إقرأ أيضاالرئيسيةقد يهمك

معركة الأخوة في قرية تل شهاب: قصة دجاجة مفقودة وتصالح مؤثر

استيقظ المواطن (ممدوح .ب) في بلدة تل شهاب التابعة لمحافظة درعا على اتهامات جاره له بسرقته لدجاجته “الهولندية” المدلّلة. فهي آخر ما تبق له من الدنيا. والتي ستشعل فتيل معركة الأخوة

سناك سوري – شادي بكر

احتّد النقاش حين تنكّر المواطن للجريمة. صحيح أنه يحبذ أكل الدجاج “بالمليحي” (وهي أكلة شعبية في درعا) لكن ليس لدرجة أن يشتهي دجاجة جاره (فهو ليس جودة أبو خميس). اعتماداً منه على المثل القائل أن “الدجاجة التي تكاكي كثيراً لا تبيض ولا تكسب لحماً”. لكنه لم يعلم أنه برده هذا على التهمة قد جرح شعور جاره المحزون. فما كان من هذا الأخير وفي لحظة عصبية إلا أن أمسكه من ياقة قميصه وجرّه إلى الشارع العام لينهال عليه بالضرب والسباب والشتيمة. وما هي سوى لحظات قليلة حتى تجمّع العشرات من كلا أقارب الطرفين على مبدأ (أنا وأخي على ابن عمي. وأنا وابن عمي على الغريب). لتعلو الحارة بعدها بشعارات (الفزعة ) و(الموت ولا المذلة) .

بعد مرور ساعات من الصراع ووقوع عدد من الجرحى بين الطرفين. تدخّل بعض الوجهاء في المنطقة لحل القضية درءاً للفتنة. وعليه تم تعويض الجار المحزون بخسارته. وتطييب نفس المواطن المجني عليه. ومن ثم – وعن رضى – تم (تبويس اللحى) للمتخاصمين .

وحين حلّ المساء وبينما انكفئ الجار على حزنه وإذ بدجاجته تعود من رحلة البحث عن طعامها. سارع إليها. أمسكها. واحتضنها بحنان وكل من رآه قال في سره “كم هو حنون“.

نامت الدجاجة قريرة العين مرتاحة المعدة بعد يوم شبعت فيه من طعام البراري. وشبعت قرية تل شهاب من معركة الأخوة من أجل دجاجة.

يذكر أن هذه المعركة وبحمد الله تعالى انتهت بأقل الخسائر ولم يستخدم فيها السلاح الثقيل. وهي بذلك تسجل كواحدة من أقل معارك الأخوة خسائر في محافظة درعا.

اقرأ أيضاً: درعا: هجوم على عناصر شرطة مكلفين بحراسة مركز امتحاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى