الرئيسيةسناك ساخر

توزيع كتب على جمهور حفل “لطفي بوشناق”… هي مو عنا

أنا بعرف بوزعو 5000 سندويشة فلافل بس كتاب هي جديدة علي!

بادرت كل من وزارة الشؤون الثقافية والمؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية بالاشتراك مع الإدارة العامة للكتاب. لتوزيع كتب وعددها 5000 كتاب خلال حفل الفنان “لطفي بوشناق”. حيث تفاجأ الحضور الذي وصل لمدرجات المسرح الروماني بالكتب الموزعة على المقاعد. وبدلا من التسلية . أمضى كل منهم الوقت بالقراءة ريثما بدأ الحفل. ضمن تظاهرة أطلق عليها “غناية وكتاب” لاقت الكثير من الاستحسان على وسائل التواصل الاجتماعي.

سناك سوري – دمشق

ولأن الإبداع يمكن له أن يظهر في تفاصيل صغيرة. وتسويق الأفكار بين الناس. أصبح من أكثر المعايير التي تحدد نجاح الحكومات والمؤسسات عامة أو خاصة. فإنه لابد أن يتبادر إلى الذهن. ما يعانيه مجتمعنا من أزمة قراءة وثقافة لا ينفك مسؤولو الشأن الثقافي بأجيالهم المتكررة منذ زمن.  عن نظم قصائد الرثاء والتباكي على الكتاب. إضافة لمعلقات المديح به والحنين لأحضانه ورائحة ورقه. دون أن يعذبوا رؤوسهم بالتفكير بما يعيد له الحياة. سوى بعض النشاطات الجامدة الخالية من روح الإبداع وغير القادرة على جذب المهتمين بالقراءة. فضلاً عن أولئك الذين يفضلون أي نشاط آخر حتى لو كان تظاهرة أكبر سندويشة شاورما ..

لا يكفي أن يلوم المسؤولون الناس بسبب ابتعادهم عن القراءة. بل يجب أن يلوموا قصر نظرهم وقلة حيلتهم في ابتكار الأفكار. وأساليبهم القديمة غير الملائمة لروح العصر. بعيداً عن التذرع بالحرب ومشاكلها وما غيرته من أولويات لدى الشعب السوري. أو ترديد عبارة “الجمهور عايز كدا”.

اقرأ أيضاً: هل نحن حقاً عاجزون؟ بلال سليطين

سندويشة الفلافل هي الحل

انسوا كل ما جاء أعلاه . وتخيلوا أنفسكم ذاهبين إلى أحد المهرجانات المتكاثرة هنا أو هناك. لتكتشفوا عند وصولكم للمكان أن مجموعة من الكتب تنتظركم. تباً لهذا الحظ ( هلق حلت الثقافة بعيونكم. شو نعمل فيه هاد. يعني راحت سندويشة الفلافل).

لا شك أن رائحة الورق مثيرة للمشاعر الرومانسية.ولكنها ستصبح أقرب لقلبي عندما تمتزج برائحة قرص من الفلافل. أو البطاطا المقلية. مع “كازوزة”. كما جرت العادة. ( مدري أنا تعودت. مدري في حدا عودني). لذلك أرجوكم أيها المسؤولون أن تكثروا في الاحتفالات الكثيرة بمختلف المناسبات الوطنية. من هذه الروائح المحببة لمعدتي الفارغة. ولا بأس من استخدام أوراق الكتب في تشكيل “قمع” تضعون فيه القليل من البوشار أو الترمس أو حتى عرنوس درة ولو كان من دون جبنة ..
بعدين شو بدهم بالكتب ليش عم يوزعوها. مثلاً يعملوا نصب تذكاري “آي لوف بوك” على غرار “أي لوف” يلي معبية الدنيا عنا. أو يعملوا مثلاً أكبر عدد مسبات في حفل “وطني واحد”. بدها الشغلة أفكار خلاقة. أما توزيع كتب بحفل لطفي بوشناق؟ مين بدو يقرأه للكتاب. الناس بتحب الشعارات عن الكتاب. نحنا هيك منعرف. منعرف قصائد غزل عن الكتاب بس ولا فعل بحفز على قراءته. بس مين نحنا… نحنا مواطني هونولولو المستنكرين لمحاولات حرف شعاراتنا عن مسارها والانتقال نحو التطبيق الفعلي والعمل والتفكير خارج الصندوق المسكر المحشو خشبية.

اقرأ أيضاً : بعد ما يقارب ستين عاماً .. قانون جديد لوزارة الثقافة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى