الرئيسيةقد يهمكيوميات مواطن

في اليوم العالمي لمكافحة الفساد.. المعارضة وزوجي والحكومة وجوه لعملة واحدة!

وحازت سوريا على المرتبة الرابعة عالمياً في الفساد.. السنة الجاية الأولى عيب حدا يسبقنا

سناك سوري-رحاب تامر

انتظرت طويلاً أن أقرأ أو أرى في إعلامنا الحكومي شيئاً عن اليوم العالمي لمكافحة الفساد والذي يصادف يوم 9-12 من كل عام، خصوصاً وأن إعلامنا الرسمي يواظب على الاحتفال بالأيام العالمية حتى أن اليوم العالمي لتمكين اللغة العربية لم يفته؟!.

أجل فقد خصصت إحدى الصحف الرسمية مادة كاملة للحديث عن اليوم العالمي لتمكين اللغة العربية متحدثة عن اجراءات صارمة بحق كل من يخالف ولا يعرب لافتة محله، وبناء عليه هل نستطيع القول أننا في سوريا لا نعاني من الفساد؟، أم أن تلك الصحف اعتبرت أن اليوم العالمي لمكافحة الفساد هو اليوم العالمي لموت مكافحة الفساد فاختارت أن تحزن بصمت راقي بعيداً عن الأعين؟.

اقرأ أيضاً: تخوف شعبي على و”من” أناقة رئيس الحكومة؟!

ولأن إعلامنا لا يمتاز بالرقي وهو رأي شخصي بالمناسبة، فكرت في نفسي أنه لربما الإمبريالية العالمية التي نكرهها في إعلامنا الرسمي ونحملها كل شاردة وواردة تحصل في بلادنا، قد تكون هي من أحدث هذا اليوم لذلك قررنا الإعتكاف عن الحديث عنه؟.

وفي الحقيقة قد يكون السبب أبعد من ذلك بكثير حيث لا نحتاج في بلادنا ليوم واحد للحديث عن الفساد، بينما نمتلك 365 يومياً في السنة للحديث عنه ولن تكفينا تلك الأيام لتدوين بلاوينا الزرقاء وهذا الفساد الذي ألفناه وخاويناه ليس حباً وإنما تأقلماً، فبتنا ننصاع إليه ولقوانينه ضاربين بعرض الحائط القوانين والأنظمة، لأن للفساد ظهراً يحميه، بينما لا تمتلك تلك القوانين والأنظمة أي ظهر باستثناء ظهر المواطن المكسور أصلاً.

وبحسب آخر تقرير للأمم المتحدة حول قائمة الدول العشر الأكثر فساداً في العالم، فقد انتزعنا المرتبة الرابعة بكل جدارة، غير آملين بالحصول على المرتبة الأولى السنة القادمة على أبعد تقدير، وكله بفضل جهود حكوماتنا المتعاقبة التي وللأمانة لا تنفك تقول إن هدفها مكافحة الفساد لدرجة بتنا نشخص هذا الأخير بشكل بشري ونراه وهو يضع يده على بطنه ويضحك عالياً.

اقرأ أيضاً: وزير ماليتنا جائع.. لك خسى الجوع!

والمضحك المبكي أنه حتى لدى معارضتنا ووسائل إعلامها لم نجد مادة واحدة عن هذا اليوم العالمي، لا بأس فقد فاتها أن تتغنى بفساد غريمتها الحكومة، وبالمناسبة فإن معارضتنا لا تقل فساداً أو جوراً فهاهي مناطق سيطرتها تعاني أضعاف ماتعانيه الناس في أماكن سيطرة الحكومة من انعدام الخدمات والفساد والفقر، باختصار في موضوع المقارنة بالفساد مابين الحكومة والمعارضة يصح المثل القائل: “شهاب الدين أضرط من أخيه”.

وليست حكوماتنا المتعاقبة بأفسد من زوجي الذي يتركني أمارس أعمال المنزل وهو يجلس بكل برود يرتشف شايه الساخن، بينما حضرتي منصاعة لرغباته وطلباته كأي أنثى شرقية، ودون أن أمتلك أي بادرة لتغيير هذا الواقع، فإن كنت قد عجزت أمام فساد زوجي فما أنا بفاعلة أمام فساد مديري؟!.

اقرأ أيضاً: هو مايزال يضربها وهي ماتزال تنتظره بدمعة ورداء أحمر!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى