وفاة عبد الله حنا.. المدافع عن حقوق الفلاحين والفقراء
عبد الله حنا.. دافع عن الفلاحين والفقراء وتوفي في ألمانيا
غادر المؤرخ السوري “عبد الله حنا” الحياة، عن عمر يناهز 91 عاماً. أمس الاثنين بعيداً عن بلاده ومسقط رأسه “دير عطية” بـ”ريف دمشق”. بعد مسيرة طويلة دافع فيها عن الفقراء والكادحين.
سناك سوري _ دمشق
ونعت ابنة الراحل “ثريا” والدها مستعينة بحسابه الشخصي “فيسبوك”. تشارك أوجاعها مع محبيه وكتبت: «إلى متابعي وقرّاء صفحة المُؤرخ الدكتور عبدالله حنا، اليوم توفيَ والدي، المثَل الأعلى لي في ريعان صباي». وذكرت أن الدفن سيتم بمكان إقامته الحالية مع عائلته في “ألمانيا”.
أمضى “حنا” حياته مدافعاً عن الفقراء وساندهم بالكثير من الكتابات التي تناولت نضالهم، منحازاً إلى صفوف الكادحين. مستعرضاً حقوقهم وكفاحهم.
فقد كان الراحل من عشاق حرية الإنسان، ولطالما انتقد الإقطاع والطبقية، إضافة إلى فضح ممارسات البورجوازيات البيروقراطية. في نهب القطاع العام ومال الشعب، كما أرّخ بإصداراته تاريخ الأحزاب السياسية السورية ونشأتها.
مسيرة حنا العملية
حصل الراحل على شهادة جامعية بالتاريخ من سوريا عام 1958، وعمل مدرساً للمادة في ثانويات “درعا ودمشق وريفها”.
كما عمل في الاتحاد العام للفلاحين لكتابة تاريخهم وقام في عامي 1984 و 1985، وبمساعدة الاتحاد بجولات ميدانية قابل خلالها. أكثر من 400 فلاح من جميع المحافظات.
وشهد عام 1987 تقاعد “حنا” عن التدريس، وتفرغه بشكل كامل للبحث والتدوين بتفاصيل التاريخ المغيّبة عن المهتمين بها. ومن أبرز إصداراته التي تناولت سوريا ولبنان معاً نذكر “الاتجاهات الفكرية في سورية ولبنان”، “الحركة العمالية”، “الحركة المناهضة للفاشية”. و”القضية الزراعية والحركات الفلاحية” في البلدين أيضاً.
ومن مؤلفاته أيضاً “العامية والانتفاضات الفلاحية في جبل حوران”، “النهضة والاستبداد”، “المثقفون في السياسة والمجتمع (الأطباء)”. “المجتمعان الأهلي والمدني في الدولة السورية الحديثة”.
ومنها أيضاً “الفلاحون وملاك الأرض في سورية القرن العشرين”. و”الحركة الشيوعية السورية، الصعود والهبوط وهي دراسة تجمع بين التاريخ الشفهي والتاريخ المكتوب.
وفاة عبد الله حنا
شكّل خبر رحيل “حنا” صدمة بين أصدقائه ومحبي كتاباته. حيث نعى الكاتب “نزار هنيدي” الراحل وأكد أنه كان من أهم كتّاب تاريخ نضال الشعب السوري بالعصر الحديث. معرباً عن فخره باعتبار أن “حنا” كتب عنه بكتابه “المثقفون” في السياسة والمجتمع.
وتحدث الناشط “سند صالح” عن مناقب الراحل، ومدى خسارة الساحة الوطنية السورية برحيله، وهو الذي أمضى حياته. مدافعاً عن الطبقة العاملة والكادحة وحقوقهم.
يذكر أن “حنا” من مواليد “دير عطية” 1932، وحصل أيضاً على شهادة الدكتوراه في الفلسفة “تاريخ” من جامعة “لايبزغ” الألمانية عام 1965. وقدّم حينها أطروحته تحت عنوان ” حركة التحرر العربية في بلاد الشام في مستهل القرن العشرين”.