الرئيسيةشباب ومجتمع

لمياء وتهاني ومثال.. يدفعنَ ضريبة الفقر والحرب

لمياء عملت بعد 10 أيام على الإجهاض ومثال قبل يوم من موعد عملية القلب المفتوح

تنال النساء حصة كبيرة، من تقلبات الحياة ومعارك الفقر والحرب التي تواجهها علنا في “سوريا”، فـ “لمياء” 18 عاما (اسم مستعار)، عشبت الحقل زحفا على ركبتيها في يومها العاشر بعد خسارة جنينها الثالث، و”مثال” 44 عاما، قامت بأعمال التنظيف للمنزل بالكامل قبل الاتجاه للمشفى لإجراء عمل جراحي، و”تهاني” 61 عاما أصادفها كل يوم بانتظار سيارة نقل العمال إلى الحقول، ولا تعود قبل السادسة مساء من عملها.

سناك سوري-رهان حبيب

تقول “لمياء”، لـ”سناك سوري”، إن أصحاب الحقل اقترحوا عليها الراحة، ومحاولة البحث عن شخص آخر يقوم بالعمل، ريثما تستريح، إلا أنها رفضت، لحاجتها شراء الحليب والحفاضات لولديها الآخرين، وأخبرتهم أنها قوية ومعتادة على العمل.

“لمياء”، شابة من أطراف “البوكمال” في “دير الزور”، تزوجت من قريبها في سن الـ14، وانتقلت إلى ريف “السويداء”، شابة ومن وجهة نظري طفلة بدأت عامها السابع عشر بحمل ثالث، بعد طفلين وكانت قد انتقلت مع أسرة زوجها، بعد أن طالت الحرب أراضيهم وأعمالهم فغادروا طلبا للأمن والعمل.

أخذت تبحث عن العمل لأن زوجها التحق بخدمة العلم، وكان عليها أن تساعده بتأمين لقمة العيش لطفل العامين ونصف وطفلة آخرى بعمر العام، ولولا القدر كان الثالث في بطنها بانتظار الوصول إلى حياة أقل مايقال عنها شقاء.

راقبتها وهي تجمع العشب من السابعة لأكثر من 5 ساعات، أنجزتها بأجر لم تفصح عنه، المهم بالنسبة لها الحصول على يومية حملتها إلى الصيدلية لتشتري بعض الحليب، وإلى أحد المحلات لتشتري نوعاً رديئاً من الحفاضات، تقول أنه النوع الوحيد الذي تتمكن من الحصول عليه لابنها.

ابن لمياء ينتظرها
ابن لمياء ينتظرها

اقرأ أيضاً: مختصة تحلل رسائل وجوه من حولها: بؤس ووجوه خالية من الحياة

قلب مفتوح

في مثال آخر على صعوبة حياة النساء، نقلت “مثال” إلى المشفى، بعد نوبة قلبية تعرضت لها لم تكن الأولى، حيث قرر الطبيب موعد عملية القلب المفتوح لها، بعد أن نجحت بالحصول عليها نتيجة تبرع إحدى الجمعيات الخيرية بكلفتها، إلا أن السيدة الأربعينية، لم تنقطع عن العمل في تنظيف المنازل قبل فترة العملية بأيام قليلة، بهدف حصولها على راتبها الشهري، علّه يكفي بعض احتياجات أطفالها الـ4 خلال رحلة العلاج.

تعرف “مثال”، أن راتبها لن يكفي، ولن يكون أمامها إلا طلب العون من أخيها، الذي يعتاش على حوالة صغيرة ترسلها ابنته كل شهرين، وكان يساعدها بعد وفاة زوجها.

3000 ليرة للسيدة الستينية

لاتقل معاناة السيدتين أعلاه، عن معاناة “تهاني” التي تجاوزت عامها الستين، ألتقيها بشكل يومي على مقربة من خيام نصبت شرق “السويداء”، وهي تلف رأسها ومتزنرة بذيل ثوبها، منتعلة حذاءً بلاستيكياً قديماً بانتظار سيارة البيك آب الكبيرة تصعدها مع قنينة ماء كبيرة، وبعض الطعام لتحشر فيها مع 30 امرأة أو أكثر، للوصول إلى مشاريع الخضار.

السيدة تنتقي إحدى الصخور على حافة الطريق لتجلس، ومن الطبيعي أن لا تتمكن من الوقوف الطويل بانتظار الحافلة، لكنها تقوم بعملها في الحقول بالقطاف أو الزرع والتعشيب، حتى السادسة عندما تعود بيومية لا تتجاوز 3 آلاف ليرة، مع بعض حبات بندورة أو باذنجان قد تكون لوجبة العشاء.

أخيرا في هذه البلاد لا شفاعة للعقود الستة، ولا آلام الحمل والولادة ولاحتى أمراض القلب وعلل الأعصاب، كل ما بقي لتلك السيدات طريق الشقاء في عمل غير عادل، للحصول على علبة حليب أو بعض أرغفة أو علبة دواء، وما تحيطه جدارن المنازل والخيام ربما أكثر قسوة مما يُرصد بالعين المجردة أو بضع كلمات.

اقرأ أيضاً: “سوريا” أكثر خطورة على النساء من الصومال وأقل حرية من السعودية!!

زر الذهاب إلى الأعلى