الرئيسيةيوميات مواطن

طابور الاكتئاب.. أطول طابور بالبلد

"رسالة الاكتئاب" عالبطاقة الذكية.. قولكم شو رح يعطونا فيها؟

“دوري اكتئب”، قلتها لصديقة خلال محادثة ماسنجر سريعة ليل أمس، لتباغتني القول: “أطول طابور بالبلد صار”، ثم دخلنا في موجة ضحك هستيرية، جسّدناها بذاك السمايل “أبو دموع هارة من الضحك”، وفي داخلنا نار واحدة جففت حتى دمع التعبير عنها.

سناك سوري-رحاب تامر

لا خلاص إذاً يا صديقة، تستمر المحادثة الليلية وعوض البحث في أمور الأطفال وتربيتهم، بحثنا في أمور البحث عن عمل براتب لائق، فرصة لا نجدها هنا على الإطلاق، ولا سبيل حتى “لشقفة فيزا” تبحر بنا بعيداً لنعيش تجربة الحنين “المرّ”. تخيلوا “حابين نتمرمر بالغربة بس مرمرة الغربة ما حبتنا”.

أطول طابور بالبلد صار طابور الاكتئاب، لا أحد يكترث، إلا كما اكترث من قبل بطوابير المازوت والبنزين والغاز، لو أنهم يخلقون رأياً عاماً حوله في فيسبوك، لربما يبتدعون لنا “رسالة الاكتئاب”.

ماذا قد يمنحونا بتلك الرسالة؟، لربما 5 أرغفة إضافية من الخبز، أو نصف كيلو سكر ومثله من الأرز، وحتى “تعباية غاز صغير”، و”تعباية طاسة صوبيا لمساء واحد”، أو تعباية 4 ليتر بنزين تكفي لمشوار قصير. بالتأكيد لن تكون الرسالة عبارة عن علبة “نوتيلا” صغيرة، لأنها تدخل البلاد بطريقة غير شرعية (وكلو إلا الشرع والقانون).

تعالوا نقترح على الحكومة، ونطلق العنان لخيالنا قليلاً، حول ماذا يمكن أن تتضمن “رسالة الاكتئاب”، شخصياً أفضل أن تكون جواز سفر وفيزا، (يا إلهي لو تظبط)، فأحلام “جودي أبو خمس” ليست بأكبر من أحلامي أنا المواطنة السورية القابعة بكل صمود في أرض وطنها.

“تعبت لكن لا سبيل إلا للصمود” قلت لها وانطلقنا في موجة ضحك هستيرية جديدة باستخدام سمايلات “أبو دموع هارة”، ما لبثت أن قطعتها لأقول لها أن ما يدفعني للصمود والبقاء واقفة، ليس خطاباتهم الرنانة، بل وجود أطفالي أولئك الذين لا يمكن أن أهوي أمامهم، فما ذنبهم إن كنت قد قررت إنجابهم هنا؟.

اقرأ أيضاً: سوريا: تسجيل حالات قلق واكتئاب بين طلاب المدارس بدءاً من الصف الأول

زر الذهاب إلى الأعلى