الرئيسية

عميد النحاسين يعزف لحن النحاس منذ ستين عاماً

في السوق الذي يعود للقرن الثالث عشر يعزف “خليل الطرشة” لحن الأواني النحاسية

حسام الشب ـ سناك سوري

هي قطعة من روحي وجسدي هكذا يصف العم “خليل الطرشة” أقدم نحاسيي “حماة” علاقته مع المهنة التي يعمل فيها مذ كان طفلاً.

“أبو محمد” الرجل السبعيني الذي يعمل في سوق النحاسين بمدينة حماة، وهو واحد من أقدم الأسوق التي لاتزال قائمة حيث بُني عام 1220م، يقول “الطرشة” في حديثه مع سناك سوري:«كنت طفلاً صغيراً عندما بدأت حياتي بين أواني النحاس أراقب والدي وهو يتفنن في صنعها، لقد علمني هذه المهنة وعلمتها لأولادي وأحفادي وأريد لهم أن يعلموها لمن هم بعدهم حتى أحافظ على هذه المهنة التراثية في حماة».

يستعيد “أبو محمد” ذكرياته في سوق النحاسين عندما كان مليئاً بالحرفيين والأواني والأدوات النحاسية من أوله حتى آخره، يقول «إن الناس كانوا يعتمدون على النحاس في منازلهم أما الآن تغيرت الظروف وتغيرت الأدوات، والأهم من ذلك أن السوق خسر أصدقاء الأمس الذين أصبحوا في السماء ولم يكن هناك من يرثهم على الأرض».

يتحدث كبير نحاسي “حماة” عن تطورات طرأت على المهنة جعلتها أكثر سهولة وتواكب العصر، فالأدوات التقليدية البدائية للحفر والنقش أضحى لها بدائل كهربائية تستخدم في سوق النحاسين بمحافظة حماة.

هذا السوق بني في العهد الأيوبي وهو يلي زمنياً تاريخ بناء “سوق المنصورية” حيث يعتبر من أقدم الأسواق التي لاتزال قائمة بكل ما فيها من عبق الماضي، عندما تدخل إليه تسمع ذلك الضجيج المنتظم الذي تعزفه أيادٍ تسعى لإخراج النحاس بأبهى حلة.
وجميع من بقي من العاملين في سوق النحاسين هم من أبناء الأسر التي زاولت المهنة منذ ما يزيد عن مئة عام، وورثها الأبناء عن الأجداد وهم علموها لأبنائهم أيضاً للحفاظ عليها كونها أصبحت تعتبر من المهن التراثية.
يقول العم “أبو محمد” «إن أكثر المصنوعات النحاسية في عصرنا الراهن في محافظة حماة تكون “الصدور الكبيرة والحلّات الضخمة والتنيان” حيث أن الناس أقلعوا في هذه الأيام عن شراء الأواني المنزلية النحاسية بسبب وجود البدائل الأخرى، ومعظم الزبائن الذين يشترون الأطباق والأدوات النحاسية هم من صانعي الحلويات والألبان لأن النحاس يتمتع بقدرة كبيرة على توزيع الحرارة وله كفاءة عالية في خبز الحلويات».
وتتميز صناعة النحاس أيضاً بالنقش على النحاس حيث أن مهنة النقش على النحاس تعد من المهن القديمة جداً، إلا أنها ومع مرور الزمن انحسرت تدريجياً حتى بات من يزاولها في مدينة “حماة” قلة قليلة.


اقرأ أيضاً : “زكريا تامر”.. الصبي الحداد والمثقف الشامي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى