الرئيسيةسوريا الجميلة

محجوب خليل فقد معمله بالحرب وعاد بورشة صغيرة وإرادة كبيرة

محجوب خليل قصة مواطن ديري تأقلم مع ظروف الحياة والحرب دون استسلام

سناك سوري – فاروق المضحي

كحال مدينته التي عصفت بها سنوات من الحرب ودمرت أحياءها ومعالمها، لم يسلم معمله الصغير في حي “الجبيلة” بمدينة “دير الزور” من الدمار فقد كل شيء بناه خلال سنوات، لكن عزيمته وطموحه كانت أكبر للعودة إلى مهنته النجارة والعمل بها.

“محجوب خليل” الرجل الأربعيني الذي عاد للعمل من بوابة ورشته الصغيرة، كما يقول ويضيف لـ”سناك سوري”: «قبل أن تندلع الحرب كنت أملك معملاً صغيراً لصناعة الموبيليا والأبواب والنوافذ الخشبية، وكان من أوائل معامل الموبيليا في المنطقة الشرقية افتتحته في العام ٢٠٠٧ ولكن الحرب دمرت كل الأشياء الجميلة ولم يبقَ لنا إلا الذكريات في مدينتنا».

رحلة جديدة وتجارب

وعن عودته إلى مدينة “دير الزور” بعد فك الحصار، بدأ “خليل” عمله القديم من الصفر، يضيف: «بالبداية كان عملي معظمه في إصلاحات بسيطة نتيجة الظروف التي مررت بها إضافة إلى حال المدينة الذي لم يكن يشجع على العمل، لكن مع عودة الأهالي بدأ السوق ينشط الأمر الذي دفعني إلى توسيع أعمالي لكن بشكل خجول وبسيط نتيجة غلاء المواد الخام فغرفة النوم الواحدة تصل تكلفتها إلى ٥ ملايين وغرف نوم الأطفال حوالي مليوني ليرة الأمر الذي يتطلب رأس مال كبير  وهو مالاقدرة لي عليه في هذه الأيام».

اقرأ أيضاً: المال لم يكفِ الجميع.. أم محمد نجحت بتدريس ابنة واحدة

من صاحب معمل إلى عامل

من ورشته الصغيرة

صاحب المعمل حين غادر المدينة مع عائلته المؤلفة من 7 أفراد إلى “دمشق”، استمر في مهنته إنما كعامل في ورشات ومعامل صناعة الموبيليا بالعاصمة، لتأمين لقمة العيش للعائلة، قبل أن يعود إلى مدينته مطلع عام 2018، ويفتتح ورشته في حي الجبيلية، كما يقول.

ويتابع: «اشتريت آلات جديدة، وجمعت ما كنت خبأته في منازل أصدقائي من آلات عملٍ بسيطة، وبعد مضي ثلاثة أعوام على افتتاح ورشتي الجديدة بدأ الحلم يكبر في إعادة بناء ما دمرته سنوات الحرب»، مضيفاً أن لديه حالياً 5 عمال يساعدونه في الورشة.

تصاميم وأعمال على برامج مختصة 

يقدم “خليل” أعماله وفق برامج متخصصة تعلم عليها وأتقنها بمهارة كبيرة حسب تعبيره حيث يقوم بتصميم قطع الموبيليا عبر مجموعة من البرامج الخاصة ومن ثم العمل على تركيبها عبر تقنية تسمى حفر cnc كذلك يعمل وفقاً لبرنامج (Autocad ) .

اقرأ أيضاً: عربة حلويات أبو شادية تحدّت الحرب وهزمتها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى