إقرأ أيضاالرئيسيةتقاريرقد يهمك

ما هو الدور الصيني في سوريا وكم يختلف عن الدور الروسي؟

في وقت تخوض روسيا حرباً على الإرهاب في سوريا، أرسلت الصين دعوات لممثلين عن الحكومة والمعارضة لزيارة الصين وهي دعوة جاءت قبل جنيف 3 وتم تلبيتها من الطرفين، وعبرت عن رغبتها في تعزيز الحل السياسي، الأمر الذي طرح العديد من اشارات الاستفهام حول الصين والدور الذي تريد لعبه، وهل ينفصل هذا الدور الصيني في سوريا عن الدور الروسي أم أنه تبادل للأدوار؟ ماهي أبعاد الدور الصيني في سوريا؟ ماذا تريد الصين من سوريا؟ كيف تنظر الصين للمستقبل؟، هذا الأسئلة التي بحث دام برس عن إجابات لها مع باحثين ومختصين سوريين وصينين.

طرفا الصراع السوري زارا الصين قبل جنيف، ما الذي استطاعت الصين فعله:

لم يخلف طرفا الصراع في سوريا دعوة الصين لهما لزيارة أراضيها، وزاراها تباعاً رغم أن الائتلاف رأى أن هذه اللقاءات لن تنتج شيئاً وهي شكلية خاضعة للتغيرات الدولية، وهو مايوافق عليه المختص بالشأن الصيني “مازن بلال” الذي يقول: إن الصين أرادت من دعوتها هذه أن تعزز مسبقا دورها في حوار جنيف،  وكذلك أدوارها الدولية بشكل ولو بشكل خجول لمنع الصدام مع الولايات المتحدة في بحر الصين، أي تريد نقل خلافاتها مع واشنطن بعيداً عن جغرافيتها.

هدفت الصين من دعوة المعارضة أن تحفزها للاتجاه أكثر نحو الحل السياسي، يقول الصحفي الصيني “هوان إكسيانغ”، ويضيف:الآن هناك تيار دولي لايمكن مقاومته بمجال مكافحة الإرهاب في سوريا، والجيش السوري يحقق إنجازات على مستوى الميدان في هذا المجال، وبالتالي يجب أن يكون هناك عمل سياسي موازي كالذي تدعمه الصين خصوصأ وأن هناك تحولا دوليا باتجاه الحل في سوريا.

الصين تترك روسيا وحيدة في الحرب السوريا

منذ آذار 2011 ظهر دور روسي صيني تشاركي في مختلف المواقف السياسية حول سوريا وتجسد التنسيق بين البلدين في استخدامهما معا الفيتو عدة مرات من أجل سوريا، إلى أن جاء شهر أيلول وأعلنت روسيا بدأ تدخلها العسكري في سوريا دون أن تشاركها الصين هذا التدخل رغم أن الإرهاب يهددها في عقر دارها أيضاً؟

من وجهة نظر عدد من الخبراء والباحثين الصينيين فإن التدخل الخارجي لاينتج حلولاً سحرية بعودة الأمن والأمان، وإنما يتسبب بمشكلات إجتماعية ويجعل دول منطقة الشرق الأوسط يعتمدون على الخارج، لذلك تسعى الصين لفصل دورها عن روسيا بهذه الجزئية تحديداً حتى ولو كانت ضد أي شكل من أشكال الإرهاب،  يقول “هوان” الصين مهددة بالإرهاب على أراضيها ومع ذلك فهي تفضل عدم الدخول في حروب عسكرية خارج أراضيها مهما كان السبب.

لكن هذا ليس السبب من وجهة نظر “مازن بلال” الذي يقول:تجنب الصين للحروب خارج أراضيها سببه حرصها على عدم خسارة أي سوق أما تصريف منتجاتها.

اقرأ أيضاً: روسيا تعلن عن حجم انتاج النفط خلال الفترة القادمة

الصين لا تريد للحرب أن تلحق الضرر بمصالحها الإقتصادية

تريد الصين أن تنتج البلدان حلولاً لأزماتها بأنفسها هذا ماهو معلن من قبلها، لكن ماهو غير معلن بحسب “بلال” هو أن الصين لا تريد لشيء أن يؤثر عليها إقتصادياً وتجارياً لذلك لا ترغب في خوض أي حرب من الممكن أن تؤثر على حجم إنتاجها التجاري، على اعتبار أن أي مخاطرة في التصعيد ستشكل خطراً على كتلة بشرية هائلة محصورة ضمن جغرافيا تحتاج دوما لمصادر طاقة خارجية.

وهي تبحث دائما عن أسواء وطرق عبور لكي تبقى ماضية في مشروعها التنموي الداخلي، مع رغبتها بأن تتشارك في التنمية مع معظم دول المنطقة على اعتبار أن نقاط التعاون والتنمية المشتركة عديدة، إنطلاقاً من المشروع الذي طرحته الصين سابقاً والمعروف بالحزام البطريقي لإعادة طريق الحرير القديم والكلام لـ “هوان”وهذا مايفسر جولة الرئيس الصيني على المنطقة والدول التي زارها ومن ضمنها مصر والسعودية وإيران.

حلم الصين

نشر موقع «انفورميشن كليرنج هاوس» في النصف الثاني من العام 2015 مقالاً مطولاً لكاتبه الشهير “بيبي اسكوبار” يتحدث فيه عن “الإنفجار الأوراسي الكبير” ويرى من خلاله أن الصين ورسيا يحيطان واشنطن بالسياج، ويتضمن المقال معلومات هامة عن حلم الصين المتمثل بطريق الحرير الجديد الذي تريد له أن يمتد من شنغهاي إلى البندقية وصولاً إلى برلين، كما أن هناك منطقة تجارة حرة يتم بناؤها حاليا ستربط بين روسيا والصين وأوروبا وجنوب غرب آسيا وقد تمتد إلى “أفريقيا”، ومن وجهة نظر كاتب المقال فإنه من المنتظر أن يحقق مشروع الصين هذا نجاحاً عظيماً.

في ربط للحلم الصيني مع مواقفها في المنطقة يرى “بلال” أن الصين تريد كسب الدول الاقليمية في وقت لاتبدي فيه واشنطن اهتماماً واضحاً تجاهها، الفكرة هنا أن روسيا والصين مهتمان بما يسميه الجيوستراتيجيين بتوسيع الرقعة أي ضم أكبر عدد ممكن من الحلفاء حتى ولو كان هناك بعض التناقضات بالمواقف، خصوصاً وأن هذا الكسب يصب في مصلحة “الصين” وحلمها المنشود بإعادة الطريق الحريري، وهذا مايبرر موقفها المؤيد للتحالف الإسلامي السعودي في مكافحة الإرهاب فهي تقدم موقفاً سياسياً فقط.

الصين في سوريا، اقتصادياً لا عسكريا.

تضع الصين نصب عينيها تعزيز التنمية على الطريق الحريري، وهي ترى فرصة للاستثمار في سوريا بعد انتهاء الحرب فيها على اعتبار أن لديها قدرة كبيرة في مجال تأهيل البنى التحتية والتنمية، حيث من المتوقع أن يكون هناك استثمارات صينية مشرقة في سوريا.

وقد لا تنتظر الصين انتهاء الحرب لعقد صفقات وتنفيذ مشاريع مع الحكومة السوريا فهي على مايبدو ليست مضطرة لذلك وقد وقعت قبل اشهر عقوداً مع وزارة النقل السوريا ووردت لسوريا عشرات الباصات التي دخلت في الخدمة العامة على الفور.

التعاون الإقتصادي الصيني مع الحكومة السوريا ودعوتها الدائمة للحل السياسي وحديثها عن التنمية في المنطقة يشيران إلى أنها تطلع بدور معين في مجال إعادة الإعمار لاحقاً، وهو مايوافق عليه “بلال” الذي يقول:من الممكن أن يكون دوراً اقتصادياً، حيث يمكنها العمل مع سوريا في وضع خطط لاعادة الاعمار على سبيل المثال.

الصين وروسيا تكامل الأدوار

يرى سياسيون وخبراء أنه لايمكن فصل ماتفعله روسيا في المنطقة سياسياً وعسكرياً عن الدور الصيني لأن هناك شراكة استراتيجية بينهما أو مايسميه “بلال” تبادل الأدوار، حيث يقول:”هناك خطوات لاقتسام الأسواق بين البلدين، فالصين تريد ممرات عبور للبضائع، وروسيا تريد التحكم بخطوط نقل الطاقة سواء من إيران أو من قطر.

الصحفي الصيني “هوان” يفضل تسميته “تكامل الأدوار” إنطلاقاً من سوريا ويضيف:هناك علاقات استراتيجية بين البلدين تتطور بشكل كبير وتفرض تغيرات في العالم، وهي علاقة تتجسد في ثلاث مجالات: السياسية الجوهرية الاستراتيجية المشتركة، العمل من أجل النهوض والتنمية بالتعاون بين الجانبين، التعاون في مجال الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة وسوريا والعالم.

تضع الصين الاقتصاد أولاً وتمضي في خطواتها بمختلف المجالات، فهي تنظر لمصلحة شعبها قبل كل شيء وتحسن تدوير الزوايا حسب مصالها بعيداً عن التورط في حروب قد لا تأتي عليها بالمنفعة، وإصدار موقف ساسي هنا وآخر هناك قد لايكون ناجماً عن قناعة سياسية وإنما من الممكن أن يكون حاجة مرحلية ورغبة بالاستثمار من خلاله في الاقتصاد.

 

اقرأ أيضاً: كم يتقاضى طياروا الخطوط الجوية الروسية

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى