الرئيسيةحرية التعتير

الغلاء يحرم عوائل في الجزيرة السورية من السيران الأسبوعي

من خمسة آلاف عام 2011 إلى 50 ألف عام 2021 الجاري.. تكلفة السيران تضاعفت كثيراً

 سناك سوري – عبد العظيم عبد الله

لم يعد “رضوان صبري” من أهالي ريف مدينة “القامشلي” قادراً على اصطحاب أسرته بشكل أسبوعي بنزهة في ريف المدينة، وذلك بسبب ارتفاع أسعار مستلزمات هذه الرحلة، التي لم تكن تكلفتها تصل قبل الحرب إلى 5 آلاف ليرة، أما اليوم فهذا المبلغ لايشتري له ربع كيلو لحمة حسب تعبيره.

لسنوات طويلة خلّت كان “صبري”، يصطحب عائلته بشكل أسبوعي إلى السيران المحبب، طيلة فصل الربيع، لكن اليوم لم يتبقّ للعائلة من السيران سوى الذكريات، يقول، ويضيف لـ”سناك سوري”: «آخر سيران لي وزوجتي وأطفالي الأربعة كان عام 2011 عندما كانت أسعار المواد بالليرات، حيث اشتريت يومها كيلو غرام واحد لحم عجل مفروم بـ600 و كيلو من لحم الخروف المفروم بسعر 500 أيضاً فاللحم في الجزيرة كان من أرخص المواد لكثرتها وغنى المنطقة بالثروة الحيوانية أي أن كل الأسر مهما كانت حالتها المادية كانت قادرة على شراء اللحم لو بكميات قليلة  أما اليوم فقد أصبح بعيد المنال بالنسبة للغالبية».

لاتختلف أسعار باقي المواد حسب تعبير”صبري” في ذلك الوقت عن سعر اللحوم الحمراء حيث يقول :«كنا نشتري 1 كغ صدر بـ 110 ليرة سورية وكيلو الجوانج بـ 55 ليرة سورية وكيلو البرتقال بـ 50 ليرة سورية، أما البندورة فكان الكيلو منها بسعر 20 ليرة سورية و الخيار 25 ليرة، أما الموالح فكانت 500 ليرة سورية تكفي حاجة العائلة، إضافة لأجرة السيارة التي لم تتكن تتجاوز ألف ليرة سورية».

اقرأ أيضاً: خلال 2020.. الأسعار جنّت والراتب زاهد!

أسعار المواد السابقة التي يحتاجها السيران، ارتفعت بنسبة قليلة حتى عام 2016 لكنها ارتفعت ارتفاعاً وصفه “صبري” بالجنوني منذ العام الماضي وهو ماجعل عدد الأسر السورية في الجزيرة التي تذهب للسيران أقل عن العامين الماضيين، وهنا يوضح “صبري” أنه زار منذ فترة قريبة إحدى المناطق السياحية بريف “الجوادية”، لكنه لاحظ انخفاضاً كبيراً بعدد الأسر المتواجدة هناك حيث اعتاد أن يكون فيها مايزيد عن 40 عائلة أما اليوم فلايزيد العدد عن 12 عائلة فقط.

الكلفة الجديدة للرحلة الأسبوعية التي اعتاد عليها “صبري” تضاعفت مرات كثيرة، يقول: «اشتريت كيلو لحم مفروم بمبلغ 20 ألف ليرة سورية وكيلو غرام صدر دجاج بثمانية آلاف وكيلو واحد فقط من التفاح بمبلغ 2500 ومثله برتقال بثلاثة آلاف ليرة سورية وكيلو غرام واحد فقط من البندورة بسعر 1300 ليرة والخيار بسعر 1500 ليرة وكمية قليلة من نوع واحد من البزر بسعر ألفي ليرة سورية أما أجرة السيارة فقد كانت 15 ألف ليرة سورية أي أن الرحلة كلفتني نحو 49 ألف ليرة سورية تقريبا، وهذا مبلغ يعادل راتب موظف شهراً كاملاً».

وغالبا ما يختار الأهالي مناطق معينة للسيران، كما تقول “بيريفان خالد” إحدى أهالي الجزيرة السورية، تضيف: «يجب أن تكون مناطق غنية بالمياه حيث تكون الينابيع والأنهار نظيفة وصافية نستفيد منها في تأمين مايلزم من مياه الشرب خلال الرحلة وغسل أدوات المطبخ التي نصطحبها معنا، إضافة لأن الأطفال يقضون أوقاتاً ممتعة بالسباحة التي يصرون على ممارستها لوقت قليل بالرغم من أن المياه ماتزال باردة».

اقرأ أيضاً: سوريون يأكلون من الطبيعة: الغلاء حرمنا وجبات كثيرة

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى