رؤية سعر من 70 وحتى 100 ألف ليرة ضمن ملصق التسعيرة على بيجامة عادية لم يعد أمرا مستغربا في بداية موسم الشتاء الذي بات أطول من المعتاد ولا حيلة للبردانين. إلا التزود بألبسة يبدو أنها اليوم أكبر بكثير من قدرتهم الشرائية المرهونة براتب المئة ألف أكثر أو أقل منها بقليل.
سناك سوري-رهان حبيب
شاباتان تقفان أمام واجهة المحل تقول الأولى (مئة ألف لهذه انظري يعني شهر دون طعام أو نقل كي أشتريها). تضحك بغصة وتحرض زميلتها على متابعة المسير.
“ضياء” ٤٥ عاما صاحب المحل في سوق السويداء يخبر سناك سوري أن هذا الموقف يتكرر كل يوم كنوع من الدهشة يُبديه الزبائن على السعر والتاجر مثلهم ولا يستغرب الموقف. فالأسعار ارتفعت بداية هذا الشتاء بشكل أرهقهم لتصبح القطعة التي بيعت العام الفائت بخمسين ألف. مئة ألف هذا العام أي بنسبة ارتفاع مئة بالمئة وفي حال كانت الأقمشة أجنبية نسبة الارتفاع أكبر.
يضيف: «٥٠ مليون لا تكفي للحصول على البضاعة التي اشتريتها بداية الشتاء الماضي بمبلغ ٢٥ مليون ليرة أو أقل من ذلك في ذات الموسم. وطبعا لم أتمكن من الحصول على كامل المبلغ ونقصت الكمية بشكل كبير، ورغم رفع السعر فإن الأرباح أقل وقد لا تغطي كامل التكاليف في حال تم التسويق ولا مؤشرات ترضى».
اقرأ أيضاً: هالبوط بـ338 ألف ورقة.. سقالله أيام ما كان راتبي الحكومي بيساوي صرماية
التاجر يعرض بيجامات بثلاثة أنواع تبدأ من السبعين إلى ٩٠ إلى ١٠٥ آلاف، للمحلات العادية وليس الماركات وكانت العام الفائت. تتراوح بين ٤٥ ألف إلى التسعين، ومع ارتفاع السعر، المبيع أقل من المطلوب ولا يشتري إلا المضطر.
حالة السعر تتجاوز هذه القيمة بالاتجاه للمحلات الرياضية ومحلات الماركات التي حلقت فيها أسعار الطقم الواحد إلى ١٥٠ و٢٥٠ ألف تبعا للموديل. وأنواع الأقمشة المستخدمة التي تلبي حاجة هواة المشي بالتالي فإن شراء بيجامة شتوية وأخرى لممارسة رياضة المشي يحتاج إلى مبلغ يتراوح بين ٢٥٠ الف إلى ٣٠٠ ألف. والمصيبة إذا كثر عدد أفراد العائلة الذين يحتاجون شراء البيجامات.
في حين فضل “إيهاب” أحد تجار المدينة للألبسة الجاهزة التعامل مع المصنع مباشرة للتخفيف من دور الوسيط والحصول على بضائع بأسعار أقل وطأة. فقد عانى من وجود وسيط وتعامل مع المصنع مباشرة بمجمل الألبسة النسائية محاولة في تخفيف السعر لجذب الزبائن. ورغم ذلك بقي المبيع بالحدود الدنيا مقارنة مع الموسم الفائت.
يقول: «في هذا الموسم كنا نلاحظ زيادة الإقبال في سنوات سابقة لكن هذا العام أغلب الزبائن يسألون عن السعر ويرحلون».
عرض التاجر خامتين من الجوخ جاكيت طويل بسعر ٩٦ ألف والجلد ١٣٠ ألف ونوع القماش المصوف قصير بسعر ٦٠ ألف، وهو ما يقول إنه ارتفاع بنسبة 100 بالمئة قياساً مع الموسم الفائت.
ويضيف أن معظم زبائنه في الصيف كانوا من أهالي المغتربين الذين تردهم حوالات شهرية، ويتوقع أن يستمر نموذج زبائنه ذاتهم لكن مع ارتفاع الأسعار سيكون الشراء أقل.
كان سعر الجاكيت العام الماضي في البالة 60 ألف ليرة، وفق “ليماء” صاحبة محل بالة لكن اليوم هذا المبلغ للجواكيت القصيرة التي كانت العام الماضي لا يتجاوز سعرها الـ25 ألف أو 30 ألف ليرة.
أما المعطف الشتوي الطويل فيبلغ ثمنه في البالة 70 ألف ليرة، تقول “ليماء” وتضيف أن الزبائن يقفون يسألون عن السعر ويرحلون وغالبيتهم يكتفي بالنظر فقط.
عندما يصبح سعر قطعة ملابس بسيطة مساويا للراتب، فإن الخطط البديلة تبدو مستحيلة بالنسبة لغالبية المواطنين، وهكذا لا وجود لأي حل سوى بالاستغناء عن الملابس شأنها شأن كل الاحتياجات الأساسية التي سبق للغالبية أن صرفوا النظر عنها بسبب ارتفاع الأسعار.