حكي شارع

قراءات في التفاهمات الروسية التركية حول “إدلب”

ردود فعل متبايتة حول اتفاق “إدلب”

سناك سوري-جوني دوران

ما هي إلا ساعات قليلة على إعلان الرئيسين الروسي والتركي الاتفاق على منطقة منزوعة السلاح في “إدلب” بعمق ١٥كم حتى انهمر سيل من التعليقات والتحليلات السياسية على مواقع التواصل الاجتماعي، لهذه العملية فالبعض اعتبرها خطوة جيدة تحقن “دماء السوريين”، والبعض الأخر نظر إلى الاتفاق “الغامض” بأنه خطوة أولى تمهد للحل الشامل في سوريا.

يقول الكاتب الصحفي “عبد الله علي” أن «الاتفاق هو حل جيد وإن كان غير نهائي للأزمة “المفتعلة” في “إدلب” والتي شاركت دول العالم في تسعيرها»، بحسب علي الذي أكد أن «مسألة نزع السلاح التي اتفق عليها هي بالأصل طلب روسي وإيراني منذ قمة “أستانا” الثلاثية».

“علي” أشار إلى أن «الترحيب الألماني في الاتفاق له أهمية خاصة بعد الحديث الأخيرة لبرلين عن دور في إعادة إعمار سوريا والتي ربطتها بإجراء انتخابات حرة بعد أن كان الشرط الغربي المتفق عليه هو الانتقال السياسي وفق بنود جنيف».

الصحفي المختص بالجماعات التكفيرية لم يخفي أن الاتفاق أقر بدور “تركيا” المتواصل في “سوريا” إلا أن ذلك سيكون على حساب علاقتها وتحالفها مع “واشنطن” الذي كان أحد أسباب التصعيد الأمريكي الأخير حول “إدلب”.

من جهته، الناشط “سليمان شاهين” اعتبر أن «الاتفاق يصب في مصلحة الشعب السوري بالدرجة الأولى وليس لمصلحة أصحاب “الكراسي” من الطرفين»، لافتاً إلى أن «الروسي أخذ على عاتقه حل المشكلة السورية بطريقة ترضي جميع الأطراف ولا يقبل الفشل».

المحلل السياسي والكاتب في وكالة “شينخوا” الصينية “كمال الجفا” أشار إلى أن «ما جاء في اجتماع القمة الروسي التركي يحتوي على إيجابيات لمصلحة كل السوريين»، معتبراً أن «الحل السياسي تدريجيا مع عمليات عسكرية جراحية مع حلحلة وترحيل المقاتلين الأجانب ضمن مدة زمنية وبدء دخول تدريجي لمؤسسات الدولة وتفكيك بطيء للمؤسسات الأمنية والشرعية في إدلب هو الحل الأصلح للجميع».

تعليقات الأوساط “المعارضة” على الاتفاق جاءت متباينة أيضاً، حيث وصف القيادي في “الجيش الحر”، “مصطفى سيجري”، الاتفاق بـ«انتصار عظيم”، مؤكداً أن «الشمال السوري أصبح بيد “المعارضة” والسلاح بيد “الجيش الحر”، وتم تحويل نقاط المراقبة التركية إلى قواعد ثابتة».

بدوره، الصحفي “مأمون الخطيب” أعرب عن ترحيبه بأي اتفاق يحقن دماء السوريين، مؤكداً «تواصله مع عدد من قيادة الفصائل في “إدلب” لمعرفة موقفهم من الاتفاق فكانت الإجابة: “ليس لدينا أي تفاصيل”».

واعتبر “الخطيب” أن «الاتفاقات تجري بين عدة دول والسوريون هم أدوات التنفيذ فقط».

أما “رياض نعسان آغا” القيادي في المعارضة السورية (وزير الثقافة السابق)، اعتبر أن «هذه الاتفاقية مرحلية ومؤقتة بانتظار الحل النهائي” مؤكداً أنها «تجنب إدلب كارثة كبرى كان يعد لها».

ووفقاً لـ”نعسان آغا” فإن الاتفاق أيضاً يخرج “إيران” من المشهد السياسي الحاسم في “جنيف”.

في المقابل، عضو “منصة القاهرة” المعارضة، “فراس الخالدي”، كان له وجهة نظر مختلفة عما سبق من القيادات المعارضة، حيث طرح جملة من التساؤلات تتعلق «بماذا حصلت إيران من اتفاق سوتشي؟، وما معنى تعهد تركيا بسحب الأسلحة الثقيلة وتفكيك التنظيمات المتطرفة؟، من هي التنظيمات المتطرفة التي اتفق على تفكيكها ؟، ما معنى تقاسم النفوذ أن صح التعبير على إدلب وأطرافها؟، وما معنى ادارة مشتركة وفتح الطريق الدولي؟»، داعياً إلى التفكير بهدوء بمضمون هذه الاتفاقية.

يذكر أن “بوتين” و”أردوغان” اتفقا على إقامة منطقة عازلة منزوعة السلاح في “إدلب” على أن تقوم قوات تركية وروسية بعمل دوريات في المنطقة لضمان احترامها، بالإضافة إلى سحب جميع الأسلحة الثقيلة من المنطقة منزوعة السلاح، كما اتفقا أيضا على انسحاب مقاتلي المعارضة “ذوي التوجهات المتشددة” بما في ذلك “جبهة النصرة” من تلك المنطقة، على أن يدخل الاتفاق حيز التنفيذ بحلول 15 من تشرين الأول القادم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى