سوريا الجميلة

تقنين الكهرباء في سوريا: ابتسامة مع كل انقطاع للكهرباء

يمضي السوريون في غالبيّة المحافظات يومهم وهم يلعنون حال تقنين الكهرباء في بلادهم. ولا يمر حديث بين سوريين اثنين بدون ذكر كلمة تقنين مرات عدة. حتى أن الصحافية الألمانية كارين ليوكفيلد تقول في حديث لها مع «السفير»: «لولا التقنين لكنت انتقلت للعيش في سوريا».

سناك سوري – كهرباء

بات السوريون يضبطون حياتهم على توقيت التقنين. الذي بات مادة ساخرة في محافظة اللاذقية. وجبة السخرية تقدمها صفحة مديرية كهرباء اللاذقية على «فايسبوك» وتتفنن في تقديم المنشورات الظريفة في محاولة منها لدفع المشتركين للتأقلم مع أزمة الكهرباء في البلاد.
التقطت الصفحة مفاتيح التواصل مع المشتركين بعد الأشهر الأولى لانطلاقتها. كانت البدايات مع تقديم أخبارِ جافة تُواجهُ بكم هائل من التعليقات المليئة بالانتقاد والسباب والشتائم، لكن إدارة الصفحة أدركت أن المواجهة خاسرة فلجأت إلى السخرية. كانت الانطلاقة مع منشور: «وزير الكهرباء الياباني يحني ظهره عشرين دقيقة كعقاب لنفسه بسبب انقطاع الكهرباء عشرين دقيقة بمدينة يابانية. هي منشان تعرفو أنو باليابان بتنقطع الكهربا كمان، مو بس هون».
استفزّت السخرية بعض متابعي الصفحة المتعبين من كثرة التقنين وزادت وتيرة التعليقات السلبية، إلا أن إدارة الصفحة تابعت مسارها وطوّرت المحتوى ليكون أكثر ظرافة، فنشرت: «الدولار «ينزل» إلى 540 ليرة سورية، وريال مدريد «يرفع « الكأس الأوروبية، وما بين «ينزل» و «يرفع» هناك شيء ثابت… ونحن ومن مبدأ (الله محيي الثابت) تعلن مديرية كهرباء اللاذقية عن استمرار التقنين على وضعه الراهن 3 كهرباء 3 قطع».
استطاعت الصفحة بعد فترة وجيزة التحول من صفحة مستفزة للمشتركين الغاضبين الى صفحة مسلية لهم ينتظرون منشوراتها. لمشاركتها على صفحاتهم وراحت تحصد آلاف الإعجابات والتعليقات المشجعة للناشرين فيها.
قد تكون المنشورات المعنونة «حكم وعبر» من أكثر المنشورات قراءة بعد منشورات المعلومات المتعلقة بساعات التقنين، ومنها هذا المنشور الذي لاقى أصداء واسعة: «توماس اديسون مخترع الكهرباء قال لقد اخترعت الكهرباء ليس للتسلية. بل لألبي متطلبات الحياة، لذلك يجب أن لا نهدر الكهرباء ولا نتحجج بالدراسة، لأن من يريد النجاح والتفوق يستطيع أن يدرس على شمعة كما فعل اديسون».

اقرأ أيضاً: وعود جديدة غير حاسمة من الزامل بتحسن الكهرباء حزيران القادم

يبدو أن حس الظرافة فطري عند ناشر الصفحة. الذي أطلق حملة لترشيد الطاقة الكهربائية. معتمداً على المنشورات المضحكة واستثمرت في استفزاز مستهلك الطاقة الكهربائية إيجاباً بهدف الترشيد، ومن المنشورات: «مشوب؟ ما في هوا؟ قطع الكهربا مأثر ع نفسيتك؟؟؟ شو الحل؟ شو العمل؟؟ لازم يكون في حل، الحل عنا .. طلاع شم هوا برا وعمول مشوار ببلدنا الحلوة، وبهالحالة بتكون غيرت جو و #رشدتها» مع هاشتاغ #الحل_بالترشيد و #رشدها_بتكسبها.
أما حملة «سوا منضويها» التي أطلقتها الصفحة فكانت الأكثر واقعية عن حال الكهرباء في المحافظة وآلية عمل مديريتها في اللاذقية، فكان شعار الحملة «لسنا الوحيدين لكننا الأفضل»، وقد اعتبرت نقداً ذاتيا في مكانه.
بعد التحول في سياسة النشر لم يعد واضحاً ان كانت الصفحة تحمل صفة رسمية. إلا أن المعلومات المنشورة فيها توضح أنها متصلة بالمديرية أو يديرها بعض العاملين فيها. قد يكون الطاقم الاداري للمديرية هو المسؤول عنها. خصوصا أن بداياتها حملت طابعًا رسميًا، كما أن الردود على الشكاوى وحل المشكلات الواردة إلى بريد الصفحة يؤكد أن علاقتها بالمديرية مباشرة وإن كانت غير علنية، فهي استطاعت حلّ مشكلة صعوبة تواصل المواطن مع المديرية على أرقامها المنشورة التي تبقى خارج الخدمة.
قبل أيام قليلة تم تأخير الساعة في سوريا ما جعل المواطن يكسب ساعة كهرباء والمديرية تخسر ساعة تقنين. لم تمر هذه الحادثة مرور الكرام على ناشر الصفحة فكتب التعليق التالي: «تذكير تم تأخير الوقت ساعة كاملة، مما أدى إلى ربح العزيز المواطن ساعة كهربا زيادة، منسحبا بعدين، #نعمل_لأجلكم هاعاعاعاعا».
بقليل من الظرافة استطاعت صفحة مديرية كهرباء اللاذقية أن تخطف المعجبين بالآلاف وتقدم لهم وجع التقنين بطريقة مضحكة هونت عليهم وقع المصيبة، فبات المواطنون يرددون: «لا تقول فيول غير بالمكيول» في إشارة إلى تبرير قطع الكهرباء بنقص مادة الفيول.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى