أخر الأخبارالرئيسيةحرية التعتير

سيرة حياة طفل متوحش ولِد في سوريا

في عامه الأول كانت الأصوات عالية وتهتف بكلمات غير مفهومة

عمره 13 عاماً، أو أنّه سيتمّها بعد أيام قليلة وحين كان في طور الولادة لم يكن يعلم أحد مدى وحشيته فهي أمور لا تظهر في صور الإيكو.

سناك سوري _ محمد العمر

لكن لحظة فتح عينيه على هذه الدنيا حظي بشهرة واسعة، ربما لم يسبقه إليها أحد. حتى أن خبر ولادته انتشر من أقصى الأرض إلى أقصاها ما كان محط ذهول الجميع. والمفارقة أن الجميع اختلف على تسميته منذ اللحظة الأولى.

وبدا أن كثيرين كانوا بانتطاره لكنهم لم يفصحوا من قبل عن ذلك إلى أن جاءت اللحظة المناسبة ليتبنّوه بالجملة. ثم سرعان ما يعلنون كلامياً فقط أنهم لا يعرفوه ولا يمت لهم بصلة.

في عامه الأول. كانت الأصوات شديدة وعالية تهتف بكلمات غير مفهومة بالنسبة له، لكن الواضح أنها مختلفة بين فريقين متناقضين. ثم تأكد له ذلك حين بدأ يلاحظ تغير الألوان التي بدأت تخفق أمام عينيه.

مع منتصف عامه الثاني ومطلع الثالث بدأ يشعر أن الأصوات تتلاشى تدريجياً. وأن أصوات انفجارات مرعبة تطغى على المشهد، وكان يشعر بنفسه أنه ينمو سريعاً وأن يديه أصبحتا قادرتين أن تطالا أي بقعة في البلاد بل وتمتدا إلى دول الجوار.

سيلاحظ في أعوامه التالية تزايد أعداد الرجال ذوي اللحى الطويلة والشعر الكث. حتى أن كثيرين منهم لا يتكلمون لغته التي اعتادها.

تباعاً سيكثر الغرباء. من مختلف بقاع الأرض ومختلف اللغات والأجناس، وستبدأ بالانتشار عبارات تطالب بإنهائه. لكنه لم يشعر بمشكلة حيال ذلك لا سيما وهو يسمع أن “الحل” هو نهايته.

في عامه التاسع سيصغر حجمه وسيكثر أبناؤه. سيتحولون إلى شياطين صغيرة تلهو هنا وهناك وتكبر عاماً تلو آخر. ورغم شعوره أن عمره طال أكثر مما يجب فإن كثيرين سيؤكدون له أنه سيمتد أكثر وأكثر، وأن نقيضه “حل” لن يقوى عليه في الأمد القريب وربما البعيد أيضاً.

هذا الطفل الوحشي الذي يقترب من إتمام عامه الثالث عشر كان اسمه “صراع” وولد في “سوريا”.

زر الذهاب إلى الأعلى