الرئيسيةسناك ساخر

من قوانين النساء النمطية في سوريا: ما بيصير تنامي قبل ما تجلي!

مشكلة عويصة تواجه سيدة: طنجرتي الستانلس ستيل بطلت تلمع!

تنساق غالبيتنا خلف قوانين النساء النمطية في سوريا. تلك التي من الواضح أن من شارك بوضعها وترسيخها المجتمع الذكوري ككل. الذي كان السبب لتعتقد النساء أن مهمتها في الحياة لا تتجاوز جدران منزلها في مرحلة زمنية سابقة ربما.

سناك سوري-مستهترة بعمل المنزل

“ليش ناشرتيهن هيك”، مع ضحكة عميقة تحاول إخفاءها بطريقة أنثوية عبر وضع يدها على فمها. تحاول جارتي منذ عرفتني قبل نحو 10 سنوات، أن تُفهمني بأن طريقتي بنشر الغسيل على الحبل في الخارج غير مرتبة. لكني للأسف لم أكترث لها حتى اليوم.

لم تيأس أو تملّ ولم أعبّر لها عن امتعاضي من السؤال الذي لا يثير غضبي عموماً، بقدر ما يثير في داخلي شفقة كبيرة على العديد من النساء من حولي. هل حقاً يجب علينا ترتيب الغسيل على المنشر “ليحكوا علينا ويقولوا إننا مرتبات”. حسنٌ ماذا قد يحدث إن كنا “غير مرتبات”؟.

أجاوب جارتي بكثير من المزاح بسؤال آخر، “يعني الغسيلات ما بينشفوا إذا ما كانوا منشورين بطريقة مرتبة”. ثم أتركها تحدثني عن واجبات النساء وكيف يجب أن يبدعنَ بها. قبل أن أباغتها بسؤال جديد، “ومين قلك إنو الغسيل من واجبات النساء”. لتنهي الحديث بعبارة: “رح تتركي زوجك يغسل وينشرن يعني، شو هالعيب”.

للأسف مهما حاولت أن أخبر جارتي تلك، بأني أنشر الغسيل بطريقة عشوائية سريعة لأعود إلى مزاولة عملي خلف اللابتوب. لأساعد عائلتي في المصاريف الكبيرة، فإنها لا تقتنع، وترمي كل ما تحدثت عنه بجواب واحد متكرر منذ 10 سنوات: “مع هيك ما بيصير تنشريهن كيف ماكان وتخلي الجيران يحكوا عليكي”.

ولأتجنب حديث الجيران الذي تهابه جارتي الودودة، عليّ نشر السراويل بجانب بعضها البعض، دون أن أنسى مراعاة تنسيق الألوان وطول حجم القطعة. بمعنى يجب ألا أضع سروال لزوجي وآخر لطفلتي ثم واحد لي، بل عليّ وضع سراويلي وسراويل زوجي أولاً. ثم سراويل الصغار لأتأكد من تناسق الطول.

في الحقيقة مجرد الكتابة لشرح المهمة صعب جداً وأراه غير مثمر تقريباً، فما بالكم بالالتزام بتلك القواعد. التي وضعتها للأسف نسوة تُحب أن يقال عنها “ست بيت ممتازة”.

من قوانين النساء النمطية في سوريا

“ست البيت الممتازة”، عليها كذلك ألا تنام وداخل مطبخها قطعة جلي واحدة. هكذا تخبرني جارتي وتؤكد عليّ القيام بالمهمة على أتم وجه. ثم أسألها “يعني بيطير الجلي إن شالله إذا تركناه للصبح”، وتخبرني أن الرجال “بينتبه” (كتر خيره)، وقد يدخل المطبخ ليشرب وبالتالي يجب عليه رؤيته نظيفاً طيلة الوقت.

للأسف هذه الجارة تعبّر عن نساء كثيرات داخل مجتمعنا، التقيت إحداهنّ مصادفة في فيسبوك حيث كانت تستنجد بالناشطات في المجموعة. أن يخبرنها كيف تُلمع طنجرة الستانلس ستيل التي باتت سوداء بعد غلي القهوة المُرة بها. ومرة أخرى وجدت نفسي أمام جواب مشابه: “وليش لترجع تلمع طالما رح نضل نطبخ فيها؟”.

ليس من المبرر أبداً أن نستمر كنساء بذات العقلية التي تقول إن علينا أن نكون سيدات منزل ممتازات. نشر الغسيل أو حتى جلي “الجليات” وتلميع الطناجر ليست أمور جوهرية لنشغل وقتنا بها. في الوقت الذي بإمكاننا تحقيق العديد من الإنجازات خارج جدران المنزل.

بالمناسبة أنا اليوم مشغولة جداً، ولن أطوي الغسيل الذي أحضرته للتو من المنشر. سأضعه كومة واحدة فوق السرير وحين يأتي زوجي يستطيع أن يطويه ويضعه داخل الخزانة. أو يأخذ حاجته منه ويتركه كما هو الأمر بسيط جداً، فلماذا نعقده؟.

 

زر الذهاب إلى الأعلى