الرئيسيةشخصيات سورية

أمضى 15 عاما وزيراً للاقتصاد.. وفاة محمد العمادي

وزير حصار الثمانينيات.. وأحد منفذي استراتيجية الاكتفاء الذاتي

نعت الأوساط الاقتصادية في سوريا، وزير الاقتصاد السوري الأسبق، “محمد العمادي”، الذي أمضى في منصبه 15 عاماً،.من بينها حصار الثمانينيات، وكان أحد منفذي استراتيجية الاكتفاء الذاتي في البلاد.

سناك سوري-دمشق

“العمادي”، الذي يحمل إجازة في كلية الحقوق، وماجستير ودكتوراه من جامعة نيويورك الأميركية، من مواليد 1933،.وكان يشغل قبل وفاته رئيس مجلس أمناء الجامعة العربية الدولية في “سوريا”.

في لقاء سابق لـ “العمادي” مع موقع عكس السير عام 2011، تحدث عن الأزمة المعيشية الخانقة في البلاد ثمانينيات القرن الفائت،.والتي دفعت الحكومة لخلط القمح والشعير كما قال.

يروي الوزير الراحل، في اللقاء ذاته كيف «كان الوضع الاقتصادي في غاية الصعوبة، فبصرف النظر عن العقوبات التي كانت تفرضها بعض الدول،.كان الاقتصاد يعاني صعوبة وديون ثقيلة، لدرجة أننا سددنا بعض ديوننا بالفوسفات وبالغنم وبالخضار والفواكه».

الأزمة الخانقة التي شهدتها “سوريا” في تلك الفترة، نتيجة العقوبات والحرب حينها، رأى الاقتصادي السوري الراحل، أن لها أسبابا ذاتية تتعلق “بنا”،.وفي مقدمتها «عدم التقيد بالتخطيط الشامل، وضعف المتابعة.، وتضاؤل الشعور بالمسؤولية، وعلى ذلك عدم توظيف مجمل الإمكانات المتوفرة في البلاد بصورة صحيحة».

محمد العمادي
اقرأ أيضاً: بين موسكو ودمشق كيف تمت مواجهة العقوبات الغربية

في أواخر عام 1987، وصلت الأزمة إلى لقمة الخبز، وتلقى “العمادي” اتصالا من زميله وزير التموين، يخبره أن مخزون الطحين والقمح لا يكفي لأكثر من عدة أيام،.ويضيف أنه تمكن من خلال علاقاته واتصالاته، من الحصول على باخرة قمح كانت متجهة نحو دولة أخرى، وتحويلها إلى الموانئ السورية.

ونظراً لقلة الكميات وصعوبة الحصول على القمح حينها، اقترح “العمادي” خلط القمح بالشعير، بنسبة 20 بالمئة،.ومع رفض المقترح، قال الوزير الراحل إنه يتحمل مسؤولية اتخاذ مثل هذا القرار، كونه الحل الوحيد لتأمين الخبز للناس،.وتوسعت الأزمة حينها لدرجة أن بعض السفارات السورية في الخارج كانت مهددة بقطع الكهرباء،.والهاتف وإخراجها من المقرات المستأجرة بسبب قلة التمويل.

في لقاء آخر مع موقع المجرة عام 2011 أيضا، قال الوزير الراحل، إنه ومنذ اليوم الأول الذي استلم فيه منصبه، تولدت لديه قناعة بأنه قادر على التغلب على الأزمة، متحدثاً عن صعوبات واجهته من جهات رأت أن قراراته لا تنسجم مع الاشتراكية، إلا أنه استمر في عمله حتى «وصلنا لقانون الاستثمار رقم 10 عام 1991، وفيه حققنا نجاحاً تمثل بارتفاع معدّل الاستثمار إلى نسبة 36%».

لا يجد “العمادي أي تشابه بين أزمة الثمانينيات والأزمة الحالية، حيث أغلق العالم الخارجي على “سوريا” جميع الأبواب،. بخلاف الأزمة السابقة التي كانت “سوريا” هي من أغلقت الباب على نفسها.

يقول “محمد العمادي” في اللقاء ذاته، إن السياسات الزراعية الناجحة التي تم تطبيقها في الأزمة السابقة.، وحققت اكتفاءاً ذاتياً من القمح، يمكن تطبيقها اليوم من خلال إعادة استصلاح الأراضي وإعطاء الفلاح محفزات للعودة للإنتاج.

الوزير الراحل، كان يرى بأن أكثر الأمور أهمية إشراك الناس في الخروج من الأزمة.، عبر تحفيز هممهم واستقبال مقترحاتهم، وتشجيعهم على المشاركة في المشاريع.

اقرأ أيضاً: بين عقوبات الثمانينيات والعقوبات حالياً.. معقولة أبي أنجح من زوجي؟
زر الذهاب إلى الأعلى