الرئيسيةشباب ومجتمع

أجور المواصلات تفرض على الطلاب تقنين دوامهم أو تقنين زيارة عوائلهم

كيف سيتأقلم طلاب الجامعات مع أجور النقل بعد رفعها مؤخراً؟

قررت “رنيم” 22 عاماً طالبة بسنتها الرابعة في كلية الهندسة المعلوماتية بجامعة تشرين. تقنين أيام سفرها إلى منزلها في السويداء، نتيجة ارتفاع أجور النقل.

سناك سوري- ميس الريم شحرور

تقول “رنيم”،لـ”سناك سوري”، إن عاماً واحداً كان كفيلاً بقلب الموازين بالنسبة لها. حيث ارتفعت الأجرة 5 أضعاف تقريباً، وتضيف: «أول سنة كانت الأمور ميسرة كنت أدفع 3000 قبل ما تنطّ الأجرة للـ 15 ألف عام 2020. واستقرت الأمور فترة لحتى وصلنا لليوم وصارت الأجرة خيالية».

في بداية دراستها الجامعية عام 2019، كانت “رنيم” تغادر إلى منزل أهلها، كل شهر مرة كذلك في العطل الرسمية والمناسبات. لتشارك أهلها جمعاتهم أو تستقبل معهم السنة الجديدة. تضيف: «شوي شوي صرت قضي العطلة بالسكن أكتفي بمكالمة فيديو وأسمع صوتن من بعيد وكأني ببلد تاني».

وتشير في حديثها مع سناك سوري: «قبل نحو 10 أيام إجيت عالسويدا مع انتهاء السنة الدراسية كانت الأجرة 41 ألف. لدمشق 30 ألف ومن دمشق للسويداء دفعت 11 ألف. اليوم سمعت من زملائي إنهم دفعوا 45 ألف، وإذا بقيت هيك لبداية الفصل رح توصل لـ50 ألف ورح يصير حلم إنو ننزل ع البيت من السنة للسنة، علماً أن الرحلة الواحدة تكلف اليوم 90 ألف للذهاب والإياب».

وأدى ارتفاع سعر المحروقات لنحو 3 أضعاف للمازوت ونحو 100 بالمئة للبنزين منتصف آب الفائت. إلى ارتفاع كبير في أجور النقل، ما شكلّ عبئاً على الطلاب والأهالي.

رنيم الطالبة في كلية الهندسة المعلوماتية ستكلفها رحلة زيارة أهلها 90 ألف ليرة سورية

التخلي عن الدوام

لم تعد الرحلة بين المحافظتين الجارتين “حمص” و”حماة” سهلة ويسيرة لطلاب الجامعات الذين تبدّلت أحوالهم بتبدّل الأسعار وزيادة الأجور. فأجرة “الميكرو” من مدينة حماة إلى مدينة حمص ارتفعت من (3000) إلى (5000) ليرة سورية. حسبما أوضح “عمار” وهو طالب “رياضيات” في جامعة البعث بمدينة “حمص” لـ”سناك سوري”.

كلية الإعلام
طلاب كلية الاعلام بجامعة دمشق

ويعتبر الشاب الذي يعمل ليؤمن مصاريف جامعته أن (6000) ليرة في اليوم كانت ترهقه بالرغم من أنه لم يحضر جميع المحاضرات باعتباره طالبا في كلية نظرية. منوّهاً إلى أن العديد من أقاربه وأصدقائه مضطرّون للحضور اليومي في الكليات التي تولي الحضور أهمية قصوى. وبالتالي صاروا مضطرين لدفع حوالي (50 ألف) أسبوعيّاً. بفرض أنهم يداومون يومياً أي حوالي 200 ألف ليرة سورية للمواصلات فقط. أمّا هو فأموره أكثر يسراً ولن يرهق نفسه ويحتمل عناء الحضور إلا أيام الامتحانات.

كذلك الحال بين “طرطوس” و “اللاذقية” بالنسبة لطلاب الكليات العملية. إذْ تضطرّ “زينة” (22 عاماً) وهي في السنة الرابعة بكلية الهندسة المعلوماتية بجامعة “تشرين”. أن تستقلّ ميكروباص من قريتها في ريف القدموس إلى “مصياف” باعتبار أن النقل من ضيعتها إلى مدينة القدموس غير مؤمن. إذْ كانت تدفع (5000) ليرة من “كاف الجاع” إلى اللاذقية قبل رفع الأجرة الأخير لتصبح (8000) ليرة اليوم.

اختارت “زينة” أن تمضي وقتها في السكن الجامعي لمدة طويلة دون زيارة أهلها. كون الأجور التي ستدفعها كأجور نقل تستخدمها لشراء الطعام، وعوضاً عن زيارة أهلها مرة كل 3 أيام قررت أن تزورهم لمرة واحدة كل شهر.

أجور المواصلات
أجور النقل بين المدن قبل وبعد الرفع الأخير لها

أما “هديل” 21 عاماً تدرس في كلية الإعلام بجامعة “دمشق”، فباتت تؤجل زيارتها إلى أهلها في السويداء لتصبح مرة كل شهر عوضاً عن 4 مرات. حيث كانت تزورهم بعطلة نهاية الأسبوع دائماً.

“هديل” التي تعيش في السكن الجامعي، كانت تسعيرة 5 آلاف مرضيّة نوعاً ما وغالبية الطلاب كانوا يزورون عوائلهم بشكل طبيعي. لكن مع رفع سعر المازوت وصلت الأجرة إلى 12 ألف ليرة للذهاب ومثلها للعودة، وهو رقم كبير بالنسبة للأهل عموماً خصوصاً الأهل الذين يمتلكون أكثر من طالب جامعي. كما تقول لـ”سناك سوري”.

لدى “هديل” شقيقة تدرس بالجامعة أيضاً، وتواجهان اليوم معضلة كبيرة، فإن بقيتا في السكن لن تكونا خالصتين من مصاريف الطعام وإن سافرتا كل أسبوع لن تكونا خالصتين من أجور النقل. كما تقول.

وتعتبر شريحة الطلاب الأكثر تضررا من رفع أجور النقل. كون غالبيتهم لا يملكون أي دخل سوى ما يحصلون عليه من عوائلتهم. في ظل واقع معيشي صعب يجعل من غالبية السوريين بالكاد يحصلون على طعام يومهم.

زر الذهاب إلى الأعلى