الرئيسيةتقارير

انتظَروا سلة رمضانية مجانية لم تأتِ.. كيف مرّ الأسبوع الأول من رمضان؟

الهلال الإماراتي كان قد أعلن تخصيص 20 مليون درهم لبرامج رمضان في سوريا

مرّ الأسبوع الأول من شهر رمضان، كئيباً جداً على عائلة “رنا” 38 عاماً، وهي موظفة حكومية وأم لـ3 أطفال، أكبرهم في عمر الـ8 أعوام. إذ لم تضم مائدة الإفطار اليومية لصيامها مع زوجها سوى طبق من الشوربا أو سلطة مع مقالي أو حتى أرز وبرغل من دون وجود أي نوع من اللحوم.

سناك سوري-خاص

“رنا” التي تعيش في ريف “اللاذقية”، ماتزال وزوجها الموظف بانتظار الحصول على الراتب الشهري، لشراء “فخذ” دجاج واحد. وإعداد طبخة مقلوبة باذنجان مع كيلو من اللبن، الأكلة التي ستكلفها نحو ثلث راتبها، والتي كانت في شهر رمضان من العام الفائت. وجبة اعتيادية غير ذي أهمية قبل أن يرتفع ثمن الدجاج لدرجة كبيرة جداً.

تقول “رنا”، إن الحصول على إفطار من الدجاج المشوي هذا العام، مستحيل تماماً وأما اللحوم الحمراء، فهي أساساً قد خرجت من موائدهم. قبل فترة طويلة جداً.

على المقلب الآخر، يشعر “إياد” 46 عاماً بالأسى الشديد لعدم مقدرته تلبية رغبة ابنه الصغير بإشعال “المنقل” وشوي اللحوم. كما كانت العائلة تفعل كل يوم جمعة من شهر رمضان وحتى خارجه، وقال لـ”سناك سوري” أنه وعد ابنه بتلك الوجبة حين يحصل على راتبه الشهري رغم علمه أنه سيكون موضوعاً مستحيلاً، إلا أنه ينوي شراء سندويشة شاورما له وحده كونه صغير. بخلاف باقي أفراد العائلة الذين يستطيعون إدراك الوضع وتجاوز “شهواتهم” هذه.

يمرّ شهر رمضان ثقيلاً جداً هذا العام، فالراتب الشهري الذي لا يتجاوز الـ100 ألف ليرة بالقطاع الحكومي. لا يكفي طعام يوم أو يومين بالحد الأدنى. ورغم أمل الموظفين بالحصول على منحة هذا الشهر فإنهم لم يحصلوا عليها ما فاقم سوء الأحوال المعيشية وبدد آمالهم بالحصول على بعض الطعام لشهر الصوم.

اقرأ أيضا: أسعار الحلويات ارتفعت 300% خلال رمضان هذا العام
المعلبات المجانية

أدى توزيع السلل الغذائية على المتضررين في المناطق المنكوبة بالزلزال بمحافظة اللاذقية، لمنح غالبية الأسر فيها مؤونة جيدة نسبياً. خصوصاً من المعلبات كالمرتديلا والفول والحمص، إضافة إلى البقوليات مثل الأرز والبرغل وعدس الشوربا. وهو ما مكّنهم من الحصول على بعض الدجاج ولو بالحد الأدنى.

“إلهام” التي خسرت منزلها وتقيم حالياً لدى شقيقة زوجها وهي موظفة حكومية، تقول لـ”سناك سوري”، إنها حظيت بمؤونة تكفي شهرين تقريباً. إذ سوف تتقاسمها مع عائلة شقيقة زوجها، وكونها ارتاحت من عناء شراء البقوليات. وبوجود المعلبات فإنهم باتوا يستطيعون شراء الدجاج مرة أسبوعياً. بمقدار بسيط لإعداد طبخة مثل الملوخية أو مقلوبة الباذنجان. وهو ما تعتبره إنجازاً في ظل الظروف الحالية.

تقول “إلهام” رداً على سؤال حول ماذا تتضمن وجبة الفطور الرمضاني، إنها تضم إما فول وفتة مع صحن سلطة، أو أرز بشعيرية مع مرقة بطاطا من دون لحوم. وهناك أيضاً الفول الأخضر الذي انخفض سعره مؤخراً إلى 3000 ليرة للكيلو الواحد ما يجعله في متناول اليد.

وبحسب تصريحات سابقة لوزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك السابق “عمرو سالم”، فإن عدد البطاقات الذكية المدعومة في “سوريا”. بلغ 4 ملايين بطاقة حتى شهر كانون الأول من العام الماضي، وكان كثير من أصحاب البطاقات المدعومة ينتظرون سلة رمضانية مجانية. وليس سلة السورية للتجارة التي يوازي سعرها حجم الراتب كاملاً.

وكان رئيس الهلال الأحمر الإماراتي، “حمدان بن زايد آل نهيان”. أعلن شباط الفائت، تخصيص 20 مليون درهم إماراتي لتنفيذ برامج رمضان في “سوريا”.

وإذا افترضنا جدلاً أن تلك النقود مخصصة للأسر الأشد حاجة، فإن هذا يعني توزيعها على الـ4 ملايين بطاقة ذكية مدعومة. وفيما لو تم توزيعها فإن كل عائلة كانت ستحصل على أموال كبيرة جداً، لكن حتى السلة الغذائية الرمضانية لم تحصل عليها. وسط غياب كامل للشفافية في طريقة التوزيع والتعاطي مع هذا الملف.

اقرأ أيضاً: هل تقدم الحكومة سلة غذائية لكل بطاقة مدعومة خلال رمضان؟

زر الذهاب إلى الأعلى