الرئيسيةرأي وتحليل

مشاريع الصمود والتصدي.. ليس بالسوشي وحده يحيا المواطن السوري

وانتم توفرون مشاريع صحون السوشي.. تذكروا توفير مشاريع صحون الخبز

اشتعلت الأضواء تدريجياً في المكان بشكل صارخ، الثريات والبلجكتورات الضخمة تعمل معاً، كتلة هائلة من الأضواء في المكان دون انقطاع، في بلد يقال أنه يعيش أزمة طاقة.

سناك سوري _ زياد محسن

معدات الصوت تم اختبارها مراراً، وفي الداخل كان فريق العمل داخل المطبخ يعمل كخلية نحل من أجل تقديم صحون “السوشي” للضيوف، حين تحرّك أحدهم قبيل الغروب وهمس بإذن مديره « كل شي جاهز معلم».

جاءت الحشود مبتسمة، فساتين وبدلات فخمة، ساعات باهظة، مجوهرات تثقل الأعناق، والكثير من الألوان، لتبدأ حفلة الصخب والطرب والأضواء لأصحاب “صحون السوشي”.

على بعد أمتار من المكان، كان جمعٌ من الفقراء يفترشون الأرض على جانبي الرصيف، بحثاً عن نسمة هواء في حرّ الصيف، لأن بيوتهم لا تملك كهرباءً كهذه التي يشاهدون أضواءها، ولأن مداخيلهم لا تسمح بارتياد المطاعم والمقاهي، فهم ليسوا من أصحاب “صحون السوشي”.

تجول الكاميرات بين أصحاب المناصب والمشاهير وسواهم من متناولي “السوشي” فيحدثونها عن الانتصار والصمود وقدرة الحياة وإعادة الإعمار، يتحدثون بثقة من خاض المعارك وعاش الأزمات وتحمّل وعانى ثم خرج منتصراً، هل جرّبوا تقنين الكهرباء يا ترى؟ هل حملوا بيدونات الماء حين انقطعت عن المدينة؟ هل تحمّلوا قرارات رفع الأسعار المتتالية؟ فعلاً ما أجمل الانتصار والصمود.

العدسات لا تصوّر من في الخارج، لا يسألهم أحد عن عودة الحياة، فقد ذهبت دون عودة، ولا عن الصمود فقد دفعوا ثمنه ليهنأ به أصحاب “صحون السوشي”، ولا عن الانتصار فقد هزمهم تناقض هذه البلاد.

لم يعد غريباً أن نشهد افتتاح مشروعٍ تلو آخر يقدّم خدماته لأصحاب “صحون السوشي” فقط، فهم على ما يبدو أصبحوا سكاناً أصليين ودونهم عابرون، لم يعد غريباً أنها أصبحت بلاد أصحاب “صحون السوشي” والبقية يفترشون الأرض.

اقرأ أيضاً:حرامي الميتينات.. يلّم الأجرة بباص النقل ثم يفر هاربا بها

زر الذهاب إلى الأعلى