إقرأ أيضاالرئيسية

الحياة فقط هو مايريده أهالي “إدلب الجديدة”!

قد لا تكون القمامة أكبر المشاكل التي يعانيها أهالي إدلب.. لكنها إحداها!

سناك سوري-خالد عياش

قد لا تكون القمامة أكبر المشاكل التي يعانيها أهالي “إدلب” الغارقة في الانفلات الأمني والشجارات واقتتال الفصائل واحتكار المحروقات، وتدني الوضع المعيشي، إلا أنها باتت هماً يقض مضاجه المواطنين الذين باتوا يتخوفون من انتشار الأوبئة والحشرات والقوارض مع قدوم فصل الصيف الذي بات على الأبواب.

بلدية “إدلب” التابعة لـ “حكومة الإنقاذ” تتلقى شكاوى المواطنين حول القمامة برحابة صدر عبر التلفون، لكنها لا تحرك ساكناً لنجدتهم من القمامة المنتشرة بالأحياء والشوارع، بينما لم يرّ الأهالي وجوه عمال النظافة منذ قرابة الشهرين، يقول أحد العاملين في مؤسسة المياة التابعة لذات الحكومة لـ “سناك سوري”: «نحنا صرلنا 3 أشهر ماقبضنا رواتبنا، ومتلنا يمكن عمال النظافة كيف بدن يشتغلوا بدون راتب»، كل محاولاتنا للوصول إلى أحد أولئك العمال لسؤالهم باءت بالفشل، لم نعثر على أحد منهم!.

اقرأ أيضاً: إعلان مفاجئ لإعادة إعمار منازل “إدلب”

مواطن آخر أسرّ لـ”سناك سوري” بأن أحد مراقبي البلدية كان حتى الأمس القريب قبل سيطرة المعارضة على المدينة، أحد أمناء الفرق الحزبية التابعة لحزب البعث آنذاك، ثم وبعد شهر واحد تحول بقدرة قادر إلى أحد أصحاب الذقون وانخرط في صفوف الكتائب الإسلامية التي كافأته بالوظيفة!.

«ليست القمامة المشكلة ياصديقي»، قالها العم “أبو محمد” لي حين سألته عن واقع النظافة، وأضاف: «يوم أمس قام أحد الأشخاص من على دراجته النارية بسرقة حقيبة يد من فتاة بجانب حديقة “ألماظة”، لقد استقوى على فتاة أي قدر هذا الذي نعيشه، وتحدثني عن القمامة، إنها متراكمة في النفوس ياابني وليس في الشوارع فحسب».

إنها “إدلب” الجديدة، “حارة كل مين إيدو إلو”، حيث لا تأمن روحك لا من رصاص طائش، ولا غارة جوية، ولا حتى أولئك الذين يتربصون بك ليسرقوك، لربما إنهم جياع يريدون أن يطعموا أولادهم، فماذا عن أولئك الأقوياء الذين يسرقونك على الملأ وأنت تضحك في وجوههم، إنه واقع الحال فقط.

تابعت جولتي في المدينة أرصد واقع النظافة بناء على مطالب الأهالي بتسليط الضوء عليها، علّ حكومة الإنقاذ هنا تقدم على عمل ما قبل حلول فصل الصيف، وفجأة “لكني لم أتفاجئ بالمناسبة”، هزّ صوت انفجار عنيف منطقة “الضبيط”، هرعت مسرعاً ومثلي آخرون، وحين وصلنا، كان الأمر اعتيادياً مجرد قنبلة صوتية رماها أحد من يشعرون بالملل ولا تستحق كل هذا الركض، إنه واقع الحال مجدداً.

اقرأ أيضاً: “إدلب” على موعد جديد مع النار التي لا تنتهي!

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى