الرئيسيةتقارير

الكومسيون يحرم أهالي السويداء من تذوق فاكهتها

سعر كيلو الفاكهة يتضاعف في رحلة وصوله إلى المستهلك مرة أو مرتين!

 سناك سوري – رهان حبيب

يبيع “أيمن السمان” من أبناء “السويداء” كامل محصوله من الكرز للتاجر الذي يضمن كامل إنتاج حقله بمبلغ 700 ليرة سورية للكيلو، لكنه في اليوم التالي يجد إنتاجه معروضاً في السوق المجاور بسعر 1500 ليرة سورية، حيث يستطيع هذا التاجر التحكم بالسعر كونه يتحمل أجور النقل والقطاف.

كما يبيع المزارع “محمد الصايغ” أحد فلاحي قرية “عرى” محصوله من الدراق النموذجي والمشمش بسعر 900 ليرة سورية، ليجده في السوق أيضاً بسعر أعلى من ضعف  السعر الذي اشتراه منه التاجر.

السعر الذي يشتري به التجار من المزارعين يتم الاتفاق عليه بين مجموعة التجار العاملين بهذا المجال وهو سعر أقل في الغالب عن الأسعار التي تحددها مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك، لكن ليس أمام الفلاح سوى الموافقة والبيع بسعر الكلفة لغياب فرص التسويق وعدم وجود أية إجراءات تسويقية لمساعدة الفلاح بهذا المجال حسب ما أكده “الضايع” في حديثه مع سناك سوري، مشيراً إلى وجود ظلم على الفلاح والمستهلك معاً، حيث لايتمكن كثير من أبناء المحافظة من شراء منتجات حقولها من الفواكه بسبب ارتفاع سعرها، الذي يعود سببه لوجود الوسيط الذي يتحكم بالأسعار.

اقرأ أيضاً:سوق الكفر… يحيي الزراعة ويحل أزمة تسويق المحصول

بدوره يرى “مجيد جودية” مزارع للخضار والفواكه يسوّق إنتاج حقوله وحقول غيره، أن السعر مرتبط بالعرض والطلب، ويوضح لنا رحلة الفواكه من البستان إلى البسطة أو المحل التجاري فيقول:«في رحلة الذهاب يحدد سعر الكيلو  على أرض البستان دون تكاليف القطف والنقل، ويضاف على كل كيلو ينقل إلى سوق الهال، أجور النقل والقطاف وأيضا “الكومسيون” للتاجر، لتباع مرة أخرى وفق شروط العرض والطلب، أما في رحلة العودة من السوق إلى المستهلك يتحمل من اشترى السيارة تكاليف عودتها، ووصولها لأسواق المدن ومنها إلى تجار المفرق وهنا سيضاف على سعر الكيلو تلك التكاليف أيضاً، وبسبب الغلاء لا عجب أن يصل سعر كيلو الدراق أو المشمش الذي خرج بسعر يتراوح بين 700 و 900 ليرة من عند الفلاح إلى ألفين أو أكثر وهذا واقع السوق وفي حال ضمّن الفلاح كرمه، هناك نسبة تحسم من أساس السعر»، مشيراً إلى أن التاجر والفلاح محكومون بظروف الغلاء في البلاد بشكل عام.

رئيس إحدى جمعيات التسويق المختصة بتسويق التفاح في “السويداء” والذي طلب عدم ذكر اسمه يوضح أن كل كيلو من الخضار أو الفواكه تتم الزيادة عليه عدة مرات بسبب أجور القطاف والنقل يضاف إليها الكومسيون الذي يبلغ سبعة بالمئة من ثمن الحمولة في “سوريا” وهي نسبة مرتفعة وغير منظمة مقارنة مع  دول العالم حيث يتراوح بين 3 إلى 5 بالمئة وفق أنظمة التسويق العالمي.

“علي الوزان” سائق سيارة نقل للخضار والفواكه، يقول: «إن الكمسيون أجر وهمي دون جهد أو تكلفة، ففي الغالب السيارة نفسها تنتقل من تاجر إلى آخر حتى تفرغ في النهاية لدى تاجر الجملة في أسواق المدن ومنها تباع بالمفرق لتجار البسطات، ونقلها بهذا الشكل يسمح للوسيط بالحصول على “كمسيون” مرتفع خاصة وأنه لم يتكلف بأجور التحميل أو التنزيل.

هل أمام الجمعيات التسويقية فرصة؟

الجمعية النوعية التسويقية للخضار والفواكه التابعة لاتحاد الفلاحين في “السويداء” سوّقت حسب رئيسها “حمد الحضوة” عدداً جيداً من المنتجات منها زيت الزيتون والبطاطا وخل التفاح بنسب جيدة وألغت دور الوسيط بنقلها المحصول من الحقل إلى المستهلك بفارق بسيط وثابت لكنها على سبيل المثال في تسويق التفاح والفواكه بقي دورها بسيط تبعاً لقناعة الفلاح بالتسويق الفردي وبقي الضمّان مسيطراً، ويحمل الفلاح مسؤولية عدم الإقبال على العمل التعاوني بالرغم من محاولات الجمعية كسب ثقتهم.

تنتج بساتين “السويداء” باقة من الفواكه الصيفية التي تباع من البستان بأسعار بخسة بالنسبة إلى تلك التي نجدها بالأسواق، تجار الجملة يرون السبب في العرض والطلب، ومن خبر السوق، يحمّل “الكومسيون” المسؤولية، أما الجمعيات الفلاحية فتقول إنها مستعدة للمساعدة ضمن إمكانياتها المحدودة لكن العين بصيرة واليد قصيرة.

اقرأ أيضاً:“السويداء”.. الفلاح يتعب ويدفع والتاجر يحصد والمعنيون “يتفرجون”!

كرز من إنتاج ظهر الجبل في السويداء
المزارع أيهم السمان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى