل السوريين شيخ عقل طائفة الموحدين يوسف جربوع

كما كان لافتاً ظهور بيانٍ عن ضباط متقاعدين يتحدث عن تشكيل هيئة اختصاصية لإدارة أمور المحافظة. ولجنة عسكرية لتوحيد الفصائل المتواجدة فيها. وفتح معبر حدودي مع “الأردن” لتعزيز التنمية الاقتصادية في “السويداء”. إلا أن العميد المتقاعد “نايف العاقل” الذي تصدّر اسمه البيان نفى أن تكون هذه المطالب بياناً أو مشروعاً جديداً. ووصفها بأنها مقترحات وخطة عمل مستقبلية للخروج من الواقع الراهن وسيتم نقلها للفعاليات الدينية والاجتماعية من أجل التشاور بشأنها.

في الأثناء. وبعد بيان مشايخ عقل طائفة الموحدين الدروز المؤيد للحراك ومطالب المحتجين. ظهر شيخ العقل “يوسف جربوع” في مقطع مصور يوم الثلاثاء. وإلى جانبه محافظ “ريف دمشق” “صفوان أبو سعدى”. ليقول أنه لا يمكن القبول بـ”الانفصال” بأي حالٍ من الأحوال.

اللي بدو يبيع كرامته يصطفل بس مش مخول يبيع كرامة ربعه شيخ عقل طائفة الموحدين حكمت الهجري

 

وتابع “جربوع” أن أهالي “السويداء” وعلى مرّ الأزمنة تمسّكوا بخيارهم الوطني ولم يقبلوا إلا أن يكونوا جزءاً من “دمشق”. مشيراً إلى ظهور مطالبات خاطئة في الحراك. وأكّد أن العلم السوري هو الراية المعترف بها. وأضاف أنهم لا يخرجون عن قرار القيادة السورية التي تمثّل كامل السوريين وفق حديثه داعياً المتظاهرين إلى عدم الخروج عن الخط الوطني كما سمّاه.

أما شيخ العقل “حكمت الهجري” فجدّد دعمه للحراك ومطالبه. وقال في مقطع مصور « اللي بدو يبيع كرامته يصطفل بس مش مخول يبيع كرامة ربعه». لكنه حذّر من حرف المسار عن المطالب المحقة بالعيش الكريم. مشيراً إلى وجود جهات تعمل على بث الفتنة في المجتمع وتفتيته.

اعتقال الخبيل يفجّر أوضاع الجزيرة

بموازاة ما يحدث في “السويداء” كانت الأحداث تتسارع بشكل درامي في شمال شرق البلاد على وقع اعتقال “قسد” قائد مجلس دير الزور العسكري التابع لها “أحمد الخبيل” المعروف باسم “أبو خولة”.

عزل الخبيب بسبب ارتكابه جرائم وتجاوزات تتعلق بتواصله مع جهات خارجية معادية للثورة إضافة لارتكاب جرائم جنائية بحق الأهالي والاتجار بالمخدرات.وسوء إدارته للوضع الأمني ودوره السلبي في ازدياد نشاط خلايا “داعش”. واستغلال منصبه في مصالحه الخاصة والعائلية بيان قسد عن عزل الخبيل

 

وبعد 3 أيام من الحادثة التي فجّرت توترات عسكرية بين “قسد” من جهة. وعناصر المجلس وأنصاره من العشائر العربية من جهة أخرى. جاء البيان الرسمي من “قسد” الأربعاء ليعلن عن عزل “الخبيل” من منصبه.

واتهم البيان “الخبيل” بارتكاب جرائم وتجاوزات تتعلق بتواصله مع جهات خارجية معادية للثورة بحسب ما وصفها البيان. إضافة لاتهامه بارتكاب جرائم جنائية بحق الأهالي والاتجار بالمخدرات. فضلاً عن سوء إدارته للوضع الأمني ودوره السلبي في ازدياد نشاط خلايا “داعش”. واستغلال منصبه في مصالحه الخاصة والعائلية وفقاً للبيان.

وأعلنت “قسد” رسمياً في بيانها عزل “الخبيل” من قيادة مجلس دير الزور العسكري وإنهاء مهام 4 أشخاص آخرين ضمن المجلس بتهمة ارتباطهم بالجرائم والتجاوزات الموجهة لـ”أبو خولة”.

معارك لا تتوقف

في وقتٍ كانت فيه المعارك والاشتباكات لا تتوقف في عدة مناطق من ريف “دير الزور”. إثر رفض شريحة واسعة من العشائر العربية في المنطقة قرار “قسد” واعتقالها “الخبيل”. حيث ذكر موقع “فرات بوست” أن اشتباكات عنيفة دارت الأربعاء في مدينة “الشحيل” بين “قسد” ومقاتلي العشائر.

أما في قرية “ضمان” شمال المدينة. فتحدث الموقع عن سقوط 4 مدنيين بينهم طفل إثر مداهمة نفذتها “قسد” عقب استهداف مجهولين مقسم الاتصالات في القرية. بينما انسحب مقاتلو “قسد” من بلدة “الطيانة” حفاظاً على سلامتهم بحسب المصدر.

وبعد اعتقال “الخبيل” وعدد من قياديي المجلس. أعلن القيادي في المجلس “تركي الضاري” تولّيه القيادة مؤقتاً. بينما ذكر “فرات بوست” أن “الضاري” أصيب بجروح خلال اشتباكات مع “قسد” في بلدة “العزبة”.

في حين. لم يصدر أي تعليق من التحالف الدولي الداعم لـ”قسد” على حادثة اعتقال “الخبيل” وما تسبّبت به من معارك واشتباكات واحتجاجات في المنطقة.

ونقلت وكالة رويترز عن مصادر محلية لم تسمّها. أن المعارك التي تدور منذ الأحد الماضي أودت بحياة 40 مقاتلاً من الجانبين و15 مدنياً. مشيرة إلى أن “قسد” دفعت بتعزيزات إلى المنطقة واستهدفت بلدات شهدت قطعاً للطرقات ونصب كمائن للمركبات واستهداف لمقرات “قسد”.

عبد اللهيان في دمشق

في الأثناء كانت زيارة وزير الخارجية الإيراني “حسين أمير عبد اللهيان” أبرز حدث سياسي في “سوريا” خلال الأسبوع الماضي.

ما يشهده العالم اليوم أن القضايا التي دافعنا عنها ودفعنا ثمناً لها كانت صحيحة وسياساتنا كانت سليمة الرئيس السوري بشار الأسد

والتقى “عبد اللهيان” الخميس الرئيس السوري “بشار الأسد” الذي قال خلال اللقاء. «أن ما يشهده العالم اليوم أن القضايا التي دافعنا عنها ودفعنا ثمناً لها كانت صحيحة وسياساتنا كانت سليمة».

وأضاف الرئيس “الأسد” أن الصورة الدولية أصبحت أكثر وضوحاً. على وقع التطورات والتغييرات الحاصلة في العالم وهي تعزز الثقة بالنهج الذي يجري السير عليه.

وبحسب وكالة سانا الرسمية فقد بحث الرئيس “الأسد” مع “عبد اللهيان” العلاقات الثنائية وأوضاع المنطقة. والجهود المبذولة لعودة اللاجئين السوريين. إضافة لملف الانسحاب التركي من “سوريا” وحتمية حصوله كشرط لإعادة العلاقات بين “دمشق” و”أنقرة”.

دوائر السياسة الأمريكية اعتادت العمل خارج إطار الشرعية الدولية. وما تفعله “الولايات المتحدة” يثبت أنها دولة لا تحترم قواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد

 

وكان “عبد اللهيان” قد اجتمع الأربعاء بنظيره السوري “فيصل المقداد” حيث أجريا مؤتمراً صحفياً مشتركاً قال فيه “المقداد” أن صمود الشعبين السوري والإيراني في مواجهة التحديات والمؤامرات الغربية بطولي. ويعكس التفاف شعبي البلدين حول قيادتيهما وحول السياسات الشجاعة التي يتبعها البلدان في كافة المجالات.

ورداً على المعلومات عن حشود أمريكية على الحدود العراقية السورية. قال “المقداد” أن دوائر السياسة الأمريكية اعتادت العمل خارج إطار الشرعية الدولية. وما تفعله “الولايات المتحدة” يثبت أنها دولة لا تحترم قواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. مؤكداً أن “واشنطن” غير قادرة على تنفيذ تهديداتها وإن أرادت تنفيذ ما يتم تداوله في وسائل الإعلام فستواجه بصمود “سوريا” وفق حديثه.

بدوره قال “عبد اللهيان” أن الاجتماعات الرباعية التي جمعت “سوريا وإيران وتركيا وروسيا” طرحت أفكاراً إيجابية في سياق إرساء الأمن والاستقرار. وأمن الحدود السورية التركية وضرورة احترام السيادة السورية. لافتاً إلى أن وجود علاقات ودية قائمة على حسن الجوار بين “سوريا” و”تركيا” يصب في مصلحة البلدين ويخلق مناخاً إيجابياً في المنطقة.

وأعرب “عبد اللهيان” عن ترحيب بلاده بعودة العلاقات الطبيعية بين “سوريا” والدول العربية. لافتاً إلى أن “سوريا” دولة مهمة في المنطقة وليس بمقدور أي طرف أن يتجاهلها. وأن استعادتها لدورها الطبيعي في المنطقة ستصب في مصلحة جميع دولها.

مخاوف وصراع وأمل

تعيش “سوريا” أزمة حقيقية بسبب الواقع الاقتصادي المتردّي أدت لخروج الناس إلى الشارع في “السويداء” رغم أن الحراك ذهب بعيداً في خياراته السياسية. ما أثار مخاوف كثيرين من تكرار سيناريو 2011 مع تكرار شعارات تلك الأيام ومظاهرها. في حين يدفع المدنيون في الجزيرة ثمن الاقتتال بين العشائر و”قسد” على أن إشعال فتيل الصراع بين الطرفين لم يكن في صالح أيٍّ منهما. أما في السياسة فربما تكون زيارة “عبد اللهيان” خطوة جديدة تدفع باتجاه حلحلة إقليمية تبشّر باستقرار حقيقي للبلاد المنهكة من آثار 12 عاماً من الحرب.

زر الذهاب إلى الأعلى