الرئيسيةرأي وتحليل

بثينة شعبان: المسار الليبرالي الغربي يشوّه الطبيعة الإنسانية

المستشارة الرئاسية بثينة شعبان تتحدث عن أمر غريب وخطير "يدق ناقوس الخطر"

اعتبرت المستشارة الرئاسية “بثينة شعبان”، أن تصويت دول مثل “إيطاليا” و”النمسا” على قرار روسي يدين تمجيد النازية بالرفض. أمر مستغرب وخطير كونه يدق ناقوس الخطر، بأننا نشهد تدمير كل الخطوط الحمراء المبدئية والعقلانية والإنسانية.

سناك سوري-متابعات

وأضافت “شعبان” في مقال لها تحت عنوان “تحديد المسار” نشرته صحيفة الوطن المحلية، أن الحدث السابق ليس الوحيد الذي يدعو للتساؤل المعمق عن وجهة العالم اليوم. فمن وقت قريب صوتت الجمعية العالمية بأغلبية 185 صوتاً على إدانة استمرار الحصار على كوبا، والمطالبة برفعه. وهو التصويت الذي يمثل إجماعاً من الأسرة الدولية لرفع الظلم عن الشعب الكوبي على حد تعبير المستشارة.

“شعبان” رأت أن الخطير في هذين المثالين، هو أن «الأسرة الدولية والأمم المتحدة بشكل خاص تعاني منعطفاً خطيراً في أدبياتها وفي هيبتها وفي قدرتها على الحفاظ على الحدّ الأدنى من مسار منطقيّ لما سموه بعد الحرب العالمية الثانية الشرعية الدولية. وهذا يعني بالطبع أنّ النظم والأساسيات التي اتفقت الأطراف على إرسائها بعد الحرب العالمية الثانية تتعرّض لهزّة عنيفة نتيجة مخاض صعب يخوضه العالم برمّته بغية التوصّل لشكل مقبول لنظام عالميّ ذي مصداقية ينال احترام الدول».

المستشارة بثينة شعبان: الأمم المتحدة تعاني منعطفاً خطيراً في هيبتها

وأضافت أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، ربما تكون الشرارة التي أطلقت المسار العالمي الجديد، رغم أن المخاض بدأ منذ عام 2014.

واعتبرت أن الغرب يحاول اليوم الحفاظ على حالة استنزاف هادئة لروسيا، كذلك لأي تحرك قد يؤدي إلى تغيير قبضة الهيمنة الغربية على مقدرات وقرارات الدول.

وأضافت أنهم يخوضون حرباً فكرية إعلامية ومفهوماتية للإبقاء على السطوة الغربية في أذهان الأجيال. وقالت: «وإلا فما الذي يعنيه أن يتّخذ البرلمان الأوروبي قراراً يقضي بأنّ روسيا دولة راعية للإرهاب؟ وما أهمّية وترجمة هذا القرار على أرض الواقع سوى إظهار هيمنة غربية في تصنيف الدول وتوزيع شهادة سلوك لمن يريدون، وإدانة من يشاؤون وكأنّ أحكامهم قدرٌ وواجبة التنفيذ على أرض الواقع، مع أنها في كثير من الأحيان لا تتجاوز الفقاعة الإعلامية التي ولدتها».

“شعبان” تحدثت عن النفاق الغربي، وضربت العديد من الأمثلة عليه، من بينها كيف تدعو ألمانيا لمنع التصعيد مع روسيا، وفي الوقت ذاته تدعو لتزويد أوكرانيا بالأسلحة لمحاربة روسيا.

وأضافت المستشارة “بثينة شعبان” أن «المسار الليبرالي الذي ابتدعه الغرب الإمبريالي ويروّج له، والذي يشوّه الطبيعة الإنسانية ويضرب عرض الحائط بالصفات الإنسانية العفوية لتحلّ محلّها سلوكيات ومفاهيم ما أنزل الله بها من سلطان، أقلّ ما يقال عنها أنها شيطانية، يضيف أيضاً إلى انكشاف حقيقة الغرب الاستعماريّ في أعين وأذهان كلّ من يتمتّع بسليقة طبيعية لا يعتريها أيّ تشويه».

وفي ختام مقالها رأت أن كل التحركات العسكرية والدبلوماسية والفكرية، تهدف إلى تثبيت هيمنة الغرب الاستعماري. على قرار الأسرة الدولية، لكن «أول الغيث قطرة، وقد بدأت قطرات عدّة على المستوى العالمي من موقف روسيا إلى الرؤى التي تقدّمها الصين إلى المناورات الصينية الروسية المشتركة، إلى انكشاف حقيقة التضليل الإعلامي والمفهوماتي الذي مارسه الغرب على مدى عقود إلى انفضاح الأوهام التي يضعها الغرب عند كلّ مفصل ومناسبة ستؤدي في النهاية إلى مسار لعالم متعدّد الأقطاب يساهم الضمير الإنساني في صياغته على أسس الاحترام والمصالح المتبادلة بعيداً عن الهيمنة والحروب».

اقرأ أيضاً: بثينة شعبان: شام البكور لقّنت المهزومين والمتنكرين للغتهم درساً نبيلاً

زر الذهاب إلى الأعلى