أخر الأخبارالرئيسيةشباب ومجتمع

13 عاماً من الانتظار سرقت مني طفولتي وشبابي

الحرية التي تأخرت..

لم نستطع نحن السوريون أن نعيش طفولتنا كما عاشها باقي الأطفال في العالم، فقط تخيلوا أن عمري 22 عاماً عشت منها 13 عاماً في الحرب.

سناك سوري – إبراهيم قماز

تخيلوا أنني طفل في التاسعة من العمر يردد في مدرسته شعارات حزب سياسي بدل أن يلعب كرة القدم مثلاً. أو ممارسة أي شكل من أشكال الرياضة المنظمة.

تخيلوا أنني طفل في الحادية عشرة من العمل يتم اصطحابه مع طلاب المدرسة كلها من أجل استقبال وزير والتصفيق له. تخيلوا أننا انتظرنا ساعات وساعات لكي نصفق للوزير عندما يصل ويغادر. (هو أنا مالي ومال الوزير أصلاً).

تخيلوا أنني مراهق في الرابعة عشرة من العمر بدل أن ألعب على بلاي ستيشن ألعاب الأسلحة (…)، كنت أشاهد الصواريخ والقذائف تعبر من فوق رأسي.

تخيلوا أنني بدل أن أتسمع لصوت الموسيقى وطبولها كنت أستمع لطبول المعارك وأصوات الأسلحة والطيران والصواريخ!.

تخيلوا أنني في الثامنة عشرة من العمر كنت أحمل أكبر هم في العالم “تجنب الخدمة العسكرية”.(هذا أصعب من هم إدارة دولة كاملة حالياً).

تخيلوا أنني كنت أؤخر سنوات تخرجي من الجامعة حتى لا أساق إلى التجنيد الإجباري حتى تحولت جامعتي إلى مضيعة للوقت.

تخيلوا أنني وجدت نفسي في الثانية والعشرين من عمري وأنا أحاول فقط تضييع الوقت حتى تنتهي هذا المرحلة وبالمناسبة لم أكن أعتقد أنها ستنتهي فحتى الحلم كان صعباً عليّ.

تخيلوا أنني عندما دخلت مهنة الصحافة شعرت بأنني أطير من شدة الاندفاع وعند أول مرة رفعت فيها الكاميرا تبدد كل شيء “مين انت ليش عم تصور ومعك موافقة..إلخ”. حتى المرات التي كنت أنجح فيها بالتصوير دون أن يراني جماعة لا تصور كان الناس أنفسهم يخافون الظهور.

لقد كبرت كثيراً لا أعتقد أن عمري 22 عاماً بل ربما 44 عاماً أو أكثر، لكنني اليوم ورغم شيخوختي الشابة مازلت قادراً على الحلم ولدي الحماس لأعيش طفولتي وحريتي وأبني مستقبلي من جديد.

زر الذهاب إلى الأعلى