الرئيسيةرأي وتحليل

بثينة شعبان: البيئة العربية باتت طاردة للإبداع والمبدعين

المستشارة الرئاسية تدعو إلى وضع سياسات تستقطب من غادر وتحافظ على من بقيّ

قالت المستشارة في الرئاسة السورية، “بثينة شعبان”، إنه وبإلقاء نظرة سريعة على حركة التقدم، في عينة عشوائية من الدول والشعوب،. نجد أن الدول التي حققت تقدماً ومكانة على الساحات الدولية والإقليمية، «هي الدول التي أبدعت وأنجزت وتفوّقت في إنتاج أبحاث العلوم والفكر في المجالات كافة،.وهي نفسها الدول التي استثمرت أيما استثمار في فكر الإنسان المبدع، ووفّرت له كلّ وسائل التميّز والإنتاج».

سناك سوري-متابعات

وخلال مقال لها عبر موقع قناة الميادين، تحت عنوان “في البدء كانت الفكرة” نشر اليوم الإثنين، أضافت “شعبان”، أن «الولايات المتحدة الأميركية، -على سبيل المثال لا الحصر- تحصد كل عام أغلب الجوائز في البحث العلمي في مجالات مختلفة، وتحصد أكبر عدد من الجوائز العلمية والفكرية، وتقود فعلاً في هذه المجالات، ذلك أن الولايات المتحدة انتهجت، ومنذ عقود، سياسة استقطاب الأدمغة من كل دول العالم، وتقديم جميع المغريات والتسهيلات لهم، ليتمكنوا من استثمار وقتهم كاملاً في الإبداع والإنتاج وإتحاف العالم بنتائج ابتكاراتهم. وما نهضة الصين وإيران والهند مثلاً إلا لتأكيدها الأساسي والدائم لأولوية الإبداع الفكري في تحقيق تقدّم شعوبها ومنعة بلدانها».

اقرأ أيضاً: بثينة شعبان: الضخ الإعلامي ضد روسيا يذكر بالضخ الإعلامي ضد سوريا

“شعبان”، اعتبرت أنه بالإضافة إلى القيمة الفكرية لتلك الحالة، فإنها تشكل تجارة رابحة، وقالت: «لأن الإنتاج الفكري المبدع باهظ الثمن،.ولا يمكن أن يستغني عنه أحد على هذا الكوكب أو يستخفّ بدوره. ونلاحظ أن أغنى أغنياء العالم اليوم، هم من طوّروا أفكاراً فأصبحت خدمات تقنية،.ووسائل اتصالات، وأساليب حياة غيّرت مجرى حياة البشر، واستبدلت ثقافتهم بثقافتها، وأصبحت “لزوم ما يلزم” للبشر،.وتكاد تكون طبيعة ثانية لهم. ونلاحظ اليوم أن من يبدع ويطوّر في هذه المجالات يقود سفينة البشرية حيث يشاء،.ومن بقي متخلفاً عن الركب نسيه الركب والمستقبل الموعود».

من يبدع ويطوّر في هذه المجالات يقود سفينة البشرية حيث يشاء.ومن بقي متخلفاً عن الركب نسيه الركب والمستقبل الموعود-المستشارة الرئاسية بثينة شعبان

“شعبان”، واستنادا لحديثها السابق، رأت أن الأمة العربية اليوم، الأقل إنتاجا للفكر والإبداع بين الأمم، وحتى أنها أقل اهتماما بالمفكرين والمبدعين والخلاقين،.وتابعت: «بل أصبحت البيئة العربية طاردة للإبداع والمبدعين مذ أحرقت كتب ابن رشد، وقُتل العلماء الكبار الذين نفخر بهم اليوم،.ولا برهان على ذلك أوضح من أن شباب العرب من المغرب إلى العراق يكبرون على حلم مغادرة بلاده،.وإيجاد فرصة عمل أو إبداع في مجتمع آخر أو دولة أخرى».

ورأت أن العرب دخلوا في حلقة مفرغة منذ قرون، «إذ كلما هاجرت الكوادر القادرة على الخلق، شحّ الإنتاج الفكري والمساهمة على الساحة الإبداعية،.وكلما قلّت هذه المساهمة ونضبت الموارد البشرية، ازداد الواقع تخلّفاً وعجزاً عن إصلاح نفسه؛ إذ لا حضور اليوم في العالم لمراكز أبحاث عربية، ولا لجامعات عربية،.ولا لمبدعين عرب، إلا لمن نسبوا أنفسهم إلى بلدان أخرى وحملوا اسمها وجوازات سفرها ووضعوا إبداعاتهم في خدمتها».

أصبحت البيئة العربية طاردة للإبداع والمبدعين- المستشارة الرئاسية بثينة شعبان

الحل الوحيد للخروج من هذا الواقع، وفق “شعبان”، هو «إعادة الاعتبار إلى الفكر والإبداع، وفي وضع سياسات واستراتيجيات تستقطب من غادر وتحافظ على من بقي وتوفّر الشروط الأساسية، التي لا بدّ منها للإبداع والتميّز والعطاء الخلّاق».

ورأت أن «الفكرة الأساسية التي يحتاج إليها هذا المسار هي الاتفاق عليه أولاً، والجزم والقناعة بضرورته، ومن ثمّ، وضع الرؤى والإستراتيجيات والخطوات القادرة على تحقيق هذا الهدف. وهذا ليس صعباً أبداً إذا ما توافرت القناعة والإرادة، فالأمة العربية ولّادة للمبدعين على مرّ التاريخ، وهم مازالوا موجودين وقادرين على تحقيق هذا الطموح، الذي أصبح فعلاً ضرورة لابدّ منها، ولنتذكّر دائماً أن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة».

اقرأ أيضاً: بثينة شعبان: هذه المرحلة تتطلب منا التحلّي بالوعي والتفكير والإدراك

زر الذهاب إلى الأعلى