حرية التعتيريوميات مواطن

“اللاذقية”: أهالي يتركون منازلهم بسبب انقطاع المياه

«عالم تركت بيوتها بسبب الإرهاب، وعالم بسبب الحرب، ونحنا تركنا بيوتنا كرمال المي..»

سناك سوري – خاص

«اضطريت اطلع عالضيعة، لعند أهلي، لأن ما في عندي ولا نقطة ماء» بهذا تبدأ “وداد” شكواها بسبب انقطاع  المياه عن الشارع الذي تسكن فيه، الواقع مقابل مشفى “العثمان” الجراحي، قبل نزلة الجامع..

“وداد” ليست الوحيدة التي اضطرت لترك منزلها، بل فعلت ذلك معظم العائلات في البناء الذي تقطن فيه، والذين أرسلوا لـ “سناك سوري” شكوى مكتوبة بخط اليد وموقعة بأسمائهم، يشرحون فيها معاناتهم الشديدة التي لم تلق أذنا صاغية من مؤسسة المياه.

وفي التفاصيل فإن معاناة السكان هناك بدأت منذ شهر  ونصف، حيث كانت المياه تأتي ولكنها ضعيفة، ولا تصل إلى الخزانات الموجودة على أسطح البناء، ما اضطرهم لشراء المياه من صهريج أتى إلى الشارع، وبقي يبيع المياه على مدار الساعة لثلاثة أيام مقابل 3000 ليرة لكل خزان سعة 5 براميل، كما جاء في الشكوى.

الأهالي وعلى صعوبة تلك الفترة ولكنهم ربما يشتاقون إليها، عندما بدأ الفصل الثاني من معاناتهم وهو الأشد، حيث انقطعت المياه بشكل كامل، منذ 7/1 /2019، وحتى اليوم 2018/7/6، لم تصل إليهم قطرة مياه واحدة، ما اضطر معظمهم إلى الرحيل عن بيوتهم، واللجوء إلى منزل الأهل أو الأقرباء، إلا من استمر في شراء مياه الصهاريج.

«عيب إنو تنقطع المياه بهالجو الحار، بعد ما غرقت “اللاذقية” بمياه الأمطار في الشتاء الماضي، نص سكان البناية تركوا بيوتن، يعني العالم هجت بسبب الحرب، وعالم هجت بسبب الإرهاب، بس نحنا نضطر نترك بيوتنا بسبب المياه، هيدا أمر غير مقبول» تضيف السيدة التي تضطر لدفع 5 آلاف ليرة عندما تذهب وتعود إلى قرية أهلها البعيدة، والتي لا تتوفر فيها وسائل نقل عامة بشكل دائم، ما يضطرها للذهاب بسيارة خاصة، إضافة للوقت الكبير الضائع على الطرقات.

اقرأ أيضاً: “اللاذقية”.. غزارة الأمطار وامتلاء السدود لا يكفي لروي ظمأ أهالي المحافظة!

لجوء الأهالي للإعلام جاء حسب قولهم بعد يأسهم من الشكوى التي تقدموا بها إلى مؤسسة المياه، والتي قوبلت بلا مبالاة وعدم اكتراث، حيث دائماً ما يأتي الجواب بأن المياه موصولة، وليس هناك أي مشكلة، ( والسمكات عم تسبح بالمي)، بالرغم من معاناتهم الشديدة منذ بداية فصل الصيف الحار، مع 5 كتل سكنية أخرى في الشارع نفسه، كما قالوا .

الشكوى برسم المسؤولين في مؤسسسة المياه، الذين ندعوهم لوضع أنفسهم مكان تلك العائلات، هل سيتحملون انقطاع المياه عن أطفالهم مدة أسبوع كامل، بالتأكيد لن يكون الجواب في تلك الحالة أنه لا مشكلة هناك، وأن المياه تصل إلى المنطقة، فهل يصغون إلى نداء المواطنين، الذين اضطروا لدفع ثمن مياه شربهم، وكأنهم يعيشون في صحراء قاحلة، وليست في المدينة التي وصفها وزير الموارد المائية بأنها مدينة المياه ويجب ألا تعطش، عندما زارها في شباط الماضي.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى