الرئيسيةحكي شارعقد يهمكيوميات مواطن

اللاذقية.. من يتصرف قبل أن تحل الكارثة في مدينة الملاهي!

مدن الملاهي.. الخطر يهدد الأطفال نفسياً وجسدياً والرقابة كالعادة في “سابع غفوة”!

سناك سوري- خاص

لا تبدو قلة النظافة أو ربما انعدامها أكثر ما تعانيه بعض مدن الملاهي في “اللاذقية”، خصوصاً حين يمس الأمر عامل الأمان عند الأطفال الذين يتوافدون إليها ويجربون ألعابها التي تفتقد لأدنى مستويات الأمان، ما ينذر بكارثة حقيقة قد نتنبه حينها إلى جدوى هذا الكلام، لكن بعد أن تكون المصيبة قد حلت بالفعل، وعسى أن يخيب طرحنا هذا.

في السفينة التي تجذب الأطفال الصغار وحتى الكبار، لا يوجد هناك أي أحزمة أمان في حين ترتفع عدة أمتار عن الأرض قبل أن تهبط من جديد وتواصل ارتفاعها، ولا قدر الله فإنّ الاطفال فيها معرضون للوقوع ولا يحميهم الآن سوى قدرة قادر، يقول “إبراهيم” لـ”سناك سوري”: «يضع الأهل أطفالهم في أحضانهم داخل السفينة في كل مدن الملاهي في اللاذقية على حد سواء، وهذا أمر خطر جداً، ففي حين أن السفينة مبنية ل ألا يقع منها الأشخاص، فإن وضع الأطفال في أحضن والديهم يلغي عامل الآمان هذا ويجعلهم عرضة للسقوط لا سمح الله، يزداد الأمر سوءاً في ظل وجود الشخص متجهم الوجه المسؤول عنها والذي يعتبر كارثة حقيقية حتى على الكبار فما بالكم بالأطفال».

يضيف: «هو غالباً شاب في مقتبل العمر يصرخ بالأطفال ويحرص على أخذ البطاقات منهم بطريقة دونية تجعلك تشعر وأن المسؤولين عن مدينة الملاهي ينظرون للأطفال على أنهم بطاقات متحركة لا أطفال بريئون، ناهيك عن طريقة حشرهم فوق بعضهم البعض في مكان أصلاً ليس آمن».

اقرأ أيضاً: مجموعة مسلحة تهاجم مدينة الملاهي خلال العيد!

ماذا لو ارتطم حامل منقل “جمر الأراكيل” بطفل في الزحام؟

تمسك “أحلام” يد أطفالها الثلاث بطريقة محكمة خوفاً عليهم من الضياع في زحام الملاهي خلال فترة العيد، وتسير بخطوات متناغمة مع الحشود فأي خطوة خاطئة قد تسقطها على الأرض، بالطبع هذا ليس كل ما تخشاه، توضح لـ”سناك سوري”: «في مدينة “النخيل” لألعاب الأطفال تحاول عبثاً الهروب من حامل منقل الفحم للأراكيل، إنهم موجودون في كل مكان، رغم الزحام وكثرة الأطفال فإنهم ينقلون المنقل معهم كأنه سطل ماء، حتى أنهم يضعونه في زاوية قريبة من القمامة والمارة غير مرئية لدرجة أن أي طفل ممكن أن يتعثر به ويتسبب الأمر بكارثة».

تود “أحلام” لو أنها تستطيع أخذ أطفالها في رحلة آمنة، لكنها تؤكد أن كل مدن الملاهي في المدينة مشابهة لبعضها البعض، فالجميع يهمه النقود وتحصيلها وسط غياب الرقابة، وهو ما ينذر بكارثة قادمة، بحسب تعبيرها.

بالنسبة لـ”لجين” فإن سوء التنظيم مشكلة أخرى لا تقل أذىً عن باقي المشكلات الكثيرة، تضيف: «حين ينتهي دور الأطفال في إحدى اللعب، وبدلاً من أن يكون هناك دور منظم بحسب البطاقات، فإن الأطفال مع أهلهم يركضون بطريقة مهينة ليحجزوا مكاناً لهم، إنه أمر سيء ويعلم الطفل أشياء ليست جيدة، أقلها عدم احترام القانون والوصولية وهو أمر سيء جداً جداً».

الأغاني الشعبية هي ما يؤرق “سماهر”، تضيف: «الأصوات العالية بتسببلك صداع حقيقي، فما بالك بالأطفال، هل من المعقول أن تأخذ طفلك الصغير جداً ليلعب في الملاهي فيقول لك إنه منزعج من الصوت العالي للبفلات والأغاني الشعبية، هل يعقل أن تستمع مع طفلك في الملاهي إلى “حبي دبي” أو غيرها من الأغاني المشابهة، لما لا يضعون أغاني خاصة بالأطفال الصغار بصوت مقبول وليس صاخب، نحن في مدينة ملاهي وليس حفل زفاف».

اقرأ أيضاً: إدلب: حرمان البنات فوق العاشرة من دخول مدينة الملاهي

علم النفس يرى أن هذه الأمور كارثة حقيقية على الطفل والمجتمع!

“سناك سوري” تحدث مع الأخصائية النفسية الاجتماعية “عبير عباس” حول الأمر ومدى خطورته على نفسية الأطفال حاضراً ومستقبلاً، تجيب “عباس”: «الزحام في الملاهي وخاصة أيام الأعياد يخلق جواً من الفوضى واللامسؤولية وهذا بدوره يؤدي إلى خلق العديد من السلوكيات العدوانية لدى الطفل تجاه أقرانه، مثل اندفاعه الطائش للوصول إلى اللعبة قبل سواه وكأنهم في حالة سباق وهو غير مدرك لمعنى “حق الآخرين”، أو غير قادر على تأجيل رغبته والانتظار بهدوء كي يأتي دوره في اللعب نتيجة الفوضى وعدم التنظيم، فهو يخشى إن لم يكن قادراً على انتزاع حقه في اللعب بنفسه ألا يتمكن من اللعب أبداً، ناهيك عن الحوادث التي يمكن أن يتعرض لها الطفل نتيجة التدافع، وهذا بدوره يخلق نوع من الخوف والتردد لديه مستقبلاً إزاء قضايا حياته المصيرية».

ومهما كانت نظرتنا الحالية بسيطة للأمر، فإن الزاوية التي يجب أن ننظر بها للموضوع عليها أن تكون أشمل لمصلحة أولادنا أولاً وأخيراً، تضيف “عباس”: «هذه الفوضى والتسابق يعززان لدى الطفل مجموعة من القيم السلبية والتي تؤثر في تكوين شخصيته لاحقاً كعدم احترام حق الآخرين، وعدم قدرته على الصبر وإدارة الذات، والتمركز حول الذات والمصلحة الشخصية التي يخشى أن ينتزعها منه أحد أو يحرمه منها ..وهذا ما سيعرّضه مستقبلاً إلى الكثير من المشكلات مع أفراد أسرته ومحيطه الاجتماعي عندما تتصادم رغباته مع رغباتهم، ناهيك عن خطر هذا الأمر في المجتمع الذي يعيش به الطفل والذي لابد وأنه سيتأثر كثيراً بوجود هذا النوع من الأشخاص».

مجمر الفحم بالقرب من القمامة
الأطفال يمرون من أمام مجمر الفحم والزحام قد يخلق كارثة!
الأراكيل في مدينة الملاهي!
التدافع للحصول على دور في اللعبة بدون أدنى تنظيم!

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى