أخر الأخبارالرئيسيةشباب ومجتمع

منصور أبو خير لم يتمكن من صعود الأدراج فصعد سلم النجاح  

بدون دروس خصوصية .. منصور دفع كرسيه المتحرك ووصل إلى شهادة التعليم الأساسي

بيدين واثقتين دفع “منصور أبو خير” عجلات كرسيه المتحرك نحو حلمه بالنجاح فكان له ذلك بعد طول تعب ومشقّة على مدار العام لينال شهادة التعليم الأساسي بمعدل 2290 علامة.

سناك سوري _ رهان حبيب

مضت شهور العام بينما كان “منصور” يتجاوز بعناء طرقات بلدته “قنوات” الوعرة من أجل الوصول إلى مدرسته. ويقول في حديثه لـ سناك سوري أن أجمل بداية في عامه السادس عشر أنه نجح في نيل الشهادة. رغم معاناته في الطريق إليها مع حبه للدراسة. إلا أن الوصول إلى المدرسة لم يكن هيّناً لا سيما في أشهر البرد والصقيع.

وأضاف “أبو خير” أن البرد كان يتعب يديه اللتين كان عليهما دفع الكرسي المتحرك من أجل الوصول للمدرسة. وفي حال تعذر ذلك عليه فقد كان يتعطّل عن الدوام. أو يضطر والده لحمله من أجل إيصاله لتلقي الدروس التي لم يكن لديه فرصة لتعويضها.

اضطر أهل “منصور” لتأخيره عاماً في صفه الأول لظروف صحية. ترافقت مع قصور وشلل الأطراف السفلية وضعف بالسمع. لكنهم حرصوا على متابعته رغم صعوبة الحركة والأعباء التي تترتب على ذلك، وهو وحيد لوالديه اللذَين نذرا الوقت والجهد لمساندته في متابعة مسيرته التعليمية.

النجاح بدون دروس خصوصية

حالت الظروف المعيشية لعائلة “منصور” من تسجيله في معاهد خاصة للحصول على دروس خصوصية. رغم محاولات والدته البحث عن مراكز بأسعار مقبولة لكنها لم تنجح في ذلك.

وعن ذلك يقول “أبو خير” « كان رسم التسجيل في المراكز التعليمية مرتفع جداً. والدي مزارع وأمي ربة منزل وفي حال توافر الرسم كانت لدي مشكلة كبيرة بالصعود إلى هذه المراكز واجتياز الأدراج. وكل ذلك يحتاج لكلف باهظة لم تكن مؤمنة».

لكن الشاب تغلب على نقص الدورات بالدراسة والجهد المضاعف. وانتصر على ضعف السمع بالاقتراب من المدرس خلال الحصة. مستفيداً من اهتمام الكادر التدريسي في مدرسته “منير قصوعة” في بلدة  “قنوات” الذين قدموا له العون والاهتمام ليتمكن من اجتياز امتحان شهادة التعليم الأساسي بنجاح كبير. ما خلق لديه شعوراً بالتقدير والاحترام لمدرّسيه وفق حديثه.

“أبو خير” يستعد للدراسة الثانوية لكن فرحه بالنجاح لا يشغله عن هم كبير ينتظره للوصل إلى مدرسته باحثاً عن فرصة للحصول على كرسي كهربائي يعفيه من تعب اليدين وجهد مرهق للتنقل. متمنياً الحصول على دعم ليحقق حلم الحصول على الشهادة الثانوية وإكمال دراسته التي يعتبرها طوق النجاة للحصول على عمل أو أي فرصة تضمن له المستقبل.

ويروي “حمود أبو خير” والد “منصور” لـ سناك سوري أنه وفي مرات عديدة. ولعدم توفر كرسي مناسب لتنقل ابنه اضطر لحمله على ظهره كي لا يشعر بالحزن بسبب درس فاته في مدرسته. وكان همه ووالدته إسعاده وتقديم الدعم الممكن ليحقق النجاح الذي حلم به وبذل كل ما لديه لتحقيقه».

ويضيف “حمود” أن سيدة فاضلة من القرية قدمت لهم كرسياً بخدمات متواضعة استعمله زوجها الراحل. معرباً عن شكره لها في وقتٍ يحتاج ابنه “منصور” لكرسي حديث كلفته ملايين الليرات التي يعجز عن تأمينها. موضحاً أن ابنه لم يتراجع عن حلمه وسهر وتعب طوال العام للحصول على الشهادة. مؤكداً أن حلم العائلة وصول ابنها للشهادة الثانوية.

والدة “منصور” التي تثق بذكاء ابنها توقعت مجموعاً أكبر. لكنها في ذات الوقت تعرف الظروف الصعبة التي مرت العائلة بها خلال العام. وتتمنى أن تهيأ له ظروف أفضل للاستمرار وتحقيق حلمه بالدراسة والوصول إلى الجامعة.

زر الذهاب إلى الأعلى